د. منير الحسيني باحث مصري استوقفته إحدي المقالات العلمية بمجلة الفضاء والزمن – أثناء وجوده بألمانيا عام 2004 – وتحديدا في العدد رقم 127 – يناير 2004 – عن التغيرات المناخية أو ما يسمي اللعب بالمناخ حينما تحدث فيها البروفيسور جايريل شتتر عن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية علي خطوة تعد الأهم في تاريخ البشرية من خلال تحكمها في مناخ الأرض عن طريق تقنية الكيمتريل, من هنا بدأ البحث والاطلاع للتعرف علي المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع عبر شبكات الإنترنت والمجلات العلمية إلي أن توصل إلي نيقولا تيسلا عالم صربي من يوغوسلافيا متخصص في مجال الفيزياء والذي اكتشف الكثير من الحقائق العلمية منها إحداث البرق والرعد الصناعي والكثير من الحقائق التطبيقية في السلم والحرب والتي تتعلق بعلم الهندسة الجغرافية أو المناخية.
الدكتور الحسيني أستاذ المكافحة البيولوجية وحماية البيئة واستشاري الزراعة العضوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة الذي عكف علي متابعة التغيرات التي حدثت ومازالت تحدث حول العالم من جراء استخدام هذه التكنولوجيا التي يتم تنفيذها باستعمال غاز الكيمتريل.
للوقوف علي حقيقة الأمر.. كان لنا معه هذا الحوار…
* ما هو الكيمتريل ومعناه كمصطلح علمي؟
- مصطلح كيمتريل مكون من مقطعين كيمي وتريل, وفي تريلز أي ثلاث آثار تظهر في السماء علي شكل شريط أبيض صغير خلف الطائرات النفاثة أولها الكونتريل الذي يمكننا مشاهدته علي ارتفاع 8-12 كيلو مترا في مجال الاستراتوسفير ويظل مرئيا لمدة تتراوح ما بين 30-120 ثانية ينتشر خلالها تدريجيا في المساحة المحيطة ثم يختفي خلال عدة دقائق ويطلق علي هذا الأثر اسم كونتريل نظرا لاحتراق الوقود الناتج عن انبعاث ثاني أكسيد الكربون ورشح المياه وبمجرد تكاثف بخار المياه في شكل حبيبات ثلجية يبدأ في الظهور مع انعكاس ضوء الشمس عليه, وهذا النوع طبيعي يندفع من الطائرة دون تدخل الإنسان.
أما النوع الثاني فهو البيوتريل أي الأثر البيولوجي والذي يستخدم في حالة وجود وباء شديد لنشر الطعم المضاد له في الهواء حيث أنه من خلال هذه التقنية يمكن رش اللقاحات عبر الطائرات علي المناطق المصابة للتحصين السريع ضد الأوبئة الفيروسية القاتلة مثل فيروس سارس لتستنشق الطعم ملايين البشر في زمن قياسي وهذا ما يعرف بالتحصين الهوائي.
وأخيرا تقنية الكيمتريل أو ما يعرف بالأثر الكيماوي الذي يتميز برؤيته من بداية رشه عبر الطائرات حيث امتداده من الأفق إلي الأفق ثم الانتشار السريع لتكوين سحابة رقيقة تعمل علي نشر المادة الكيماوية بأقصي سرعة. وهذا ما يعد أخطر عامل ضمن تقنيات علم الهندسة المناخية لقدرته علي التحكم في الطقس أو بمعني آخر هندسة الطقس علي المدي القصير وبالتالي المناخ علي المدي الطويل حيث يمكن الدفع بسقوط الأمطار واستحداث ظواهر كالبرق والرعد والصواعق وتغيير اتجاهات الرياح والأعاصير كل علي حسب نوعية المادة الكيماوية المستخدمة لتحقيق الهدف المعين في الوقت المحدد.
فمثلا في تقنية الاستمطار يستخدم خليط من أيوديد الفضة مع بيركلورات البوتاسيم ليتم رشها مباشرة فوق السحب المحملة بنسبة عالية من بخار الماء فتتكثف سريعا حتي يثقل وزنها ولا يستطيع الهواء حملها فتسقط في صورة أمطار, وقد تم استمطار السحب في المناطق الجافة وشبه الجافة خاصة في الصين لتدب فيها الحياة لصالح الإنسان. وعلي العكس من ذلك تحاط بعض الاكتشافات في علم الهندسة المناخية بالسرية الكاملة لتحويلها إلي أسلحة للدمار البيئي الشامل لنشر الجفاف والأمراض وموت ملايين البشر بإحداث الجفاف الاصطناعي والأعاصير الاصطناعية المدمرة والفيضانات وإشعال الحرائق في الغابات وإطلاق الصواعق حيث إنه بموجب استخدام هذه الأسلحة في المناطق المستهدفة تتغير الخصائص الجوية للأسوأ, فلا تصلح لحياة النبات والحيوان والإنسان لسنوات طويلة. لذلك نخشي استخدام أمريكا لها كسلاح ضد دول العالم خاصة أن هناك دلائل علي تعمدها إضفاء شرعية علي توسيع نطاق استغلالها له.
* كيف حاولت إضفاء تلك الشرعية؟
** الدليل هو ما حدث بعد انعقاد مؤتمر قمة الأرض بالبرازيل عام 1992 الذي خرج بتوصيات وقرارات من شأنها الحد من ظاهرة الاحتباس ورغم ذلك رفضت أمريكا التوقيع علي اتفاقية الحد من تلويث الهواء بثاني أكسيد الكربون بالرغم من تسببها في حدوث أكثر من 30% من ظاهرة الاحتباس الحراري علي مستوي الكرة الأرضية نتيجة الصناعات الثقيلة بها ومازالت حتي الآن مصرة علي عدم التوقيع.
لجأ الرئيس بوش في نفس التوقيت إلي استخدام تقنية الكيمتريل لمنع ظاهرة الاحتباس وخفض درجات الحرارة المرتفعة ضمن 7 حلول أقرها اجتماع كيوتو وهي إما تخزين ثاني أكسيد الكربون في الأرض أو إطلاق صواريخ تبعث مواد بلاستيكية تعكس أشعة الشمس أو تفجير قنابل أتربة في الجو أو إضافة أملاح حديد علي المحيطات والبحيرات.
المشروع العالمي
* إذن ما المشكلة؟
** المشكلة هي أن أمريكا لم تكتف بذلك بل أعلنت أنها سوف تقوم بحل مشكلة الاحتباس الحراري علي مستوي العالم علي نفقتها من خلال تطبيق مشروع عملاق ابتداء من عام 2000 تستغرق مدة تنفيذه خمسين عاما بميزانية تقدر بنحو مليار دولار سنويا. ولكي تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ المشروع علي مستوي الكرة الأرضية تحت مظلة قانونية عرضت في مايو 2000 براءة الاختراع ونتائج تطبيقاتها منذ عام 1991 داخل أجوائها علي لجنة دولية مكونة من 2000 باحث في مجال الطقس وتحت رعاية الأمم المتحدة دون التطرق لآثاره الجانبية إلي أن وافق غالبية المجتمعين علي إدخال هذا الاختراع إلي حيز التطبيق العالمي وهذا ما كانت تسعي إليه الولايات المتحدة الأمريكية وبذلك تم تمرير المشروع بموافقة المجتمع الدولي مع إشراك منظمة الصحة العالمية بالمشروع دون معرفة أضراره…..
بعض الدول تنبهت لخطورة الكيمتريل وأضراره علي صحة الإنسان والحيوان فيما بعد مثل كوبا والاتحاد السوفييتي, ومن ثم أدخلوا منظمة الصحة العالمية لمراقبة هذا الموضوع وبعد عدة سنوات من البحث أصدرت المنظمة تقريرا جاء فيه أن البشرية ستفقد 2 مليار شخص خلال خمسين عاما هي مدة المشروع أي بمعدل 40 مليون نسمة سنويا. هذا إلي جانب ما أعلنه مركز مكافحة الأمراض في ميريلاند وفق ما لديه من نتائج داخل الولايات المتحدة عن الفترة من 1991 – 2000 إذ يتراوح عدد الضحايا من البشر خلال مدة تجريب المشروع 45 يوما ما بين 3-4 مليار نسمة بمعدل 60-80 مليون نسمة سنويا.
فنجد أنفسنا في معركة مع الطبيعة إذا ما خرج تأثير الكيمتريل عن السيطرة البشرية ووقف الإنسان عاجزا عن درء أخطاره.
الأضرار
* وماذا عن آثاره الجانبية علي صحة الإنسان؟
** وفقا للأبحاث المنشورة خاصة في المجلات العلمية الأمريكية لباحثين مثل كريس كورنيكوم وجارث نيكولسون, فهناك 11 مرضا يصاب بها الإنسان من جراء استخدام هذه التقنية بدءا من آلام الصداع الخفيف وضيق التنفس ونزيف الأنف والإعياء المزمن وعدم حفظ التوازن والتهاب الأنسجة وأوبئة الإنفلونزا الخطيرة إلي فقدان الذاكرة المؤقت وأمراض الزهايمر المرتبطة بزيادة نسبة الأولومنيوم في جسم الإنسان, فكل تحركات تحركات الإنسان عبارة عن إشارات كهرباء وفي حالة وجود ألومنيوم يبدأ بالتفاعل مع كهرباء الجسم فيسبب مرض الزهايمر. فضلا عن تصلب الشرايين.
* وهل تعرضت مصر لهذه التقنية؟!
** بدأت أول آثاره الجانبية تتضح في أواخر 2004 بغزو الجراد لأول مرة في تاريخ مصر من جهة الشرق متجها إلي الغرب مما يعني تحول المسار الطبيعي للرياح الحاملة لأسراب الجراد الصحراوي والمتجهة المعتاد إلي دول المغرب العربي في شمال غرب أفريقيا إلي اتجاه جديد تماما في هذا الوقت متجها إلي الشرق والشمال الشرقي في اتجاه الجزائر وليبيا ومصر والأردن وظهر ذلك بوضوح عندما لاحظ الباحثون أن الجراد الذي دخل مصر كان لونه أحمر في حين أن اللون المتعارف عليه كان يحمل اللون الأصفر, واختلاف الألوان هنا جاء نتيجة أن الجراد الأحمر هو جراد ناقص النمو الجنسي ولكي يكتمل النمو الجنسي للجراد كان لابد أن يسير في رحلته الطبيعية حتي يصير لونه أصفر كما تعودنا أن نشاهده في مصر ولكن مع حدوث التغيير اخضر الجراد إلي تغيير رحلته دون أن يصل إلي النضج المطلوب. أيضا ما سجلته وسائل الإعلام في السنوات الثلاث الأخيرة عن وفاة مواطنين بالصواعق أثناء عملهم بالحقول بمحافظة كفر الشيخ, كذلم ما حدث عام 2005 بالمنصورة من صعق راعي أغنام وإصابة مساعديه بحروق شديدة وهو ما لم يكن معتادا سابقا. وأخيرا ما جاء في جريدة الأهرام بتاريخ 2007/4/14 بوفاة ثلاثة مزارعين بالصواعق أثناء عملهم بالحقول في محافظة البحيرة دون هطول أي أمطار وغيرها من الظواهر التي تعرضت لها مصر وما سجلته وسائل الإعلام من باب التغطية الإعلامية دون التطرق أو الإشارة للأسباب الحقيقية.
الانسحاب ممنوع
* وإذا كانت هذه التقنية بحجم الخطورة التي تحدثتم عنها؟ فلماذا لم تمتنع الدول عن تطبيقها؟
** للأسف قرارات الرفض لم تكن في يد أي من الدول إذا امتنعت وأبدت رفضها لاستخدام هذه التقنية, فالمشروع لا يمكن الانسحاب منه, فأمريكا اتخذت القرار ولا يمكن أن ترجع عن قرارها أو الحياد عن الخطة إذا ما رفض المشروع من قبل أي بلد.
* هل هناك أسلحة مضادة لتلافي مخاطر الكيمتريل؟
** هناك أسلحة مضادة للتصدي لتلك الأسلحة الكيماوية وأنني أسعي مع جهات معنية بالخارج بدراسة ذلك الشأن ولكنها مازالت في طور البحث وبحاجة إلي تمويل كبير.
أكد الدكتور محمد الشهاوي أستاذ علم المناخ بكلية العلوم جامعة القاهرة نجاح تجارب استخدام تقنية الكيمتريل وفاعليتها في تخفيض درجات حرارة الهواء بنسبة تتراوح ما بين 3 و4 درجات مئوية داخل المناطق أو بعض المدن التي تعاني من الشمس الحارقة في بعض الأيام, ولم ترد أي آثار سلبية من جراء استخدامه حيث إن تأثيره محدود في تحسين الجو.
وعن غزو الجراد لمصر عام 2004 أكد م. محمد محمد عبدالرحمن المدير العام للإدارة العامة لشئون الجراد والطيران الزراعي أنه بالفعل تغير مسار الجراد فاتجه إلي ناحية الشرق بدلا من الغرب علي الرغم من أنه كان في نهاية موسم التكاثر الصيفي وكان متواجدا في ذلك الوقت في مالي والنيجر والتشاد وكان الطبيعي تحركه لمناطق التكاثر الشتوي في شمال المغرب العربي تونس والجزائر حتي تستمر دورة حياته ولكن لحدوث منخفضات جوية شديدة علي البحر المتوسط عند ليبيا أدي إلي تغيير مسار الهواء فاتجه إلي الشرق بدلا من الغرب, وهذا ما جعل لونه يتغير إلي اللون الأحمر بدلا من الأصفر نتيجة عدم نضوجه جنسيا حيث إن مراحل تطوره مرتبطة بالظروف البيئية الملائمة له وبتغيره يحدث الخلل.
أدعو من ليس علي دراية بهذا العلم البحث علي شبكة الاتصالات الدولية تحت اسم Chemtrails أو تحت اسم علم الهندسة الجغرافية Geo-Engineering أو التحكم في الطقس Weather Control في شبكات Yahoo وGoogle وHotmail وغيرها من شبكات المعلومات العالمية والمحلية لمعرفة الحقيقة.
————————-
براوز
د. منير الحسيني في سطور
- خرج كلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1965, وحاصل علي شهادة الدكتوراه من ألمانيا عام 1976 في مجال حماية البيئة.
- شارك في العديد من المؤتمرات بمصر حول المكافحة البيولوجية وحماية البيئة, وبألمانيا عن وقاية النباتات والزراعة العضوية.
- حصل علي عدة جوائز منها جائزة أحسن بحث لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة برلين عام 1977 حول مكافحة الحشرات التي تصيب مزارع التفاح باستخدام البكتريا, الحديثة أيضا جائزة التميز في بحوث الحشرات في الأكاديمية الألمانية عام 1998.
——————-
برواز
يشير دكتور عبدالسلام الشيوي أستاذ القانون الدولي والمستشار القانوني بوزارة البيئة إلي أنه لا توجد أية اتفاقيات دولية تبيح تدمير الأنظمة البيئية في حالة حدوث نزاعات عسكرية, وإن وجد فإن ذلك لا يلغي استخدام الاتفاقية طالما أنها أقرب حل للمحافظة علي البيئة طبقا لنصوص الأمم المتحدة كمصدر من مصادر القانون الدولي, مستندا علي المادة رقم 103 من الميثاق والتي جاء في نصها: إذا تنازعت أو تعارضت الالتزامات الدولية فعلينا أن ننقذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب وأن ندفع الرقي الاجتماعي قدما في جو من الحرية.