تصادم المرشحون الرئيسيون الثلاثة للانتخابات العامة البريطانية في المناظرة التليفزيونية الثانية حول القضايا الخارجية,وخيمت علي المناظرة بين كل من جوردون براون رئيس الحكومة ومرشح حزب العمال, وديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض,ونك كليج رئيس حزب الديموقراطيين الأحرار الذي اتفق المراقبون علي أنه خرج الفائز الأكبر من المناظرة الأولي التي جرت الأسبوع الماضي.
تطرقت المناظرة الثانية لموضوعات أوربا ومكافحة الإرهاب والملف النووي وزيارة بابا الفاتيكان المقررة لبريطانيا,وبعد انتهاء المناظرة بدأت تصدر نتائج استطلاعات الرأي ,وأعطت صحيفة الصن اللندنية القريبة من حزب المحافظين ديفيد كاميرون فوزا بـ 36 بالمائة من تأييد المشاهدين مقابل 32 بالمائة لكليج و29 بالمائة لبراون.
وتلخص هجوم براون علي كل من كاميرون وكليج بالقول: ##نك (كليج) ستجعلنا ضعفاء, وديفيد (كاميرون) ستعزلنا عن أوربا## , وأعاد براون تركيزه علي رسالته الأساسية,وهي أن ##عدم التصويت لحزب العمال يعرض الاقتصاد البريطاني للخطر##.
من جهته, قال كاميرون:##يجب الانتهاء من 13 عاما من السياسات الفاشلة## في إشارة إلي أعوام حكم حزب العمال##.
وكان كليج الأخير بين منافسيه الذي وجه رسالته للناخب والتي اختارها أن تكون مفعمة بالتفاؤل,إذ قال: ##المواطنون بدأوا يشعرون أن هناك فعلا إمكانية للتغيير,وأن بإمكاننا أن نمارس السياسة بشكل مختلف يجعل من بريطانيا قوة تعمل من أجل خير العالم##.
وخلال المناظرة, هاجم نيك كليج ما اعتبره تفريطا في القيم البريطانية الرئيسية مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون,وانتقد عدم توفر المعدات العسكرية التي احتاجها الجيش البريطاني أثناء عملياته في أفغانستان, والتورط في أعمال تعذيب للمتهمين في قضايا الإرهاب, إضافة إلي المشاركة في غزو العراق.
وقد احتلت موضوعات علاقة بريطانيا بأوربا وعلاقتها بمحيطها الأوربي وجهود محاربة الإرهاب حول العالم صدارة الموضوعات التي نوقشت خلال المناظرة.
ومن جانبه هاجم كليج تحالفات حزب المحافظين في الساحة الأوربية واصفا حلفاء كاميرون الأوربيين ##بالمجانين## إلا أن كاميرون دافع عن مواقفه تجاه أوربا بأنه يريد أن تكون بريطانيا جزءا من أوربا لا أن تدار من قبل أوربا.
وفي موضوع الهجرة, قال نك زعيم حزب الديموقراطيين الأحرار إن حزبه سيقدم مقترحا لتعزيز السيطرة علي الحدود لتقليص عدد المهاجرين الذين يصلون إلي البلاد,مع الحرص علي توجيه المهاجرين الجدد إلي المناطق التي تحتاج لمهاراتهم,بالإضافة إلي معالجة مشكلة المهاجرين غير الشرعيين الموجودين فعليا في البلاد.
وفي المقابل قال كاميرون إن الحل الذي سيقدمه حزبه في حال وصوله للسلطة هو تبني تحديد سقف عدد المهاجرين الذين سيسمح لهم بدخول بريطانيا كل عام, إلا أنه لم يحدد أرقاماً بعدد المهاجرين.