اقامت الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية-منتدي حوار الثقافات-ندوة بجمعية الشبان المسيحية بالإسكندرية عنالهوية في عالم متغيرحضرها نخبة من المثقفين ورجال الفكر والمهتمين بثقافة الحوار…استضاف اللقاء ثلاثة من قادة الفكر والثقافة,د.وحيد عبد المجيد-الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام والدكتور القس أندريا ذكي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية ونائب مدير عام الهيئة الإنجيلية و أ.د هشام صادق أستاذ القانون الدولي الخاص بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية.
في البداية رحبت أ.سميرة لوقا-باسم منتدي الحوار بشباب الإعلاميين ومجموعة الأكاديميين وقادة الفكر من القساوسة والمشايخ مشيرة إلي دورهم الداعم لنشر ثقافة الحوار.
ثم تحدثت د.ميرفت أخنوخ رئيس مجلس إدارة الهيئة مشيرة إلي أن هدف المنتدي دعم الحوار والتعددية وقبول الآخر ودعم المواطنة والانتماء.
ثم تولي د.فتحي أبو عبادة-نائب رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق إدارة الندوة وتقديم المتحدثين منوها أن هذا اللقاء ذات طبيعة خاصة إذ تلتقي فيه مجموعة يجمعها قاسم مشترك هو حب هذا الوطن.
كان أول المتحدثين د.وحيد عبد المجيد حيث تساءل هل نبحث عن المواطنة أم الوطن نفسه…مشيرا إلي تفكك الهوية الوطنية المصرية حيث بدأت مظاهر تفككها مع سبعينيات القرن الماضي,وقال إنه عندما تضعف الانتماءات الوطنية تقوي الانتماءات التقليدية وفي المجتمع المصري كانت الهوية الدينية هي المكون الرئيسي للهوية,وازداد الارتباط بالمكون الأولي,فهزيمة 67 أعادت المجتمع إلي الاستغراق في الدين,مما كان له أثر في إضعاف الهوية المصرية,وأعلت الدولة من المكون الديني وارتبطت بها ممارسات أخري أهمها التغير في منظومة القيم وازدياد التعصب والابتعاد عن الهوية الوطنية,لذا فإعادة بناء الهوية لابد أن يحدث باستعادة المسار الديموقراطي .
وتحدث الدكتور القس آندريا ذكي الذي تناول الموضوع من زاوية الثقافة مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن الهوية دون الحديث عن المرجعية ولما كانت العروبة هي المرجعية الثقافة للجماعة التي تعيش في هذه المنطقة فلابد أن نتساءل- والكلام للقس أندريا:هل العروبة هي الإسلام فقط؟!إن كان الأمر كهذا فإن المسيحيين لن يجدوا لهم مكانا أما أن لم تكن العروبة هي الإسلام فسيجد المسلمون والمسيحيون مرجعية إلا أن هناك تيارين,تيار يجد أن العروبة هي الإسلام وتيار يري العروبة تشمل الإسلام والمسيحية واليهود وقدم -القس أندريا-قراءة نقدية لموقف المسيحيين العرب لمفهوم الهوية والمواطنة مشيرا إلي أن هناك تيارا مسيحيا عالميا يري أن الانتماء السماوي أهم من الانتماء للوطن,وأضاف لابد من فصل الدين عن السياسة وقال ونحن كمسيحيين عرب نحتاج إلي لاهوت عربي للمواطنة فانتماؤنا السماوي انتماء حقيقي.ولكن لا يتعارض مع انتمائنا الأرضي.هذا اللاهوت عليه أن يقدم مفردات جديدة ورؤية جديدة للمواطنة حيث يساوي الانتماء للوطن الانتماء للسماء.
وتحدث د.هشام صادق:عن العلاقة بين الفرد والمواطنة..وقال إن عصر العولمة أدي إلي إضعاف الدولة الوطنية فكان لابد من الرجوع إلي الهوية الدينية والرجوع إلي العرق والدين والتطرف والتعصب,وأصبحت هذه ظاهرة عالمية في العقود الثلاثة أو الأربعة الأخيرة.