بدأت نيابة سوهاج – أمس – سماع أقوال المجني عليهم في أحداث قرية الشورانية بمركز المراغة بسوهاج, والتي اندلعت الأسبوع الماضي, حيث قامت مجموعة من المواطنين من أهالي القرية بالتعدي علي منازل ومحال مملوكة لمواطنين بهائيين وإجبارهم علي ترك منازلهم والهجرة إلي القاهرة, مما دعا الأهالي المتضررين إلي تقديم بلاغات للنائب العام للتحقيق في هذه الواقعة.
قام حسام بهجت المدير التنفيذي للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن المبادرة تقدمت ببلاغين للنائب العام حيث إن محاميي المبادرة هم وكلاء عن الضحايا المتضررين من هذه الأحداث, البلاغ الأول ضد الأهالي في قرية الشورانية والذين قاموا بالاعتداء علي البهائيين, والثاني نيابة عن الدكتورة بسمة موسي ضد الصحفي جمال عبدالرحيم, وقام المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام بتحويل البلاغ الأول إلي نيابة سوهاج للتحقيق فيه, وتحويل البلاغ الثاني إلي نيابة جنوب الجيزة.
أشار بهجت إلي أن المنظمات الحقوقية انزعجت مما حدث في سوهاج باعتباره ذات دلالات خطيرة علي أمن واستقرار المجتمع, ولذلك أصدرت 6 منظمات حقوقية بيانا تدين فيه هذه الأحداث, والمنظمات هي مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان, مركز هشام مبارك للقانون, الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان, مركز النديم للتأهيل النفسي, مؤسسة حرية الفكر والتعبير, بالإضافة إلي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية, وطالب البيان النيابة العامة بالتحقيق مع المنفذين والمحرضين لهذه الاعتداءات, كما دعت المنظمات مجلس نقابة الصحفيين للتحقيق مع جمال عبدالرحيم عضو المجلس بتهمة انتهاك ميثاق الشرف الصحفي, وقام النائب العام بتحويل البلاغات للتحقيق, وبدأت إجراءات التحقيق رسميا, ويبقي قيام مجلس النقابة بالتحقيق.
أوضح بهجت أن المنظمات الحقوقية مصرة علي قيام مجلس نقابة الصحفيين باتخاذ موقف حاسم في هذه القضية, نظرا لخطورتها علي السلام الاجتماعي, ونشر مقال تحريضي بصحيفة قومية لا يمكن قبوله تحت مظلة حرية الرأي والتعبير.
من جانبه قال محمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات وعضو مجلس نقابة الصحفيين إن ما صرح به جمال عبدالرحيم يعبر عن وجهة نظره الشخصية, ولا علاقة للنقابة أو مجلس النقابة برأيه, لا من قريب ولا من بعيد.
من ناحية أخري قالت الدكتورة بسمة موسي أستاذة طب الأسنان بجامعة القاهرة – بهائية – إن تصريحات جمال عبدالرحيم العلنية بالتحريض علي قتلي أمر في غاية الخطورة, ويظهر عدم احترامه للأحكام القضائية, خاصة أن البهائيين حصلوا علي أحكام قضائية منذ أيام بحقهم في الحصول علي أوراق ثبوتية, كما أن اعتداء بعض المواطنين علي جيرانهم البهائيين في سوهاج أمر في غاية الخطورة علي المجتمع.
من جانبه قال جمال عبدالرحيم عضو مجلس نقابة الصحفيين, إن ما حدث مؤخرا يعد تصفية حسابات من جانب البهائيين بسبب موقفي من رفض عقد مؤتمر التمييز الديني بنقابة الصحفيين العام الماضي, وحينما قمت بالتسجيل مع قناة فضائية للحديث حول البهائيين لم يكن لدي علما بوجود الدكتورة بسمة موسي, وتم عرض لقطات للاحتفال برأس السنة البهائية بالبرنامج مما استفز عددا كبيرا من المسلمين, وما جعل الأمر يزداد سخونة هو ظهور أحد سكان القرية وهو يعرض مشكلاته, مما استفز أهالي القرية وحدث ما حدث.
نوه عبدالرحيم إلي أن ما طالب به من تطبيق عقوبة المرتد علي البهائيين ليس مطلبا شخصيا منه, وإنما هذا ما سبق أن طالب به كل من الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر, والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق, والذين أكدوا علي أن البهائية ليست دينا سماويا.
أشار عبدالرحيم بقوله: أخشي انتقام بعض السلفيين والمتشددين من البهائيين واحذر من العنف ولا ادعو له, لذلك طالبت بتطبيق القانون عليهم, ومقال المنشور بجريدة الجمهورية لهم كم يطلع عليه الكثيرون فأنا مع حرية الاعتقاد, ومن حق أي فرد أن يعتنق ما يشاء دون أن يستفز مشاعر الآخرين.
وكشف عبدالرحيم النقاب عن عزمه التقدم ببلاغ ضد د. بسمة موسي يتهمها بالتشهير به في وسائل الإعلام المختلفة.
من جانبه قال وائل الإبراشي الإعلامي ومسئول برنامج الحقيقة إن أحد أهالي القرية ظهر في البرنامج, وتحدث عن مشكلات البهائيين, وأن هناك عددا كبيرا من أهالي القرية اعتنقوا البهائية, وحينما اتصل بعض أهالي القرية يكذبون ما حدث, وطالبوا بتصوير البرنامج مع أهالي القرية للتأكد من ذلك, إلا أن الأمن رفض التصوير في القرية, ومما تسبب في تفاقم الأمور بهذا الشكل.
أوضح الإبراشي أن دور الإعلام طرح قضايا المجتمع بحرية وشفافية, وليس صحيحا أن البرنامج ناقش قضية البهائيين ومشكلاتهم بنوع من التحريض.
وفي هذا الإطار قال الدكتور فاروق أبوزيد عضو المجلس الأعلي للصحافة وعميد كلية الإعلام الأسبق إن الإعلام من حقه مناقشة كل القضايا بحرية, بشرط حدوث توازن دائم بين مصلحة الوسيلة الإعلامية وبين مصلحة المواطنين, والتعرف علي الفائدة التي تعود علي المواطنين, من جراء مناقشة هذه القضايا, ولا يمكن إغفال ما حدث مع حسين بيكار, الفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير حينما تم التحقيق معه, وكان رد فعل المجتمع سيئا جدا, والمجتمع في مرحلة انتقالية فربما تحدث تجاوزات, إلا أن هذه المرحلة ستنتهي وسيعم الاستقرار, ويمكن مناقشة كل القضايا بصدر رحب.
علي الجانب الآخر قال عادل رمضان المحامي عن الأهالي المتضررين وعضو الفريق القانوني للمبادرة المصرية إن نيابة سوهاج بدأت في سماع أقوال المتضررين من حرق ونهب منازلهم ومحالتهم, وفريق الدفاع سيطالب بالتعويض المدني, خاصة بعد سرقة منازل ومحال بعض أهالي القرية, والتحريض علي قتل الأهالي وضرب النساء والأطفال, وهي كلها عقوبات يعاقب عليها قانون العقوبات.
أوضح رمضان أن الأهالي سيطالبون بالتعويض من الدولة من جراء قيام وزارة الداخلية بتهجير الأهالي من القرية والتقصير في حمايتهم من جراء ما حدث, وعدم استخدام إجراءات سليمة تحفظ حياة المواطنين وسلامتهم.
أشار رمضان إلي أن البلاغ المقدم ضد جمال عبدالرحيم سيأخذ مجراه, وسيتم استدعاء جمال عبدالرحيم لسماع أقواله فيما هو منسوب ضده, وفق البلاغ الذي تقدمت به الدكتورة بسمة موسي.