اللواء محمود أحمد علي: عدد الممارسات حوالي 30 ألف من أصل 14 مليون و700 ألف من الشابات
الدكتور عمرو علواني: جيد أن يفرز 3 بطلات من وسط 5000 طالب علي يكن مجرد طبيبات
الدكتور كمال درويش: الفتاة تعتزل بمجرد خطبتها حتي وإن كانت ذات موهبة
الدكتور ناجي أسعد: عدم الاهتمام بالرياضة في المدارس سواء للبنات أو الأولاد
الكابتن إسماعيل الشافعي: قاعدة ممارسة الرياضة للفتيات قليلة
الكابتن جميل حنا: ظهرت نجمات في رفع الأثقال حققن بطولات علي المستويين الأفريقي والعالمي
الدكتور علاء صادق: المسألة في مصر مرتبطة بفكر مريض وقديم له جذور تمنحه الواقعية
أيمن أبوعايد: المرأة تشارك بفعالية حتي في الألعاب الجماعية
إسراء السنهوري: انعدام الممارسة في المناطق العشوائية والفقيرة للظروف الاجتماعية والاقتصادية
عندما دخلت المرأة الرياضة كان من ضمن أهدافها تأكيد الذات وطموح يتطلع نحو المساواة مع الجنس الآخر وفي الرياضة المصرية كان للبعدين الاجتماعي والاقتصادي الأثر المعوق للمشاركة الفعالة للمرأة في شتي مجالات الرياضة رغم الفوائد العديدة التي يجنيها الجسم البشري سواء للرجل أو الفتاة إثر ممارسته للنشاط الرياضي ومنها ما ترنو إليه الفتاة خاصة من رشاقة وحيوية وجمال ورغم وجود صحوة ما في توجه المرأة المصرية لممارسة الرياضة إلا أن عوامل الزواج وتربية الأطفال ومن قبلهما التعليم في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية ضعيفة كما سبق القول مع نقص الوعي الرياضي عند الكثير من النساء في ظل الدور السلبي للرجل أحيانا والإعلامي أحيانا أخري الساعين إلي تهميش واقع المرأة الرياضي التي هي أصلا في احتياج أكثر لممارسة الرياضة بحكم قلة حركتها مقارنة بالرجل.
أما علي نطاق البطولة فرغم بعض النجاحات الفردية وأبرزها تفوق رانيا علواني في السباحة وآية مدني في الخماسي علي سبيل المثال إلا أن الرياضة النسائية في مصر لم تحقق أي ميدالية أوليمبية مقارنة بدول عربية أخري مثل فوز حسيبة بولمرقة بذهبية سباق 1500 متر في أوليمبياد برشلونة 1992 ثم السورية غادة شعاع في السباعي لأوليمبياد أتلانتا 1996 وأخيرا نوريه بنت عيده رماح في سباق 1500 متر عام 2000 في سيدني ومن قبلهن جميعا البطلة المغربية نوال المتوكل التي حصدت ذهبية 400 متر حواجز في أوليمبياد لوس أنجليس عام 1984 كأول امرأة عربية تسجل اسمها واسم بلدها بحروف من ذهب في سجلات التاريخ الرياضي العالمي وأصبحت فيما بعد وزيرة للرياضة في بلادها, والتحقيق التالي هدفه البحث عن سبب إحجام المرأة المصرية عن ممارسة الرياضة وقلة إنجازاتها علي مستوي البطولات العالمية والأوليمبية وما الخطوات التي يجب اتباعها لتشجيع الفتاة علي ممارسة الرياضة وأيضا السعي نحو البطولة..
في البداية يشير اللواء محمود أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية ورئيس الاتحاد المصري لكرة السلة إلي أن عدد المزاولين للرياضة من النساء يتراوح ما بين 25 إلي 30 ألف مشاركة من أصل 14 مليون و700 ألف أعمارهن من 10 إلي 30 سنة وذلك بسبب قصر المشاركة الرياضية علي البعض في القاهرة والإسكندرية أما باقي المجتمع من الجيزة حتي أسوان وباقي المناطق الريفية والنائية تكاد ألا تكون هناك أي مشاركة فعالة مؤكدا أنه ليس للجنة الأوليمبية أي دور لأن هذا هو نظام البلد الموروث حيث الاهتمام بالتعليم ثم الزواج والإنجاب حتي ظل سيطرة بعض التقاليد والقيم الشرقية والدينية المتشددة سواء إسلاميا أو مسيحيا, وعن تحقيق ميدالية أوليمبية نسائية مستقبلا استبعد اللواء محمود أحمد علي ذلك مشيرا إلي أن حصول فتاة علي ميدالية يجب أن تكون مزاولة للرياضة بفعالية ضمن 25 فتاة أخري أي بنسبة 1: 25 من ممارسات الرياضة بالمجتمع ولكنه أكد علي سعيهم لاستثمار إنجازات الشباب بأوليمبياد سنغافورة لتحقيق هذا الأمل ضمن خطة طموحة سوف يتم البدء فيها فورا وعن آية مدني أشار إلي أنه يتمني أن تحصد ميدالية أوليمبية علي الرغم من أن نجاحاتها تقف عند البطولات العالمية فقط حتي الآن.
الرياضة لا تؤخر الدراسة بل تحقق وضعا اجتماعيا مرموقا
أما الدكتور عمرو علواني نائب رئيس الاتحاد الدولي للكرة الطائرة ورئيس الاتحاد الأفريقي للعبة ووالد أبرز نجمات الرياضة المصرية السباحة العالمية رانيا علواني عضو اللجنة الأوليمبية الدولية وعضو مجلس إدارة النادي الأهلي فأكد علي ضعف المشاركة النسائية لاهتمام الأسر بالتعليم مع أن الرياضة تتطلب البدء المبكر في الممارسة حتي وإن كانت هناك ميول للطفلة أو الفتاة فغالبا ما تجد إحباطا من أسرتها التي يجب أن تعلم بأن الرياضة لا تؤخر الدراسة بل من الممكن أن تكون سببا لوضع أدبي وعملي غير عادي لابنتهم مستقبلا قد يفوق كثيرا التحاقها بكليات ما يسمي بالقمة لذا يجب أن يكون هناك حافز لتنشيط الرياضة في المدارس ومنح هذا الحافز مقابل التفوق الرياضي لضمان إقبال الأسر علي الرياضة وتشجيع بناتهم نحو ذلك وعلي الرغم من ذلك – كما يشير د. علواني – فإن النبات المحظوظات يكن من أسر رياضية تفهم وتعي جيدا أهمية ومزايا ممارسة الرياضة التي تتطلب جهدا ومثابرة نحو تحقيق الهدف علي المدي الطويل فلكي تصل رانيا علواني لهذه المكانة كان لي أنا ووالدتها دورا بارزا يكفي أننا أقمنا معها بصفة شبه دائمة بالولايات المتحدة لعدة سنوات لكي تعد للبطولات بصورة صحيحة ويذكر لها تفوقها العلمي كطبيبة بدأت في ممارسة الرياضة في سن الثامنة وأصبحت بطلة مصر في سن الحادية عشرة وبطلة أفريقيا من سن الثالثة عشر وشاركت في كأس العالم في سن الخامسة عشر, والبطولة التي حققت ذهبيتها فيما بعد ويتذكر د. عمرو علواني أنها كانت تتدرب في الخامسة صباحا قبل الذهاب للمدرسة بتشجيع من الأسرة يندر أن تقوم به أسر أخري غير رياضية أيضا كان للدراسة والتدريب بالولايات المتحدة الدور الرئيسي في حياة رانيا كبطلة لإيمانهم بموهبتها ويكفي أن الدراسة كانت تخطط طبقا لأوقات الفراغ التدريبي لها حتي إذا كان هناك امتحان يؤجل بمعرفة رئيس القسم لإيمانهم بأنه جيد أن يكون هناك 3 أبطال من وسط 5000 طالب أفضل من تكون مجرد طبيبة وسط هؤلاء.
تحقيق ميدالية أوليمبية نسائية سيكون صدفة
أما الدكتور كمال درويش عميد كلية التربية الرياضية ورئيس نادي الزمالك الأسبق فأشار إلي أن الرياضة النسائية من جهة قطاع البطولة لا تجد استمرارية لأن الفتاة بمجرد خطبتها تعتزل حتي وإن كانت ذات موهبة كعادة وقيم الشعب المصري خاصة في الألعاب الجماعية حيث إن البعض في الألعاب الفردية يستكملن المسيرة في ضوء أن كل واحدة مسئولة عن نفهسا كتمرين ومعسكرات وكفرصة لإثبات الذات لكن تبقي التقاليد والقيم الدينية حتي في الألعاب الفردية عائقا علي الرغم من السماح بالممارسة الرياضية ببنطلون طويل وعن دور الأندية أكد د. كمال درويش أن الأندية لا يمكنها إجبار أحد علي اللعب أما في كليات التربية الرياضية فهناك مدرسات من السيدات يمارسن اللعبات الخاصة بهن حتي نهاية الدراسة ثم يقمن بالعمل الأكاديمي ويتذكر درويش بعض اللاعبات اللائي شاركن بفعالية في الفرق الجماعية مثل تهاني طوسون التي استمرت حتي الثلاثينيات من العمر ووفاء صلاح الدين كابتن النادي الأهلي في كرة السلة وعلية عبدالرحيم في ألعاب القوي والأخيرتين اعتزلتا دون الاستفادة من خبراتهما وعن الفوز بميدالية أوليمبية أشار درويش إلي صعوبة تحقيق ذلك إلا صدفة.
تغيير المجتمع
يقول د. ناجي أسعد البطل العالمي والمدير الفني للمنتخبات باتحاد ألعاب القوي: إن المشكلة تكمن منذ الصغر بعدم الاهتمام بالرياضة في المدارس للأولاد والبنات علي حد سواء بدليل أن المستوي في بطولة الجمهورية للمدارس هزيل ومتواضع جدا, بجانب أن الفتاة المصرية تمارس الرياضة وتشارك في البطولات حتي يأتي العريس أو ابن الحلال كما يقولون, فلا يوجد لدينا رياضية هدفها الأساسي وكل تفكيرها أن تكون بطلة أوليمبية وتسعي بجدية لتحقيق ذلك وأيضا هناك عناصر مهمة مثل نوعية التغذية والثقافة في المجتمع. ويضيف د. ناجي قائلا: إن إقبال الفتاة المصرية علي الرياضة من أجل الصحة أو البطولة مرتبط بتغيير المجتمع, لأن الرياضة ليست عنصرا مستقلا بل مرتبطة بباقي العناصر في المجتمع من تعليم ومستوي اجتماعي واقتصادي وعلمي وثقافي وسلوكيات الأفراد ولابد أن تنعكس هذه العناصر علي الرياضة.
الثقافة المنغلقة
أما الكابتن إسماعيل الشافعي رئيس الاتحاد المصري السابق وعضو الاتحاد الدولي للتنس حاليا يوضح أن السبب الرئيسي هو أن قاعدة ممارسة الرياضة للفتيات قليلة فعلي سبيل المثال في لعبة التنس يمارس عدد كبير من البنات اللعبة تحت 12 سنة, ثم يتقلص هذا العدد تحت 14 سنة ويستمر حوالي 10% فقط في المراحل السنية الأعلي وذلك نتيجة تفكيرنا وثقافتنا المنغلقة عن الفتاة بعدم ظهورها كثيرا وأن الرياضة تؤثر سلبا علي جسمها وتنمي وتبرز عضلاتها, لذلك لابد أن نغير من تفكيرنا وثقافتنا المنغلقة تجاه الفتاة المصرية وأن نتعامل معها مثل الولد, تمارس كل الأنشطة بما فيها الرياضة وتكون منتجة ولها تأثير في المجتمع داخليا وخارجيا وندعم دعوة السيدة سوزان مبارك لدعم مكانة المرأة في جميع المجالات.
ويضيف الشافعي: لدينا العديد من النجمات اللاتي نفخر بهن في الرياضة مثل رانيا علواني في السباحة وآية مدني في الخماسي وأمنية عبدالقوي في الاسكواش رغم أن هذه النماذج تشمل استثناء للإنجازات الرياضية للفتاة المصرية, فنحن نريد الآلاف من نماذج البطلات اللاتي يحصدن البطولات علي المستويات القارية والدولية والعالمية.
تقاليد المجتمع
يذكر جميل حنا خبير رفع الأثقال وسكرتير الاتحاد العربي أنه تبني الدعوة منذ أكثر من 20 عاما لإنشاء رياضة رفع الأثقال للسيدات عندما كان يشغل مناصب مختلفة في الاتحاد المصري لرفع الأثقال, كما كان له دور كبير في انتشار هذه الرياضة أفريقيا. ويضيف: وجدت استعدادا كبيرا من الفتاة المصرية في مختلف المحافظات لممارسة الرياضة, ولكن تريد من يشجعها ويدفعها للإنجازات خاصة مع عادات وتقاليد المجتمع مع المرأة, والحمد لله تم إقامة بطولات علي مستوي الجمهورية منذ عام 1995 وظهرت نجمات حققن العديد من الإنجازات أفريقيا وعالميا, وأثق أننا لو أعطينا الفتاة المصرية الاهتمام والرعاية الكافية فهي قادرة علي تحقيق الإنجازات الرياضية علي كافة المستويات الأفريقية والعربية والعالمية.
هناك مفاهيم خاطئة عن الممارسة الرياضية للفتاة
أما الدكتور علاء صادق الإعلامي والصحفي الشهير فأكد أن المسألة في مصر مرتبطة بفكر مريض وقديم له جذور تمنحه واقعية ومنطقية علي الرغم من أنه مريض وهو أن أهم شيء لدي الفتاة المصرية هو الزواج وتكوين الأسرة يبدأ هذا الحلم منذ الطفولة ويستمر معها حيث تتعلم لكي تختار زوجا أفضل وتأكل وتشرب لذات الغرض إلا أن هناك استثناءات تمثل من 1 إلي 2% في مصر, من ضمن المفاهيم الخاطئة أن الرياضة تمنح المرأة تكوينا عضليا يؤثر سلبا علي فرصتها في الزواج. هذا الأمر بدأ يتغير قليلا جدا في السنوات الأخيرة حيث أصبح هناك عددا أكبر لممارسات الرياضة ولكن يبقي السواد الأعظم في مصر لا يمارس بل لا يقتنع بذلك أصلا. وعن دور الأندية أكد صادق عجز الأندية علي التدخل كما أشار إلي أن تحقيق ميدالية أوليمبية نسائية سيكون استثناء وأن هذا مستبعدا.
أما الأستاذ أيمن أبوعايد رئيس القسم الرياضي بالأهرام ورئيس رابطة النقاد الرياضيين فله رؤية مختلفة حيث يري أن المرأة تشارك بفعالية حتي كرة القدم أصبح لها نشاط نسائي وإن كان حديث التكوين أيضا فرق الآنسات في السلة والطائرة واليد تشهد منافسة محتدمة بين أندية القمة – الأهلي والزمالك – وبذلك أفرزت منتخبات وطنية تنافس بقوة عربيا وأفريقيا بل وعالميا أحيانا لكنها بالطبع لا تقترب من نسبة مشاركة ومنافسة الرجال وذلك أيضا للعوامل البيئية والتقاليد والعادات الشرقية التي تمنع البنات من الاختلاط أو التأخير أو السفر للخارج والمبيت خارج المنزل مؤكدا أن للأندية دورا بإيجاد إداريات ومدربات لكي يكن عامل اطمئنان للأسر, ويدلل أبوعايد علي فعالية المشاركة النسائية بأن بعضهن أصبحن الآن مذيعات ومقدمات ومعدات برامج رياضية هن أصلا ممارسين للرياضة أما الميدالية الأوليمبية فتحتاج لتعاون من الاتحادات والأندية وأن يكون هناك تواصل مع الأسر مع توفير الدخل والحافز المناسب – بالمشاركة مع الأندية – حتي يمكن تعويض أي قصور في نواحي التعليم.
ويتذكر أبوعايد نماذجا من أسر بسيطة مثل لاعبة دفع الجلة حنان خالد وأيضا بطلة رفع الأثقال نهلة رمضان وأنه يمكن إيجاد عناصر مثيلة في حالة إعطاء الحافز ولو بالتعيين في وظائف محترمة.
هناك الكثيرات تمارسن الرياضة صباحا
وأخيرا تؤكدا إسراء السنهوري رئيسة اتحاد التنس المصري علي تفاؤلها بإمكانية تحقيق ميدالية نسائية بعدما قدمه الشباب في أوليمبياد سنغافورة مؤخرا, كما أنها تري أن المشاركة النسائية في الرياضة جيدة علي مستوي مراكز الشباب والأندية, كما تشاهد هي بنفسها الكثيرات في السادسة صباحا يذهبن للتدريب وممارسة الرياضة قبل العمل والدراسة مع اعترافها بانعدام الممارسة في العشوائيات والمناطق الفقيرة للظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة.