بحثت قمة الدول الثماني الكبري في مدينة موسكوكا بمقاطعة أونتاريو الكندية بتورنتو خلال اليومين الماضيين سبل تعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق التنمية وذلك وسط خلاف بين أوربا والولايات المتحدة بشأن الاستراتيجية التي يجب اعتمادها لتحقيق هذا الغرض.
واتضح أثناء اللقاء وجود خلاف في وجهات النظر بين أوربا والولايات المتحدة حيث يدافع الأوربيون وعلي رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن برامجهم الخاصة للتقشف في الميزانية بينما يطالبهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعم ## الانتعاش الاقتصادي## عن طريق الاستهلاك.
كما ناقشت قمة مجموعة العشرين التي عقدت بعد قمة الثمانية والتي تضم إضافة الي دول مجموعة الثمانية البلدان ذات الاقتصادات الناشئة وهي جنوب أفريقيا والسعودية والأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا والمكسيك وتركيا إضافة إلي الاتحاد الأوربي فرض ضرائب علي البنوك لتمويل أي أزمات مستقبلية, ويري المراقبون ان التوصل لاتفاق حاسم اليوم بشأن هذا الموضوع قليل الاحتمال.
ومن المقرر أن تبحث هذه الدول الثرية والناشئة اقتصاديا ##تقييما متبادلا## لسياساتها الاقتصادية, وهي خطوة ينسقها صندوق النقد الدولي.
والهدف من هذا الأمر هو الاطلاع علي مشاريع كل دولة من هذه الدول فيما يتعلق بموازنتها, وكذلك البحث في أسعار صرف العملات والإصلاحات البنيوية, توصلا إلي ##نمو عالمي متين ومستديم ومتوازن##, وهو الهدف الذي أقرته قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي عقدت في بيتسبورج بالولايات المتحدة في سبتمبر.
يذكر أنه قبل أسبوع من قمة تورونتو خطت الصين خطوة بالغة الأهمية باعتمادها بعض المرونة فيما يتعلق بسعر صرف عملتها, مستجيبة بذلك لمطلب مزمن من شركائها الدوليين. غير أن الآثار الاقتصادية لهذه الخطوة الصينية لم تتضح آثارها حتي الآن.
ومن المتوقع أن تبحث مجموعة العشرين أيضا إصلاح الضوابط التي تحكم عمل القطاع المالي. وفي هذا الإطار تتجه فرنسا مجددا إلي طرح مسألة فرض ضوابط علي العلاوات والمكافآت في القطاع المالي.
ومن ناحية أخري أعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كنون أن وزراء خارجية دول مجموعة الثماني اتفقوا علي ##مبادرة## اقتصادية للمناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
وأشار إلي أن مجموعة الثمانية وضعت هذه المبادرة بالتشاور مع الحكومتين الأفغانية والباكستانية وكذلك مع البنك الدولي والبنك الآسيوي للتنمية.
هذا وقد شدد وزراء خارجية دول مجموعة الثماني المجتمعين في كندا الضغوط علي طهران المهددة بعقوبات جديدة وكابول المدعوة إلي الاضطلاع بمسئولياتها.
وفي مواجهة تعنت إيران التي تتحدي المجتمع الدولي بمواصلة برنامجها لتخصيب اليورانيوم تسعي مجموعة الثمانية إلي اتخاذ موقف مشترك بشأن عقوبات جديدة قد يقررها مجلس الأمن الدولي.
وفي كلمته في بداية جلسة العمل الصباحية وضع ستيفن هاربر رئيس وزراء كندا إيران في خانة واحدة مع كوريا الشمالية معتبرا أنهما تشكلان ##تهديدا خطيرا للأمن العالمي##.
ووفقا لمسئول أمريكي يوجد توافق عام علي فرض عقوبات جديدة لكن لا تزال هناك خلافات بشان طبيعة هذه العقوبات حيث لا تريد موسكو علي الأخص ##عقوبات تشل الحياة##.
وبشأن أفغانستان طالب وزراء خارجية دول مجموعة الثماني الرئيس حميد كرزاي بالوفاء بوعوده.