حلمي النمنم: الشباب أكثر تقدمية واطلاعا فؤاد قنديل: الثقافة السطحية للشباب نتاج عوامل متداخلة الدكتور حسن فتح الباب: المشهد الثقافي الآن متعدد الاتجاهات مديحة أبو زيد: لابد من صحوة ثقافية ابتهال سالم:ازدهار ثقافي في المجتمع المصري. روح الانتماء..المواطنة..المشاركة الإيجابية قيم إنسانية وثقافية نسعي إلي تحقيقها وبثها في نفوس الشباب… فبقدر ما توفرت بقدر ما تحققت تنمية مجتمعية ..نعم فالحديث عن الحالة الثقافية أمر في غاية الأهمية وذلك لارتباطها الوثيق بقضايا التنمية والوعي والديمقراطية,تلك التي تؤثر وتتأثر بكافة جوانب المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية . فماذا يقول المثقفون حول هذه القضايا سيما إننا في مرحلة الإعداد لمؤتمر المثقفين الأول والذي سيعقد تحت إشراف وزير الثقافة فاروق حسني قريبا. الانفتاح علي العالم يقول حلمي النمنم الكاتب الصحفي ونائب رئيس الهيئة العامة للكتاب:إننا لانستطيع الزعم بوجود ثقافة متدنية وسطحية للشباب ,لأن هناك فئات شابة أكثر تقدمية وأكثر اطلاعا عن الأجيال السابقة,وذلك لتنوع مصادر المعلومات والانفتاح علي العالم من خلال وسائل الاتصال المختلفة التي أدت إلي مزيد من التفاعل بين المجتمعات,وإلي تدفق المعلومات والأخبار عبر الفضائيات إلي مختلف أنحاء العالم, فضلا عن التقدم الهائل الذي شهدته شبكة المعلوماتالإنترنت. وأضاف: إن ثقافة المجتمع بوجه عام منذ منتصف السبعينيات تغيرت تماما,فلم يعد هناك القيم التقليديةمن جد وجدوإنما أصبح الثراء وجمع المال الهدف الأساسي في الحياة,فحدثت هزة وخلخلة في منظومة القيم في المجتمع المصري بوجه عام أثرت بالطبع علي الشباب. ثقافة سطحية ومن جانبه أكد الأديب والناقد فؤاد قنديل علي تنامي الثقافة المتردية قائلا:إننا نعاني من ثقافة سطحية هي نتاج عوامل متداخلة أهمها أن المناخ السياسي السائد يتصف بالعشوائية والتجاوز في ظل عدم وجود فلسفة للنظام,وعدم تداول السلطة,والتضييق علي الشباب في التعبير عن رأيه,أيضا مراحل التعليم المختلفة لاتخلق الشباب المثقف والمتعلم وإنما أنصاف متعلمين,فلا توجد أيه فرصة للارتقاء بفكر الطلاب,ولا بزيادة وعيهم,إنما تركهم يتصرفون بعشوائية ولا محدد لسلوكياتهم. وأضاف:إن وسائل الإعلام تعمل علي نشر نماذج منحرفة من خلال الفضائيات وبرامجالتوك شوبدلا من تقديم نماذج مكافحة يمكن أن يقتدي بها الشباب..ويتساءل ماذا يحصد الشباب من تلك النماذج المتردية؟ وأضاف قنديل: إن اهتمام الدولة برجال الأعمال انعكس علي الشباب الذين أصبحوا يعانون من البطالة التي تؤدي إلي تخريب فكرهم, ويتساءل:هل تجري أبحاث في الذرة أو أبحاث في تعمير الصحراء من قبل مؤسسات الدولة يمكن أن تفيد الشباب؟إننا أمام ثقافة سلوكية,فعندما تنزل الشارع نري الشباب وقد تأهب للشجار والعراك,التحرش,إدمان المخدرات,الثرثرة,التسلية علي المقاهي,وغيرها من الأنماط السلوكية السلبية التي تعكس حالة من انهيار القيم والأخلاق. علي أن فؤاد قنديل يري خيرا في نموذج الدكتور أحمد ذكي بدر وزير التعليم الذي تحمل المسئولية,وأخذ خطوات لإصلاح النظام التعليمي وضمان الانضباط في المدارس,فعلي كل الجهات تحمل المسئولية كاملة وأن تعمل من أجل خلق جيل يمكن أن يعتمد عليه,فهذه الجهات من تعليم وسائل إعلام,مؤسسات خدمية,أحزاب,وغيرها, المسئول الأول عن خلق ثقافة راقية واعية تنهض بالمجتمع ككل. ازدهار ثقافي وفي مقابل تلك الرؤية, ومن ناحية أخري, تري الأديبة ابتهال سالم أن هناك ازدهارا ثقافيا في المجتمع المصري من خلال إصدارات الرواية تحديدا,وأن هناك إنتاجا غزيرا من النصوص الأديبة سواء في الشعر أو القصة داخل وخارج القاهرة,وهناك جمعيات تدعم الأعمال الأدبية الجيدة إن الشباب مازال يتأثر بالمؤلفات الأدبية والثقافية المختلفة,وقد يكون بعض الأدباء أو الكتاب قدوة يحتذي بها الشباب. وأشارت ابتهال سالم إلي وجود مشاكل تواجه الإصدارات الأدبية والثقافية, مثل التمويل,عدم الدقة والمراجعة, تأخر النشر لسنوات وذلك من قبل المؤسسات العامة فضلا عن مشكلة التسويق,في مقابل ذلك قد تلقي بعض النصوص الأدبية غير الجيدة رواجا! غد أفضل أما الشاعر والناقد الدكتور حسن فتح الباب فيري أن المشهد الثقافي الآن تتعدد اتجاهاته وتتنوع لأنه انعكاس للحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية السائدة,ولكن هناك تفاؤل بأن الغد سيكون أفضل,لأننا نشهد حراكا اجتماعيا وسياسيا سوف ينعكس علي الحالة الثقافية. إن الشباب يعاني من الاستغراق في تأمل مشاعره الذاتية دون أدني تأمل لواقعه الذي يعيش فيه,فيأتي إبداع هؤلاء محدودا أشبه بظلال رغم أنهم يمتلكون طاقات حية,ولذلك يجب علي مختلف الجهات توجيه هؤلاء الشباب إلي تبصر واقعهم والتعبير عن وطنهم,وبث روح الانتماء والوطنية والقدرة علي التعبير عن الرأي وإدانة العنصرية.ونوه إلي أن البطالة هي السبب الرئيسي لتدني ثقافة الشباب, فالشباب مظلوم ويعاني من الضغوط الاقتصادية ,فيكون ضحية لرفاق السوء. حالة ثقافية مؤسفة وأكدت الروائية والشاعرة مديحة أبو زيد أن الحالة الثقافية الآن مؤسفة,فيكفي ذلك التصرف المؤسف المتمثل في القضية التي رفعها بعض المحامين علي العمل التراثي الرائعألف ليلة وليلة,هذا العمل الذي أخذ صيتا عالميا واستفاد منه عدد كبير من الأدباء في الغرب. وأشاردت إلي عدم اهتمام المؤسسات العامة بالثقافة ودعمها, فمثلا وسائل الإعلام تكاد تخلو من القنوات والبرامج الثقافية, فهناك قنوات ثقافية تم إغلاقها مثل قناة التنوير التي كانت منبرا متميزا يقدم الأعمال الأدبية والثقافية ويتيح للشباب التعبير عن رأيه,فضلا عن قلة البرامج الثقافية التي تحاور الشباب أو الأدباء أو الكتاب,في مقابل ذلك نجد العديد من البرامج التي تحاور نجما سينمائيا أو مطربا أو لاعب كرة,ويستغرق الحوار فترة من الوقت بدلا من التحاور الذي يمكن أن يقدم القدوة أمام الشباب, لذلك لابد من وجود صحوة ثقافية تعمل علي نشر حضارتنا وثقافتنا من خلال تكثيف الندوات الثقافية ونشر إبداعات الكتاب والأدباء,وإعطاء مساحة في وسائل الإعلام للبرامج الثقافية والإبداعية.