إعلان نتيجة الثانوية العامة هذا العام يأتي وسط أجواء مشحونة بالعديد من الأحداث المتلاحقة بالبلاد, مما جعل الثانوية العامة بداية من الامتحانات ثم التصحيح ثم إعلان النتائج لم يحظ بالضجة التي كانت تثار حولها في كل عام. فهل بعد ثورة 25 يناير باتت الثانوية العامة شأنها في ذلك شأن السنوات الدراسية الأخري في المراحل المختلفة؟ و هل ستؤثر الأحداث الراهنة التي تمر بها مصر علي اختيارات الطلاب للكليات عندما يبدأ مكتب التنسيق في العمل؟ خاصة وأن الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي والبحث العلمي صرح أن مكتب التنسيق سيبدأ في العمل بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة بـ72ساعة علي الأكثر.
مارينا عادل -طالبة بالثانوية العامة تقول: ##هذا العام في ظل الظروف التي تمر بها البلد لا يوجد اهتمام من قبل وسائل الإعلام فيما يتعلق بالثانوية العامة و اكتفوا بأخبار حول الامتحانات في نهاية العام. و في رأيي أن هذا الأمر أفضل بكثير من إلقاء الضوء علينا طوال الوقت, وكأن الحياة تتوقف عند مرحلة الثانوية العامة و هذا الأمر كان يمثل ضغطا كبيرا علينا طوال الوقت. وبالنسبة للكلية التي أريد أن ألتحق بها فإنني أود دراسة الإعلام, خاصة وأنني أشعر بعد ثورة 25 يناير أن هناك مساحة حرية في البرامج التليفزيونية والصحف إلي جانب ازدياد القنوات التليفزيونية مما يتيح فرص عمل أكثر من السنوات السابقة##.
أما يوسف وفيق -طالب بالمرحلة الأولي للثانوية العامة- فيقول: ##بالنسبة لاختياراتي للكلية فإنني أتمني الإلتحاق بكلية الهندسة وهذا هو ما أسعي إليه قبل 25 يناير, ولكن الثورة جعلتني أكثر تفاؤلا أن المستقبل سيكون أفضل, فحينما يتم تطهير البلاد من الفساد بالفعل والبدء في عمل مشروعات تنموية و عملاقة في البلد فإنه ستكون لدينا فرص أكبر في الحصول علي عمل جيد أفضل من السنوات الماضية التي كان الخريجون ينتظرون سنوات طويلة حتي يستطيعوا الحصول علي فرصة عمل مناسبة لهم##.
الدكتورة إلهام عبد الحميد -وكيلة معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة-تقول: ##بالتأكيد الأحداث الأخيرة المتلاحقة منذ ثورة 25 يناير وحتي الآن قد طغت علي كل شيء في مصر, و بالتالي انعكست علي العملية التعليمية بشكل عام وعلي الثانوية العامة كجزء من العملية التعليمية بشكل خاص, فلقد كانت الثانوية العامة في السنوات الماضية تثار حولها ضجة إعلامية بكافة وسائل الإعلام, كما كانت بعض الأسر المصرية تعطيها اهتماما مبالغا فيه أحيانا, لكن في حقيقة الأمر المشكلة أو فلنقل الأزمة التي كانت تثار حول الثانوية العامة في كل عام ليس لها معني, وكانت المعضلة الأساسية تتمثل في الأعداد الكبيرة التي لم تستطع الإلتحاق بالكليات لمحدودية الأماكن بالجامعات, بالإضافة إلي أنه من الجانب الآخر هناك مشكلة أخري وهي أن الامتحانات تقيس مقدار ##الحفظ## لدي الطلاب بشكل أساسي وليس مدي استيعابهم. لذلك فإن الثانوية العامة ليست أزمة في حد ذاتها لكن المشكلة تكمن في أن الجامعات غير كافية وأساليب ومناهج التعليم غير مواكبة, وكذلك أساليب الامتحانات رديئة##.
وتضيف د. إلهام: ##إن قضية الثانوية العامة تعد جزءا من قضايا التعليم بشكل عام, ولإننا نمر بمرحلة ثورية بالتأكيد سيكون لها تأثيرها علي المجتمع ككل وبالتأكيد علي التعليم بشكل عام والثانوية العامة بشكل خاص, فإذا كانت الإرادة السياسية متوافرة للتغيير الحقيقي والتقدم فبطبيعة الحال سينعكس ذلك بدوره علي العملية التعليمية. فإذا توافرت إرادة سياسية حقيقية فإنها ستجعل من العملية التعليمية عملية تغييرية قائمة علي ثقافة الحوار والمناقشة. و هذه المتغيرات لو تأثر بها التعليم اعتقد أن الثانوية العامة ستأخذ مجري جديدا مخالفا للسنوات الماضية##.
وتستطرد د .إلهام وتقول: ##أعتقد أن ثورة 25 يناير سيكون لها تداعيات إيجابية علي العملية التعليمية ككل وبالتالي علي الثانوية العامة كجزء منها إذا توافرت الإرادة السياسية كما أشرت من قبل.
كما إنه لابد أن القيادات التعليمية يكون لديها بعدا ثقافيا قائما علي الحوار ولهم رؤية سياسية وخبرة تربوية##.
أما فيما يتعلق بتأثير ثورة 25 يناير علي اختيارات الطلاب للكليات التي سيلتحقوا بها فتقول د . إلهام: ##من وجهة نظري إن الثورة سيكون لها تأثير إيجابي في اختيارات الطلاب للكليات التي سيلتحقوا بها, فالثورة أوضحت لنا جميعا أن الشباب لديهم قدرة علي الاختيار ولديهم وعي, وأعتقد أن الثورة زادتهم هذا الوعي, وبالتالي ستكون قدرتهم علي الاختيار أصوب وأكثر دقة أيا ما كانت اختيارتهم, لأن الثورة أثرت علي ذهنية الطلاب بشكل إيجابي##.