اجتمع المجلس الأعلي للقوات المسلحة ممثلا في ثلاثة من قادته وهم:اللواء مختار الملا,مساعد أول وزير الدفاع,واللواء إسماعيل عتمان,مدير إدارة الشئون المعنوية والمتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع, واللواء محمد عصار مساعد أول وزير الدفاع للعلاقات الخارجية مع 40 مفكرا وأديبا من مختلف الاتجاهات والتيارات الفكرية نذكر منهم:يوسف القعيد, أحمد عبد المعطي حجازي, د. سيد ياسين, أنيس منصور, نبيل زكي, جمال الغيطاني, إبراهيم سعدة, محمد أبو حديد, لويس جريس, د. عمرو الشوبكي, فهمي هويدي, سلامة أحمد سلامة, محمد مصطفي شردي, جميل جورجي, مهما عبد الفتاح وعبد المحسن سلامة وهم يمثلون بهذا كافة القوي والتيارات السياسية والثقافية في مصر.
أكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة في بداية هذا اللقاء الذي استمر نحو خمس ساعات أن المجلس سيحمي الثورة ومكتسباتها وفقا لجدول زمني محدد,كما أنه سيعمل علي تحقيق جميع مطالب الشعب بالكامل, إلي أن يتم نقل السلطة إلي حكومة مدنية ,مؤكدا علي أن القوات المسلحة لاتريد السلطة وأن مهلة الستة شهور سيتم خلالها تعديل مواد الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة ,بينما نفي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ما تردد حول قيام الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالتدخل في أمور البلاد من شرم الشيخ, معربا عن أن المجلس لايملي عليه أي فرد أو جهة قراراته وأن المجلس وقف بجانب الثورة منذ بدايتها وإلي الآن,كما أنه سيظل يقف ضد أي قوة مضادة لها,كما أكد جميع المجتمعين من القوات المسلحة والمفكرين والكتاب علي أهمية بناء دولة مدنية بعيدا عن الشعارات الدينية تتحد فيها كل التيارات والأحزاب وتندمج فيها جميع الطوائف والرؤي في عملية سياسية سليمة لبناء مستقبل مصر.
قضايا وتساؤلات
وقام المفكرون والكتاب والمثقفون بطرح جميع الأسئلة والمخاوف التي تثار في الشارع المصري,ووجهات النظر المتباينة حول التغيرات الدستورية, وقانون الطواريء, ومواجهة الفساد, وأساليب الإصلاح وخاصة في المجال الإعلامي وكيفية عودة الاستقرار إلي البلاد ومواجهة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية المتزايدة,ومن جانبهم أبدي ممثلو المجلس العسكري,مرونة وشفافية في الإجابة عن الأسئلة المطروحة مشددين علي أهمية حرية التعبير عن مختلف الآراء والاتجاهات والأفكار بشفافية ومصداقية, خاصة إن هذه الموضوعات والقضايا التي يتم تناولها تمس المواطن المصري كما أنهم قدموا دعواتهم إلي جميع الفئات والتيارات السياسية المختلفة للقيام بالحوار البناء ومواصلة ما أفرزته ثورة 25 يناير من جو يتسم بالديموقراطية والعدالة واستيعاب جميع أفكار ومطالب الشعب المصري بجميع فئاته وطوائفه, متعهدين بأنهم لن يفرطوا في دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم هدية لوطنهم,وأن كل من تسبب في إزهاق الأرواح البريئة سينال قصاصة العادل.
قال الكاتب والأديب يوسف القعيد إن المجلس الأعلي للقوات المسلحة وجه الدعوة للكتاب والمفكرين للقاء بهم وذلك من أجل الاستماع إليهم,وإلي جميع الفئات والأطياف المختلفة في المجتمع المصري, حيث قاموا بمقابلة الفنانين والمذيعين ومجموعة من شباب التحرير ثلاث مرات,وذلك إيمانا منهم بأهمية الحوار في تلك المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد مؤكدين أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة هو الجهة الوحيدة المسئولة عن إدارة البلاد, متعهدين بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة وتسليم إدارة البلاد بعد ستة أشهر.
وعن الفساد وملاحقة الفاسدين يؤكد الكاتب والأديبيوسف القعيد أن أعضاء المجلس تعهدوا بعدم التهاون في مواجهة الفساد وأنهم لن يستثنوا أحدا علي الإطلاق ولهذا يستعين النائب العام بنيابات المرور للتحقيق في قضايا الفساد,وهذا يرجع إلي كثرة عدد البلاغات المقدمة إلي جانب الاستعانة بملفات الجهاز المركزي للمحاسبات, والرقابة الإدارية لاكتمال التحقيقات في قضايا الفساد التي لن يتم التهاون فيها علي الإطلاق ,حيث يجري التحقيق الآن في الاعتداءات التي تمت علي المتظاهرين في ميدان التحرير يوم2 فبراير فيما يسمي بموقعة الجملوالتي راح ضحيتها الكثير من الشهداء.
وحول التعديلات الدستورية يضيف يوسف القعيد أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة أكد علي أن التعديلات الدستورية فور انتهاء اللجنة من إعدادها سوف تطرح للمناقشة من قبل جميع فئات المجتمع بمختلف آرائه واتجاهاته الفكرية والسياسية,ثم يعاد تعديلها مرة ثانية من قبل اللجنة بناء علي هذا الحوار المجتمعي,ثم تطرح هذه التعديلات للاستفتاء الشعبي, مشيرا إلي أن المجلس أكد لجميع الحاضرين أنه يتعامل بمساواة تامة بين جميع أفراد الشعب المصري دون أية اعتبارات سواء كانوا معارضين أو مؤيدين ولم ولن يقوموا بأ ي نفي أو إقصاء لأي اتجاه علي الإطلاق.
وعن الشكوك والمخاوف التي تواجه الشعب المصري في الوقت الراهن يقول الكاتب الصحفي سلامة أحمد سلامة:إن المجلس الأعلي للقوات المسلحة متفهم تماما لتخوف الناس من مشكلة الانفلات الأمني ويعمل علي حلها وطمأنة الشعب,مشيرا إلي أن خطوات تعديل الدستور تسير بالترتيب التالي وهي عقب انتهاء عمل اللجنة المشكلة من التعديلات سيتم طرحها للنقاش العام علي الخبراء والمتخصصين والرأي العام تمهيدا لإقرارها,وطرحها علي الاستفتاء الشعبي كما أن المجلس يعمل بجدية علي تسليم البلاد لحكومة مدنية تتولي الحكم خلال الستة أشهر القادمة,وأن القوات المسلحة الموجودة بالقاهرة والمدن الأخري لم يتم أخذها من القوات التي من شأنها أن تحمي الوطن والأمن القومي المصري.
وطرح الكاتب والسيناريست بلال فضل كل التساؤلات حول ما إذا كان الرئيس السابق حسني مبارك لايزال يمارس سلطاته من شرم الشيخ, وهل يتعامل كرئيس للدولة؟! وجاءت الإجابة من قبل المجلس الأعلي للقوات المسلحة تؤكد أكثر من مرة علي أن عهد مبارك انتهي وأنه لا يمارس أي سلطات وأن ما يحدث من اتصالات معه من قبل قيادات في الجيش تأتي من قبيل الناحية الإنسانية فقط.