أفكار الإنسان تشكل حياته, لذلك عندما يريد الإنسان التغيير لابد أن يبدأ بتغيير الفكر والتحكم في إرادة عقله. إن ما يحدث في مصرنا الغالية الآن أقرب إلي الفوضي وأبعد مايكون عن الثورة. من حق كل إنسان أن يعتصم ويثور ويطالب بحقوقه. إنما الطريقة التي يعبر بها عن مطالبه لابد أن تكون فعالة لتحقيق مطالبه, فليس السبيل هو رشق الحجارة ولا يكون رد الفعل بإلقاء القنابل المسيلة للدموع. إن قلوب كل المصريين تنزف لكل قطرة دم أريقت في ميدان التحرير, ولكل شهيد استشهد مدافعا عن حقه في التعبير عن حريته, واثقين من أن من الممكن أن تنزع بعض الزهور ولكنك لا يمكن أن تمنع بزوغ الربيع, فربيع وطننا آت لامحال. إن الوطن يمر بمرحلة حرجة. مصرنا في غرفة الإنعاش تطلب منا الإسعاف السريع المنقذ. إننا في أشد الاحتياج إلي فتح باب الحوار, الحوار الصريح, لنسمع مطالب هؤلاء الثوار ونتفهم وجهة نظرهم, لابد أن تتكاتف مؤسسات الدولة المدنية والدينية لتوعية الشعب, فبدلا من الهدم والاعتداء والانتقام والتشفي يكون البناء والخير والصفح والتفاؤل. إننا في هذه المرحلة التاريخية في تاريخ مصرنا الغالية محتاجون أن نتكاتف سويا -كل في موقعه- من أجل إعادة البناء, بناء الفكر أولا, محتاجين إلي أن نركز علي حلمنا لأولادنا أن يعيشوا في مصر الآمنة الحرة الأبية الشامخة أبد الدهر, محتاجون إلي أن نركز نحو الحرية والعدالة والمساواة, بالحوار البناء الصريح وبنشر التوعية السياسية والدينية, وقبل كل شئ بالرجوع إلي الله حافظ مصر وراعيها سنجعل يومنا رائعا, وبنعمة ربنا بكرة أحلي.
خبير التنمية البشرية بهولندة
www.miladmoussa.com