* أوباما… ليس السبيل ببوصول للسلام في العالم
* تداول السلطة خارج الحزب الوطني مازال أمرا بعيد المنال
* أقباط المهجر وطنيون وليسوا خونة
* الرئيس مبارك شخصية هادئة متزنة لا تتخذ قرار ات عنيفة
عندما دخلت منزل د. ميلاد حنا أستاذ كلية الهندسة والمفكر السياسي, شعرت بأنني داخل متحف ينبعث منه عبق التاريخ, ذلك المنزل الذي بناه مهندس محب للهندسة والفن والحياة, وان أكثر ما يميز شخصيته هو الكرم المفرط الذي يدل علي مدي عطائه, فهو شخصية ودودة وحيادية ومنطقية.
استمتعت بالحديث معه من خلال هذا الحوار الذي امتد إلي مايقرب من ثلاث ساعات أبحرت فيها داخل ثنايا قلبه وعقله حيث حدثني عن أمور عديدة سياسية وإنسانية… شخصية واجتماعية كشف عنها لأول مرة.
* هل هناك أيدي آثمة تحاول زرع فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين؟
** لا يوجد خلاف بين المسلمين والمسيحيين في مصر إنما هناك مشاكل في المجتمع تتولد عنها صدامات, تارة تنفجر وتارة أخري تمر مرور الكرام, والمسيحيون موجودون في هذا البلد منذ أكثر من ألفين سنة فهم قدامي بقدم المسيحية وكذلك المسلمون موجودون منذ صدر الإسلام ودخوله مصر عن طريق عمرو بن العاص في عهد عمر بن الخطاب في منتصف القرن الأول الهجري, والمسيحيون والمسلمون متعايشون منذ أكثر من 14 قرنا. فالمسلم والمسيحي في المجتمع المصري جنس واحد, بشرة واحدة, لون واحد, روح واحدة, عادات وتقاليد واحدة, ثقافة ولغة واحدة.
* هل تعتبر ما يجري من عنف بين المسلمين والمسحيين فتنة طائفية أم أنها مجرد أعمال إجرامية فردية؟!
** سواء الأحداث الأخيرة أو ما سبقها من أحداث أنا أنظر لها علي أنها أمور عادية جدا وذلك لأن الشعب المصري متدين مسلمين وأقباط ولكن علي الطريقة المصرية, وأنا أراها مناوشات طبيعية يتدخل فيها أعيان البلد وكبار رجال الدولة لفض هذه الخلافات ولكن المودة موجودة فالأقباط جزء من النسيج المصري وهم شريحة طيبة ومثقفة وليسوا جماعة مضطهدة.
* من المستفيد الحقيقي من وراء هذه الأحداث بين المسلمين والمسيحيين؟
** من المؤكد وجود الكثيرين ممن يستفدون من جراء مثل هذه الأحداث سواء كانوا داخل القطر المصري أو خارجه, ولكن الأهم من معرفة هذا العدو لابد أن نعرف كيف نتصدي له, فداخل الأسرة الواحدة تحدث خلافات والأقباط والمسلمون تركيبة واحدة في جميع محافظات مصر مما يجعل وجود الألفة وتحقيق التآلف أمرا يسيرا وليس مستحيلا.
* ما المجهودات التي لابد أن تبذل لفض الاحتقان الحالي؟
** هذا دور الإعلام والمثقفين فهم الذين يجب أن يتناولوا مثل هذه القضايا والتصدي لها بشكل حكيم وعقلاني, فالشعب المصري مستنير ومثقف جدا ولكنه متدين أيضا, ولا بأس من وجود التدين ولكنه لا ينبغي أن يسيطر التدين علي المجتمع فيتحول من تدين إلي تعصب.
* كيف تنظر للجدل الدائر حاليا حول الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية؟
** أنا أنظر لهذا الجدل نظرة جميلة فأنا سعيد به لأنني أري أن مصر تنتقل من دولة محكومة بالقهر إلي دولة ديموقراطية ليبرالية يحكمها شعبها. فمصر خرجت من النظام الملكي وقبله العثماني حتي وصلت للعصر الحديث دولة لها دستور وبها حريات وكل واحد يستطيع أن يعبر عما بداخله ومن ثم ظهرت شخصيات تقدمت للترشيح لرئاسة الجمهورية, فأهلا وسهلا بهم جميعا ولكن هناك قوانين وقواعد عامة ودستور يحكم قواعد هذا الترشيح وينظمه, وهناك منافسة لابد أن يقبلها الجميع أيضا, وهناك الكثيرون ممن هم مؤهلون ويستحقون هذا المنصب فمصر ولادة ولكننا إذا تحدثنا عن زويل مثلا نقول إنه رجل علم وليس رجل سياسة وقد يكون غير مؤهل لهذا المنصب أما عمرو موسي فهو رجل سياسة مخضرم وأنا أرشحه وأنتخبه.
* هل تري أن هذا الحراك السياسي خطوة صحية تشهدها مصر أم العكس؟
** هذا الحراك هو حراك ديموقراطي ينقل مصر إلي عصر الجمهوريات وهو شئ صحي مادام موجودا في إطار سلمي, فمثلا هل أنصار البرادعي عندهم سلاح أو يفرضونه علي الشعب بالقوة؟ أبدا ولكن الأمر أن الدكتور محمد البرادعي جاء بأفكار تدعو للتغيير السياسي لخلق حياة سياسية أفضل مما نحن عليه والتف حوله مجموعة من النشطاء السياسيين من تيارات مختلفة آخذين منه دعامة أمان للمطالبة بهذا التغيير.
* متي تتحقق في مصر ديموقراطية متكاملة وفعالة وملموسة؟
** عندما يكون في مصر رئيس جمهورية سابق علي قيد الحياة فالحزب الوطني يفتقر إلي الموضوعية فهو مسيطر علي الحكم ويحاول ألا تظهر أي قوة أخري تحول بينه وبين أن يكون هو الحزب القائد, ومن ثم فإن تداول السلطة خارج الحزب الوطني يعد أمرا بعيد المنال, ولكننا نحتاج إلي التغيير, والديموقراطية معناها التغيير.
* حدثنا عن ظهور السيدة العذراء ومدي تأثير هذا في نفسك؟؟
** ظهور السيدة العذراء ظاهرة دينية لها أساس روحي عند المسيحية والمسلمين علي السواء والمجتمع المصري كله يسعد بهذه الظاهرة الدينية للعذراء مريم, وهذا أمر طبيعي فهي محبوبة من المسلمين والأقباط.
* تردد مؤخرا أن الحكومة سوف تبيع عمارات وسط البلد التي ترجع إلي مصر الخديوية لبعض رجال الأعمال والمستثمرين: ما تعليقك؟؟
** أنا لا أعلم ما الحكمة في أن تقوم الحكومة ببيع أملاكها والتي هي ملك الدولة, ولكن في حالة البيع لابد أن تكون هناك مبررات ولابد أن تكون هناك إدارة متكاملة تدير وتباشر عملية البيع حتي لا يحدث إهدار للمال العام.
* وما الهدف من هذا البيع؟؟
** هذه أمور راجعة لسياسة الدولة في إدارة شئونها الداخلية والحكومة تبيع ممتلكات الدولة لسبب أو لآخر لكن لابد من دراسة الموضوع جيدا ومعرفة مدي إيجابياته وسلبياته.
* باعتبارك مفكرا وسياسيا… هل أنت متفائل بعهد الرئيس الأمريكي أوباما؟
** أوباما هو أول رئيس أمريكي أسود وبالتالي تكون مشاعره مع دول العالم النامي, فهو لوني وأنا لونه, وهو له قبول في دول العالم الثالث أكثر مما سبقه من الجنس الأبيض , ولكن لابد أن نضع في الحسبان أن أمريكا دولة ديموقراطية ولا يرأسها رئيس الجمهورية وإنما هو مجرد رمز فهي دولة يرأسهاالكونجرس الأمريكي ولها أحزاب وسياسات وهيئات شعبية وسياسية فهو يدير الدولة ولكنه لا يحكمها. لكن الأكيد أن نفوذ أمريكا في كل أنحاء العالم, وفترة حكم أوباما ليست هي السبيل الوحيد للوصول للسلام في العالم.
* وما تعليقك حول ما أثير من اتهامات لأقباط المهجر خاصة بعد بث القناة الفضائية القبطية الأخيرة من أمريكا لمناقشة وعرض مشاكل الأقباط في مصر قناة الرجاء؟
** أقباط المهجر لا توجد لديهم مصالح, فهم جزء من الشعب المصري ولديهم طموحات معينة وفي العصر الحديث أصبحت لديهم القدرة علي الهجرة إلي أمريكا وغيرها. ولكن باب الهجرة مفتوح لكل من يرغب في الهجرة مسلمين ومسيحيين من مصر وخارج مصر, وهذا الموضوع له قواعد معينة تحددها دول المهجر, وإذا فرضنا أن أقباط المهجر خرجوا من مصر وهم متألمين من بعض الأمور مثل بناء الكنائس وصرحوا وقالوا هذا في المهجر, فنحن نرد عليهم بأن الحكومة تقوم بناء كنائس, وإذا قالوا نريد وزراء في الحكومة المصرية يمثلون المجتمع المسيحي نرد ونقول عندنا وزيران مسيحيان, ولو نريد ثلاثة فهو شئ ممكن وليس مستحيلا وكلها مشاكل وأمور داخلية لمصر يمكن مناقشتها وعلاجها وهي توجد في أي بلد… أقباط المهجر وطنيون وليسوا خونة علينا أن نتركهم يقولون ما يريدون فنحن لا نستطيع أن نمسك ألسنتهم وإحنا نرد عليهم ونقول هذا الكلام غير صحيح والمسيحيون يعيشون في مصر في أمان مع المسلمين ووارد حدوث خلافات في بعض الأماكن في بعض الأوقات, لكنها ليست الصورة القاسية التي تتكرر يوميا. تستطيع القول إن من يسئ إلي مصر في الخارج قلة قليلة لا تعبر عن المجتمع المسيحي وصوتهم مهما كان عاليا لا يكون مسموعا.
* كيف يمكن تدعيم روح المواطنة والانتماء في المجتمع المصري؟
** كان من الأولي أن يقوم الحزب الوطني بهذا الدور حيال تدعيم روح المواطنة بين المصريين وذلك باعتباره الحزب الحاكم ويعمل علي جذب رموز الأقباط لقيادات الحزب لتغيير الوضع السياسي ولتدعيم الوحدة الوطنية ولكن هذا الأمر لا يشغل سياسات الحزب الوطني فهو سعيد بالحكم وبالوضع الراهن, وأنا أري أن الحزب الوطني في حاجة لإعادة التفكير في هذا الأمر لأنه سر قوة مصر بأن تعيش الامتزاج والتدخل بين الأقباط والمسلمين لاستمرار الوحدة الوطنية.
* هل أنت مع إلغاء المادة الثانية من الدستور وتحويل مصر لدولة علمانية؟
** أنا شخصيا أري أن هذه المادة ليست لها قيمة, فما معني أن دين الدولة هو الإسلام, فهل الدولة لها دين فهذه نكتة, ولكنهم عندماوضعوا هذه المادة كان ذلك لمجرد التعبير عن الهوية الثقافية, أي أن ثقافة مصر ثقافة إسلامية واللغة العربية هي لغة الشعب.
فأنا أري أن هذه المادة حتي وإن بقيت في مواد الدستور فلا يوجد منها ضرر فهي مجرد وجاهة دستورية.
* لماذا يطالب بعض المسيحيين بإلغاء هذه المادة أو تعديلها؟
** لأن هذه المادة فيها نوع من أنواع إعطاء الإسلام ميزة دستورية, وهذا شئ خاطئ وذلك لأنه لابد أن ينفصل الدين عن الدستور الذي يحكم الدولة خاصة في دولة بها أكثر من عقيدة, والإسلام والمسيحية عقيدتان يرتكز عليهما المجتمع المصري فلا يجوز إعطاء ميزة لواحدة دون الأخري أو لمواطن دون الآخر بسبب عقيدته وديانته.
إن هذه المشكلة, وهذا الخلاف لابد وأ يعالج بدون حذف للمادة ولابد أن يقتنع كل من ينادي بهدا المطلب أنه لا يوجد أحد يأخذ أكثر من حقوقه لمجرد أنه مسلم أو العكس, والحل هو المساواة في الحقوق في كافة المجالات وبالفعل الدستور ينص علي المساواة في جميع الحقوق, لا فرق علي أساس الدين أو الجنس أو العرق.
* كيف تقيم فترة حكم الرئيس مبارك؟
** الرئيس مبارك شخصية هادئة ومتزنة وليست عنيفة, فهو يدير الدفة بهدوء ولا يقدم علي أخذ قرارات عنيفة, وأنا أقيمها علي أنها فترة هادئة ومستقرة وخالية من الأزمات تقريبا.
* كيف يمكن التصدي للفساد المتفشي في المحليات؟
** مصر تمر بمرحلة دقيقة وفارقة وحساسة وحاسمة وما لم تتم معالجة هذه الأمور بفطنة سيقع ما لا يحمد عقباه فلابد وأن تجري تغييرات هادئة ومدروسة للقضاء علي هذا الفساد, وإذا لم نعجل بهذه التغييرات فقد يعقب هذا الفساد دمار وخراب لا يمكن السيطرة عليه, وهذه قضية صعبة لا يمكن حلها من خلال قرار جمهوري ولا من خلال نظام حكم, فهي تحتاج إلي مزيد من التوعية وقيام الرأي العام بدوره وإنهاء الأحكام العرفية وإعطاء الصحافة حرية أكبر في التعبير للكشف عن هذا الفساد وعمل خطط واضحة لتقليص حجم الفساد في مصر.
* كيف تري الحياة السياسية في ظل الصراع القائم بين الأحزاب؟
** الأحزاب في مصر مجرد صور وبراويز ديكورية مظهرية فالحزب الوطني هو الحزب الوحيد الموجود علي الساحة بشكل فعال وملموس فهو الحزب القائد, وهو الحزب الأول والمسيطر علي المحليات والانتخابات, وهو حزب الموظفين, وهو الحزب الذي تسيطر به الدولة علي مجريات الأمور, وذلك لأنه حزب رئيس الجمهورية, وأنا أري أنه لابد أن ينص الدستور علي أن يكون رئيس الجمهورية غير منتمي لأي حزب وذلك حتي لا يكون هذا الحزب هو الحزب الحاكم بأمره, وفي هذه الحالة يصبح الحزب الوطني حزبا عاديا.
* ماذا ينقص الأحزاب المصرية حتي تقوم بدورها السياسي علي الوجه الأكمل؟
** لابد أن يكون لها دور فعال في تنشيط حرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر ولكن الدولة وضعت النظام العام والمناخ العام بحيث تكون هناك ضمانات عملية لا يمكن إلا من خلالها إدارة نظام الحكم إلا من الحزب الوطني وحده, ولهذا السبب فإن الديموقراطية المصرية من الناحية العملية غير موجودة, والحكومة المصرية قد منحت الشعب المصري قدرا من حرية الرأي والتعبير, وهي مكتفية بذلك وتقاوم أي جهود لزيادة هذه الحرية حتي لا تصل إلي إمكانية تداول السلطة ولكن حركة التاريخ أقوي من الحكومة ومع تداول الأيام وحرية التعبير سوف يستطيع الشعب المصري أن يصل إلي تداول السلطة من خلال الانتخابات, وهذا أمر أتمني أن أشاهده قبل أن أرحل.
* ممكن أن تكشف لنا النقاب عن حقيقة ما يطالب به البعض من وقت لآخر بإنشاء حزب يتحدث عن المسيحيين؟
** أنا لا أعرف إذا كان هناك داخل الأقباط أي تحرك يدعو إلي إنشاء حزب سياسي للتحدث عن الأقباط ولكنه في اعتقادي أن الأقباط أذكي من أن يسعوا إلي إنشاء حزب سياسي يكون قاصرا في عضويته علي الأقباط, لأن هذا سوف يكون قرارا خطيرا وليس ناضجا لأنه يؤدي إلي تفسخ الشعب المصري وسيكون هناك تفريق سياسي بسبب الدين ولذا فإن المنطق يقتضي أن تكون هناك أحزاب سياسية لا تقتصر علي الانتماء الديني بل تترك الحرية للأفراد بأن يكونوا أحزابا سياسية غير قاصرة علي الانتماء الديني وحده.وكذلك لا يمكن أن يكون هناك قرار سياسي بإنشاء حزب قاصر علي المسلمين أو قاصر علي المسيحيين فقط, فهذا قرار يهز الاستقرار السياسي الموجود حاليا في مصر, ولكن إذا استطاع الأقباط أن يتواجدوا في كل الأحزاب السياسية فإن هذا أمر مشجع ويساهم في دمج الأقباط في المجتمع.
* هل مازلت عند كلمتك إنه في حالة وصول الإخوان للحكم ستترك مصر؟
** أنا قلت ذلك لكي أعبر عن رفضي للحكم الديني, فأنا مع الحكم الديموقراطي وتداول السلطة, أنا مع التدين ومع وجود أحزاب مصرية وليست دينية ومع فصل الدين عن السياسة, ولكن كلما سيطرت جماعة الإخوان أو الجماعات الإسلامية عموما علي الحكم وعلي القيادة السياسية كلما اهتز التوازن الوطني, وكلما اهتزت العلاقة بين الأقباط والمسلمين, ولهذا السبب فإن تصاعد تأثير الأصولية الدينية هو دعوة للانشقاق الديني وهدم لإنجازات ثورة 1919 ودستور وانتخابات 1923 وستكون ردة للشعب المصري وهذا أكبر خطر علي مصر.
* كيف تري وضع الأقباط علي الخريطة السياسية في الوقت الحالي؟
** الأقباط منذ ثورة1919 خرجوا بشجاعة ووطنية اقتحموا الحياة السياسية واقتحموا حزب الوفد ومازالوا متحمسين للمساهمة فيه. وهم يتوجهون بشكل عام للالتفاف حول الحزب الوطني وبعيدون عن أي أحزاب أخري وذا تقصير شديد وفجوة كبيرة وقع فيها الأقباط في الحقبة الأخيرة من تاريخ مصر. وهذا مرجعه أن الأحزاب وقياداتها لم ترحب بجذب الأقباط إليها ولم تنجح في استقطابهم لينضموا إلي قيادات الأحزاب, فأصبحت جميع الأحزاب بما فيها الحزب الوطني غير جاذبة للأقباط, ويخلق عدم وجود الأقباط في الحياة السياسية خللا في الحياة السياسية كلها.
* لماذا طالبت بإلغاء منصب وزير الأوقاف؟
** لم أطالب بإلغاء وزارة الأوقاف فهي تدير أراضي زراعية وتدير الجوامع, وهذا أمر مطلوب ووجودها أمر طبيعي فهي جزء من التركيبة الاجتماعية والسياسية في مصر, ولكن اعتراضي أنها وزارة تمثل جانبا دينيا واحدا فقط ولكنها في النهاية تدير الأوقاف المصرية, وهي في حاجة إلي إدارة, واهتمامها كله ينصرف إلي الجوامع والمساجد أما الكنيسة القبطية فلها هيئتها الأهلية التي تديرها وتصرف عليها.
* ما رأيك حول فتح الأزهر لدراسة المسيحيين للعلوم العلمية؟
** أنا مع دخول المسيحيين جامعة الأزهر لكني أري أن هذا الموضوع حساس للغاية وشائك, وقد يري الأزهر أنه من حقه أن يكون جامعة إسلامية تقتصر علي الطلاب المسلمين فقط, ولابد أن يعطي الأزهر الحق للطلاب المسيحيين في الدراسة في الكليات التي ليست لها علاقة بالإسلام مثل كلية الهندسة والعلوم والطب, خاصة أننا نسيج واحد.
* كيف تقيم قانون الطوارئ؟
** محاولة تعديل قانون الطوارئ أو وضع قانون جديد للإرهاب هو تحايل علي الرأي العام وعلي المجتمع المدني الذي يدعو إلي إلغاء الطوارئ نهائيا لأنه يتنافي مع حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان, ولقد استقر هذا القانون وهذه أزمة سيئة أرفضها وأري أنه ينبغي أن تعمل الحكومة علي إلغائه في أقرب فرصة, حتي يسلك المجتمع طريقه نحو حرية التعبير تدريجيا إلي أن يصل إلي أبعد مدي ليكون المجتمع المصري جاهزا للانتهاء والتخلص من رواسب قانون الطوارئ ويعود إلي الحياة الطبيعية الدستورية.