واشنطن,- انخفض عدد الهجمات الإرهابية حول العالم في العام 2009 بنسبة 6% عن العام الذي سبقه, كما انخفض عدد الوفيات الناجمة عن تلك الهجمات بنسبة 5%, وهو انخفاض لسنة ثانية علي التوالي في عدد الهجمات والقتلي.
وجاء في مقدمة للسفير دانيال بنجامين, منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب, لتقرير وزارة الخارجية عن البلدان والإرهاب للعام 2009 الصادر في 5 أغسطس قوله إن ##الإرهاب الانتقالي لا يزال يشكل أكبر خطر أمني تواجهه الولايات المتحدة, ولذا فإن حكومة أوباما تعمل علي تعزيز استراتيجية البلاد لمكافحة الإرهاب.##
وأضاف بنجامين أن ##الحكومة عاكفة علي وضع سياسات تؤدي إلي بلورة وتقييد البيئات التي يعمل فيها الإرهابيون.## وقال إن الأمر ##المركزي في هذا الأسلوب هو اتخاذ الخطوات التي تقوض جاذبية نظرة القاعدة إلي العالم وتعمل علي عزل المتطرفين العنيفين.##
وأوضح بنجامين أن معالجة عوامل التشدد الراديكالي في ##المنبع## والتي تشمل التصدي للظروف والأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تستغلها الجماعات المتطرفة للفوز بمجندين جدد وفي الحصول علي التمويل. وأضاف أن الولايات المتحدة عملت علي توسيع نطاق مساعداتها الخارجية بحيث شملت بلدانا مثل باكستان واليمن والمجتمعات التي تغلغل فيها المتطرفون الذين يمارسون العنف في البلدين.
ويقول خبراء الإرهاب إن أي جماعة إرهابية عاملة وفاعلة تحتاج إلي مركز قيادة وتمويل ومصدر للأسلحة والعتاد ومصدر للمجندين وإلي الوسيلة التي تذيع منها أعمالها وإيديولوجيتها.
وجاء في التقرير عن البلدان والإرهاب أن إيران لا تزال البلد الناشط بفاعلية في ##رعاية الإرهاب## وأن دعمها للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطي لا يزال يشكل مصدر عدم استقرار في المنطقتين. ولا يزال تصنيف كوبا والسودان وسوريا كدول ترعي الإرهاب دون تغيير في تقرير العام .2009
وقال التقرير إن القاعدة التي يعتقد أن عناصرها الرئيسية لا تزال مختبئة في المناطق الجبلية الحدودية بين باكستان وأفغانستان هي أكبر منظمة إرهابية تستهدف الداخل في الولايات المتحدة ##وقد برهنت علي أنها جماعة إرهابية قادرة علي التأقلم والتكيف ولا تزال تكن رغبة قوية في مهاجمة الولايات المتحدة والمصالح الأمريكية في الخارج.##
غير أن تقرير العام 2009 أشار إلي أن القاعدة منيت بعدة نكسات كبيرة خلال العام 2009 نتيجة للعمليات العسكرية الباكستانية التي استهدفت القضاء علي معاقل المليشيات. وقال التقرير إن القاعدة تكبدت أيضا خسائر في قياداتها وواجهت صعوبة متزايدة في جمع المال وتدريب المجندين والتخطيط لهجمات خارج المنطقة.
الملاذات الآمنة
قال تقرير العام 2009 إن الإرهابيين لا يزالون يواصلون عملياتهم دون اعتبار للحدود القومية وإن الولايات المتحدة تعمل علي تعزيز الشراكات الإقليمية والمؤقتة من أجل مكافحة الإرهابيين.
وأضاف أن ##الحرمان من الملاذ الآمن ضروري للقضاء علي قدرة الإرهابيين علي العمل الفعال ويشكل هدفا مركزيا في استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب.## وقال التقرير إن ملاذات الإرهابيين الآمنة في بعض البلدان هي المناطق غير المحكومة أو ضعيفة الحكم أو تخضع لحكم سيء حيث تستطيع الجماعات المتطرفة التنظيم والتخطيط وجمع المال والاتصال والتجنيد والتدريب والعمل في أمن نسبي.
وخلص التقرير إلي القول إن الملاذات الآمنة موضعيا توفر الأمن للقادة الإرهابيين وتمكنهم من التخطيط للأعمال الإرهابية حول العالم.##
تراجع الهجمات الإرهابية
أفاد المركز القومي لمكافحة الإرهاب بأنه وقع 10999 هجوما إرهابيا في 83 بلدا خلال العام 2009 مما أسفر عن مقتل 14971 شخصا, بالمقارنة مع 11725 هجوما في العام 2007 و14435 هجوما في العام .2008 وفي العام 2008 بلغ عدد قتلي الهجمات 15727 شخصا. وأضاف تقرير صادر عن المركز القومي لمكافحة الإرهاب أن هذا العدد أقل بكثير من عدد قتلي العام 2007 الذي بلغ 22737 شخصا.
وأشار ملحق لتقرير وزارة الخارجية عن البلدان والإرهاب إلي أنه خلافا لما كان يحصل في السنوات الأربع السابقة للعام 2009 حيث كان أكبر عدد من الهجمات يقع في الشرق الأوسط فإن أكبر عدد من الهجمات التي بلغ عنها في العام 2009 وقع في جنوب أسيا, لا سيما في باكستان وأفغانستان.
وبصفة عامة, وقع نحو ثلثي هجمات العام 2009 في جنوب آسيا والشرق الأوسط. وقال التقرير إن عدد الهجمات التي وقعت في العراق في نفس الفترة استمر في الانخفاض مما ساعد علي تراجع الأعمال الإرهابية بصفة عامة في العالم في العام .2009 وقال تقرير المركز إن عدد الهجمات في العراق قد انخفض في العام 2009 بنحو ثلث ما كان عليه في العام 2008 كما انخفضت التفجيرات الانتحارية في العام 2009 بأكثر من 350 تفجيرا عن العام 2007 إلي 80 تفجيرا في العام .2009
وقال المركز القومي لمكافحة الإرهاب إن معظم الهجمات التي وقعت في العام 2009 نفذت من قبل المتطرفين الإسلاميين الذين استخدموا وسائل تقليدية كالهجمات المسلحة والتفجيرات وأعمال الخطف. وقال المركز إن ##العناصر المتطرفة استفادت من الدروس التي استقتها من هجمات مومباي بالهند في العام 2008 واستعملت أسلوب الهجمات العسكرية الانتحارية في هجمات كثيرة علي المستوي الكبير في العام .2009##
وقد تراجعت الهجمات الانتحارية بصفة عامة في العام 2009 وانخفضت من 405 هجمات في العام 2008 إلي 299 هجوما في العام .2009 وقال مركز مكافحة الإرهاب إن الانخفاض عائد إلي انخفاض العنف في العراق.
والمعروف أن التقرير عن الإرهاب يرسل سنويا إلي الكونجرس مع ملحق إحصائي مرفق بالتقرير بناء علي طلب الكونجرس. ويتم جمع مواد التقرير من عدد من الوكالات الحكومية الأمريكية بقيادة وزارة الخارجية طوال السنة, ولكنه لا يشمل الهجمات التي تتعرض لها القوات العسكرية الأمريكية, كما لا يشمل الهجمات الإرهابية التي تقع داخل الولايات المتحدة. وقال منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الخارجية إن التقرير يغطي الفترة من 1 يناير 2009 حتي 31 كانون الأول ديسمبر من العام نفسه.
يو اس جورنال