يوم عصيب غمرت فيه مياه بحيرة قارون بالفيوم العديد من المنشآت السياحية والقري المجاورة للبحيرة جراء ارتفاع منسوب مياهها يوم 23 مارس الماضي,الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل عن مستقبل البحيرة والمنشآت السياحية إن لم تتخذ الإجراءات اللازمة تجاهها..
يذكر حسام حسن-مدير فندق الأوبرج,أن البحيرة في الفترة الأخيرة كانت تعاني من ارتفاع في منسوبها ولكونها محمية طبيعية كان يحظر علي المنشآت السياحية إقامة أي تحصينات ضد المياه حتي لايعتبر مخالفة بيئية وبمجرد هبوب العاصفة غمرت الأمواج الطابق السفلي من الفندق بأكملهوالذي يضم 25 غرفة وثلاث قاعات ولوبيوعددا من الشاليهات الخارجية,مما اضطرنا لإلغاء حجز بعض العقود الأجنبية حتي يتم إجراء الصيانة والترميم وجاري بناء طريق بجوار السور الغربي لبناء قاعدة خرسانية لحماية الفندق من أي ارتفاع محتمل للأمواج ,هذا إلي جانب القضاء علي قري سياحية كاملة مثل الأحلام وكنوز.
ويشكو محمد عبد الغنيأحد المتضررينمن تجاهل المسئولين لنداءات الأهالي حيال ارتفاع منسوب المياه سنويا وغمرها لبعض المنازل,معبرا عما يحدث بكونه حرب المياهحيث يضطر فيه سنويا لإجراء عمليات ردم متواصلة لتأمين منزله بعد ما هدم سور قديم منذ سنوات كان يحول دون وصول المياه إلي منازلهم وهو ما نأمل في إعادة ترميمه في شهري يونيه وأكتوبر حيث تنحسر المياه في هذه الشهور دون غيرها ويظهر السور مما يعد فرصة لإعادته مرة أخري لحمايتنا من حدوث هجمات متوحشة أخري من البحيرة.
رأي المسئولين
يقول المهندس محمد عراقي -مدير عام الري بالفيوم- إن ما تعرضت له بحيرة قارون من هبوب عاصفة شديدة تسببت في ارتفاع الأمواج لأكثر من متر ونصف المتر عن المنسوب الطبيعي,مشيرا إلي أن البحيرة تستقبل سنويا 600 ألف متر مكعب من مياه الصرف عن طريق مصر في البطس والوادي ويتم قياس منسوب البحيرة يوميا للوقوف علي حالتها وقد تم اتخاذ عدد من الإجراءات لحماية منسوب البحيرة في المعدل الطبيعي,منها العمل علي إنشاء مصرفالاتزان المائيلجمع مياه المصارف التي تصب في بحيرة قارون وتحويلها إلي وادي الريان بقيمة 473 مليون جنيه والتوسع في استخدام مياه الصرف الزراعي في أغراض الري مرة أخري وغيرها ولكن مازاد من الوضع سوءا هو أن أوبرج الفيوم يقع في مستوي منخفض عن مستوي البحيرة,وعليه فوجيء العاملون القائمون علي إحلال وتجديد السور الغربي له في تمام الساعة الثانية مساء بارتفاع الأمواج وغمرها للسور مسببة هدم 20 مترا منه,إضافة إلي غمر المياه لبعض الشاليهات القديمة التي تعود لأيام الملك فاروق ثم غمرها لمبني الفندق حتي الثامنة مساء والتي تدخلت مديرية الري بمعدات الحفر وقامت بقطع الطريق الأسفلتي الأمامي للفندق لتصفية المياه في المصرف المقابل للفندق,كما قامت سيارات الإطفاء وإمكانات الرفع بشفط كميات كبيرة من المياه وتم تحويل كميات كبيرة من مياه الصرف إلي بحيرات وادي الريان.
ويري محمد كمال-مدير عام تنشيط السياحة بالفيوم -أن ماحدث ناتج تغيرات طبيعية تمت السيطرة عليها ولم يغلق الأوبرج سوي 24 ساعة ولم يكن هناك أية إصابات أو خسائر بشرية ولم تؤثر علي وضع الزائرين,مؤكدا أن التعامل في سبل الحماية مع مياه البحيرة يعود لأصحاب المشروعات السياحية في توفير العوامل الوقائية.
ويحدثنا المهندس عويس سعيد-مدير إدارة شئون البيئة بالفيوم عن ضرورة استكمال بناء سور حول الشاطيء حتي قرية شكشوك واستكمال الكورنيش الذي بدأ من قرية اللؤلؤة للحفاظ علي منسوب البحيرة بحيث لا يتجاوز 42 مترا حتي يتم تجنب تعرض القري لأي أخطار ومن ثم الحفاظ علي توازن المياه لاسيما مع عمليات البخر في فصل الصيف.
ويؤكد جلال سعيد,محافظ الفيوم,أنه يتفق مع الصندوق الاجتماعي للتنمية علي استكمال إنشاء الحائط الفاصل بين البحيرة وقري خلف والرغاي والحبون وشماطة والطاحون بقيمة مليوني جنيه,كما سيتم إنشاء حائط واق أمام الكتلة السكنية بقرية شكشوك ضمن مشروع تطوير القرية بقيمة 3.5 مليون جنيه منعا لحدوث هذه الكارثة مرة أخري.