واشنطن,- عكفت حكومة الرئيس أوباما, علي مدي العام الماضي, علي التواصل والانخراط مع المجتمعات المسلمة حول العالم, مركزة اهتمامها علي فتح ##بداية جديدة## تقوم علي المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل اللذين طالب بهما الرئيس في الخطاب الذي ألقاه في يونية 2009 بجامعة القاهرة في مصر.
وقد أسفرت رؤيته عن قيام شراكات جديدة بين الولايات المتحدة والمجتمعات المسلمة, وذلك يدل بحسب الدرس الذي استفاد منه أوباما نفسه خلال الأيام التي قضاها كمنظم في المجتمع المدني في شيكاغو ##أن التغيير الفعلي يحدث من القاعدة إلي القمة, من القاعدة الشعبية, بدءا بالأحلام والحماسة لدي الأفراد الذين يخدمون مجتمعاتهم##, كما قال الرئيس أوباما في الكلمة التي ألقاها أمام المشاركين في القمة الرئاسية لرواد الأعمال التي انعقدت في 26 إبريل في واشنطن.
وقال الرئيس إنه حتي في الوقت الذي تعهد فيه بالتزام الولايات المتحدة بمعالجة دواعي القلق الأمنية والسياسية, مثل النزاعات الدائرة في العراق وباكستان وأفغانستان والشرق الأوسط, ##فقد أوضحت أيضا في القاهرة أننا بحاجة لشيء آخر _ وهو بذل مجهود متواصل من أجل الاستماع إلي بعضنا البعض والتعلم من بعضنا البعض, واحترام بعضنا البعض.##
واستطرد يقول: ##تعهدت بإقامة شراكة جديدة, ليس فقط بين الحكومات, ولكن أيضا بين الشعوب حول القضايا الأكثر أهمية في حياتهم اليومية.##
وقد شارك في القمة الرئاسية لرواد الأعمال حوالي 250 من رواد ورائدات الأعمال من الدول ذات الأغلبية المسلمة وذلك لتسليط الضوء علي كيفية أن ريادة الأعمال وروح المبادرة يمكن أن توسعا الفرص وفي نفس الوقت تعمق المشاركة والتبادل مع الولايات المتحدة. وأخبر أوباما الحضور بأن أبناء الجانبين تربط بينهم طموحات وتطلعات مشتركة ألا وهي أن يعيشوا حياة كريمة في سلام وأمن, ويحصلوا علي مستوي جيد من التعليم والرعاية الصحية, وأن يتحدثوا بحرية وأن تكون لهم كلمة في نظام الحكم لديهم, وتكون لهم حكومة خالية من الفساد ويوفروا لأطفالهم مستقبلا أفضل.
وقال أوباما مقرا بأن الرؤية التي طرحها في خطابه في القاهرة ##لن تتحقق في غضون سنة واحدة, أو حتي عدة سنوات:## إنه رغم كل القواسم المشتركة بين الولايات المتحدة والمجتمعات المسلمة, فإن الطرفين يقعان في أغلب الأحيان ##ضحية لشعور متبادل بعدم الثقة##.
وأضاف: ##لكنني كنت أدرك بأننا يجب أن نبدأ, وأنه تقع علي عاتقنا جميعا مسئوليات يتعين الوفاء بها.##
وقد تصدرت بعض من التطورات التي حدثت خلال السنة الماضية, مثل الجهود التي تبذلها حكومة الرئيس أوباما الرامية إلي الدخول في حوار مع إيران, وزيادة المساعدات المدنية الأمريكية المقدمة لباكستان بمقدار ثلاثة أضعاف, والجهود الرامية إلي استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين, عناوين الصحف الدولية. ولكن العديد من الأساليب الجديدة, التي تهدف إلي تمكين الأفراد, قد استطاعت تجنب دائرة الضوء.
وقد تم إيفاد عدد من المبعوثين العلميين, بمن فيهم أحمد زويل الفائز بجائزة نوبل, إلي بلدان حول العالم لتحديد الشراكات وتعميق التعاون العلمي. وتعاونت الولايات المتحدة مع منظمة المؤتمر الإسلامي في محاولة جديدة منهما للقضاء علي شلل الأطفال. وتم إطلاق الصندوق العالمي للتكنولوجيا والابتكار في إبريل لحشد مبلغ تصل قيمته إلي بليوني دولار من رأس المال لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
وقد ارتفعت نسبة التبادلات بين الأفراد من الولايات المتحدة وشعوب العالم الإسلامي بواقع أكثر من 30 في المئة, حيث زادت بعض برامج اللغة الإنجليزية بمقدار الضعف. كما حدثت زيادة بواقع أكثر من 40 في المئة في عدد طلبة الدراسات العليا الأمريكيين الذين يلتحقون بجامعات في دول ذات أغلبية مسلمة وبين المجتمعات الإسلامية الكبيرة.
وفي كلمتها في المنتدي السابع لأمريكا والعالم الإسلامي الذين انعقد في 14 فبراير في العاصمة القطرية الدوحة, قالت وزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون إنه إلي جانب العمل معا لحل التحديات المشتركة, مثل تعزيز الديمقراطية والنمو الاقتصادي وحقوق الإنسان, بما في ذلك تمكين المرأة, فإنه يتعين علي الولايات المتحدة والمجتمعات المسلمة الدخول أيضا في حوار هادف وصادق لتعزيز التفاهم.
وأكدت كلينتون أن ##قوة الحديث وتبادل الحوار قد أثبتت لي جدارتها مرارا وتكرارا, ولذلك فإنني في كل مكان أتوجه إليه, سواء كان هذا المكان في باكستان أو إندونيسيا أو العراق, أطلب دائما حوارا مفتوحا, وأشجع الآخرين علي توجيه انتقادات صادقة, وهذا هو بالضبط ما أحصل عليه فعلا.## وأردفت تقول ## إنني أخرج من جميع هذه الحوارات تقريبا وأنا مقتنعة بأننا توصلنا إلي قدر أكبر من التفاهم, الأمر الذي يشكل أساس أي عمل مشترك نتوقع تنفيذه معا.##
وتابعت وزيرة الخارجية حديثها تقول إن رؤية الرئيس أوباما ##لم تنطو علي قيام بلد وحده وبمفرده بكتابة فصل جديد, بل كانت هذه الرؤية بمثابة نداء لنا يدعونا جميعا لتحمل مسئولية الإقلاع عن استخدام الصور النمطية السلبية ووجهات النظر التي عفا عليها الزمن, وإضفاء إحساس متجدد بالتعاون.##
ورددت وكيلة وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة جوديث ماكهيل ذلك الشعور في خطاب ألقته يوم 6 مايو المنصرم قائلة إنه حتي يتسني الصمود في وجه التقلبات الحتمية في العلاقات الرسمية بين الحكومات##, فإن هناك حاجة لقيام شبكات للتعاون بين الشعوب والمؤسسات ##تكون عميقة الجذور بدرجة كافية لمواصلة الحوار والتعاون في المجالات الأخري.##
وخلصت وكيلة الوزارة ماكهيل إلي القول إنه في ظل عالم القرن الحادي والعشرين المترابط, فإن الوقت الذي يمكن أن نترك فيه الممارسة المتمثلة في العلاقات الخارجية للدبلوماسيين قد ولي منذ مدة طويلة. فلئن كنا في الحكومة يمكن أن نقود, ونجتمع, وحتي التزلف في بعض الأحيان, فإننا لا نستطيع القيام بكل شيء.##
يو إس جورنال