بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أمس رابع زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ مؤتمر السلام الذي عقد في أنابوليس بولاية ماريلاند .
وسوف تجتمع مع مسئولين من الجانبين وتعقد جلسات ثلاثية لتقييم مفاوضات السلام دون أية دلالة واضحة علي إحراز تقدم. وتأتي زيارة رايس قبل جولة الرئيس جورج بوش في الفترة من 13 إلي 18مايو التي تشمل إسرائيل والسعودية ومصر. وهون مسئولون أمريكيون ومحللون من شأن التوقعات خلال رحلتها التي بدأت في لندن لحضور اجتماعات لبحث تنشيط الاقتصاد الفلسطيني وكبح البرنامج النووي الإيراني ودعم كوسوفو التي استقلت في الآونة الأخيرة.
وتسافر بعد ذلك الي تل أبيب ورام الله للاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس محمود عباس وكبار مساعديهما اليوم الأحد.وقال مسئول أمريكي إن رايس ستحاول أن تقيسإلي أي مدي تحتاج لأن تكون نشطة في تقديم أفكارها إلي كل جانب من أجل دفع العملية إلي الأمام.وشكك مارتن أنديك وهو سفير أمريكي سابق لدي إسرائيل والآن في معهد بروكينجز للأبحاث في أن إدارة بوش علي وشك تقديم أفكارها بشأن كيفية إعداد اتفاقية سلام لإنهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود.
وقال أنديك:إنني لا أري أي مؤشر علي ذلك.وأعتقد أن موقفهم الواضح جدا من هذا أو علي الأقل وجهة نظر الرئيس جورج بوش هو أن الأمر متروك للأطراف لكي تتوصل إلي اتفاق.
وقال ان المحادثات الثنائية بشأن الحدود والمستوطنات ووضع القدس ومصير آلاف اللاجئين الفلسطينيين ربما تتجه إلي إحراز تقدم لكن حالة عدم الرضا لدي عباس بعد الاجتماع مع بوش في واشنطن الأسبوع الماضي تشير إلي عكس ذلك.
وقال أنديك إنه وجد أن ما يثير درجة أكبر بكثير من الانزعاج أنه لم يحدث تحرك يذكر علي الأرض قائلا إن إسرائيل تحركت مرارا لتوسيع المستوطنات منذ اجتماع أنابوليس ولم تفعل شيئا يذكر لإزالة حواجز الطرق في الضفة الغربية.
هذا وقد انتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الدول العربية الغنية لأنها لا تساعد الفلسطينيين إلا قليلا ودعتها إلي مضاعفة مساعداتها.
وكان تقرير لصندوق النقد الدولي أشار إلي أن ميزانية السلطة الفلسطينية تعاني من عجز قدره 400 مليون دولار للنصف الثاني من العام الحالي.
ويذكر أن الولايات المتحدة كانت تعهدت في اجتماع المانحين في باريس في ديسمبر الماضي بتقديم 555 مليون دولار إلي الفلسطينيين في العام المقبل بما في ذلك 150 مليون دولار لسد العجز في الميزانية.
وأشارت رايس إلي أن ترسيم الحدود النهائية سيكون أفضل شئ ممكن أن نفعله .
كما صرحت رايس للصحفيين المرافقين لها بأنه من المبكر جدا الشعور باليأس بالنسبة لنهاية العام, إلا أنها سلمت بأن صبر الفلسطينيين بدأ ينفد وأن الفرصة المتاحة أمام حل الدولتين لن تظل متاحة إلي الأبد, وقالت ”إن باستطاعتكم القول إن الفرصة بدأت تضيق أكثر فأكثر مع مرور الوقت”.
وقد صرح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن فكرة تهدئة الأوضاع بين قطاع غزة وإسرائيل جاءت من حركة المقاومة الإسلامية حماس,وأن مصر تتحرك من أجل التوسط بين حماس والدولة العبرية من أجل التوصل إلي تهدئة بين جانبين.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حذر قبل أيام من ضياع الفرصة لتحقيق السلام مع إسرائيل,مشيرا إلي أنه إذا انتهي هذا العام دون التوصل إلي اتفاق فستكون هناك أوقات عصيبة جدا.