بالرغم من مشغوليات قداسة البابا شنوده الثالث يوم عيد جلوسه 14 نوفمبر 2007 ، وبالرغم من احتياجه للراحة بعد الأزمة المرضية التى عانى منها مؤخراً، إلا أنه أفرد وقتاً فى اليوم التالى لإستقبال السيدة كارولين لودويج،والأستاذ منير غبور رئيس جمعية إحياء التراث الوطنى المصرى والأستاذ مارك لينز مدير النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وذلك لكى يتصفح معهم الكتاب الجديد الذى حررته كارولين لودويج بعنوان (كنائس مصر – من رحلة العائلة المقدسة إلى اليوم الحاضر).
الكتاب من تأليف د. جودت جبره الأستاذ الزائر للدراسات القبطية بجامعة كليرمونت و د. جرترود فان لون عالمة الفن والآثار القبطية بجامعة ليدن بهولندا. الصور من إبداع المصور القبطى القدير شريف سنبل. حوالى 70% من مادة الكتاب صور فائقة الإبداع مُعظمها لم يُنشر من قَبل. الكتاب من الحجم الكبير جداً (30×25 سم) وبه 328 صفحة .
إحتفلت كلية اللاهوت بجامعة كليرمونت للدراسات العليا يوم الأحد 2 ديسمبربإصدار هذا الكتاب،بل فى الواقع إحتفلت بكنائس مصر. هذا فى برنامج شيق مفتوح للجمهور حضره حوالى 140 شخصاً نصفهم تقريباً من الإقباط .كان بالبرنامج محاضرتين واحدة ألقاها د.جودت جبره عن تاريخ الكاتدرائيات التى كانت مقر للبطريركية على مدى العصور. والأخرى ألقتها السيده كارولين عن قصتها الشيقة مع فكرة وتصوير وإخراج الكتاب. المحاضرتين إشتملت عرض صور على الشاشة .
تحدثت فى الإحتفال أيضاً أ.د. كارن تورجيسين عميدة كلية اللاهوت عن برنامج الدراسات القبطية بالجامعة.ولماذا إختارت الكلية أن تحتفل بكنائس مصر. وكان هناك إستقبال إجتماعى قبل وبعد البرنامج وفرصة لمشاهدة لوحات حائطية كبيرة من صور الكتاب.
جدير بالذكر إنه كان هناك إحتفال بإصدار الكتاب فى المتحف القبطى بالقاهرة يوم الأحد 11نوفمبر 2007. أقامت الأحتفال الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث أنها الناشر للكتاب. أنظر تغطية هذا الإحتفال وإهداء الكتاب لقداسة البابا بوطنى الإنجليزية ( 25 نوفمبر 2007 ).
عندما أصف صور الكتاب بأنها فائقة الإبداع لا أشعر بالمبالغة. خذ مثلاً 6 صفحات عن كنائس العذراء وسمعان الخراز بجبل المقطم. الصور المنشورة تفوق كل ما رأيته من قبل من الصور أو فى زيارتى للمكان فى مارس الماضى.وتظهر إبداع الواقع من حيث الزوايا والإضاءة. وهذا الإبداع فى التصوير والإخراج يشمل الكنائس من اسكندرية (الكاتدرائية المرقسية) إلى الأديرة الأربعة بوادى النطرون إلى دير العذراء بجبل أسيوط (درنكة)إلى الدير المحرق إلى الدير الأبيض والدير الأحمر للقديس شنوده بسوهاج إلى آثار الكنائس بمعبد الكرنك بالأقصر إلى دير الأنبا هدرا ودير ناحية قبة الهواء بأسوان. أما الصور الجدارية المكتشفة حديثاً وأعيد ترميم معظمها بدير الأنبا أنطونيوس ودير الأنبا بولا ودير السريان فهى لذة روحية سامية فى رؤية مجدها فى الكتاب وقراءة المكتوب عنها .
ما ذكرته عاليه هو نماذج محدودة من أمجاد التراث القبطى التى يقدمها الكتاب بغنى . لذلك فهو هدية قيمة جداً ( دون مبالغة) فى جميع المناسبات ( الكريسماس-التخرج-أعياد ميلاد الأهل والأصدقاء وحتى الجيران غير الأقباط فى أنحاء العالم ).
هذا الكتاب وباقى كتب د.جودت جبره وكتاب آخر للسيده كارولين متوفرين على : amazon.com
وأثق إن القراء سيتمتعون روحياً وثقافياً وأجتماعياً بإرتشاف محتويات الكتاب. كما إنها فرصة لكى يعرف العالم أن الأقباط لهم تعريف أوسع بكثير من أنهم أقلية مضطهدة …إنهم صُناع حضارة بدأت منذ 7 آلاف سنة ومستمرة حتى الآن بكل صورها من عمارة وفن ولغة وأدب وموسيقى وطب وكيمياء . وأصحاب روحانية سامية منذ فجر المسيحية وحتى الآن بكل صورها من رهبنة وآبائيات وقداسات وأيقونات وفكر لاهوتى.
ونشكر الله أن (كنائس مصر) تُعبر عن عظمة هذه الحضارة ومجد تلك الروحانية.
ونشكر الله أن هناك نشاط فى جامعة كليرمونت لتكوين جيل من المتخصصين فى الدراسات القبطية من أبنائنا الأقباط وغير الأقباط.
إن الأستثمار فى هذا النشاط عظيم المكسب وجدير بأمة عريقة عظيمة تعدادها يزيد عن 10 مليون نسمة فى أنحاء العالم . أليس كذلك؟
تأمل إنتاج هذا المتخصص طوال عمره لصالح الثقافة والروحانية القبطية أى فى مجالات اللغة القبطية والأدب القبطى والفن والموسيقى والعمارة القبطية والآثار والتاريخ والرهبنة والآبائيات والروحانية والتراث الكنسى والدور الأجتماعى والسياسى للأقباط داخل مصر وحول العالم. وتأمل أولادنا (ونحن) وشعوب العالم وهم يتعرفون على تراثنا وروحانياتنا، وتأمل فى المكاسب الحاضرة والأبدية التى تتبع ذلك .
ففى إحتفال كليرمونت بكنائس مصر تحدثت د.كارن تورجيسين عميدة كلية اللاهوت عن آمالها فى تأسيس كرسى أستاذ دائم للدراسات القبطية وتحدثت عن الأثر العميق الذى تركه قداسة البابا شنوده فى جامعة كليرمونت عندما زار الجامعة مرتين ( 1989,1977) وألقى محاضرة بليغة فى كل منها مما مثل بالنسبة لها التلامس الشخصى مع آباء الكنيسة الأولى . وتحدثت عن زيارتها القادمة لمصر وزيارتها السابقة التى فيها أدمعت عيناها وهى تصلى فى الكاتدرائية المرقسية بالأسكندرية متذكرة أنه فى هذا المكان صلى ووعظ أوريجانوس وأثناسيوس وكيرلس العظماء.
وتحدثت تلميذتان(غير أقباط) عن كيف إكتشفتا لأول مرة التراث القبطى من الثلاثة مقررات التى درستاها مع د. جودت جبره وبناء على ذلك غيرتا مسار التخصص فى الماجيستير إلى الدراسات القبطية .هاتين التلميذتين ستكونا ضمن مجموعة من الطلبة والأساتذة من جامعة كليرمونت ستزور الكنائس والأديرة المصرية فى شهر يناير 2008 للتلامس الشخصى مع التراث القبطى الذى عرفوه من محاضرات د. جودت جبره أو من الأحتفال بكنائس مصر الذى أشتركوا فيه فى2 ديسمبر.ونحن نرجو أن تتوفر الفرص لمضاعفة عدد مثل هؤلاء الطلبة فى مصر وأمريكا وأنحاء العالم .