عندما تكون هناك قضية مثارة في المجتمع المصري تخص حقوق المرأة نتذكر جميعا جهود الرائد قاسم أمين الذي ظل يدافع عن المرأة رغم معارضة الكثيرين فأصدر كتاب “تحرير المرأة” ورد علي كل,من هاجمه بكتاب آخر ”المرأة الجديدة 1901.”. وظل إلي آخر حياته يدافع عن المرأة وحقوقها ونحن الآن في القرن الـ21 نتساءل أين نحن من دعوة قاسم أمين, لذلك قامت الجمعية المصرية للتنمية الشاملة بتنظيم ندوة بعنوان ”دعوة قاسم أمين.. أين نحن منها الآن”..
تحدث خلالها المستشار حسن بهجت -رئيس مجلس إدارة الجمعية- عن قاسم أمين محرر المرأة, حيث إنه أول من أطلق دعوة خروج المرأة من المنزل ومشاركتها في المجتمع من خلال دورها في العمل بجانب الرجل, كما ذكر دور النساء في المطالبة بحقوقهن مثل صفية زغلول وهدي شعراوي ودرية شفيق. فلابد أن يسترشد النساء بهؤلاء ليسرن في الطريق الصحيح وإزالة العقبات وتعد قضية تعيين المرأة قاضية آخر هذه العقبات التي نحتاج إلي من يزيلها أمام المرأة.
وأضاف بأن دور قاسم أمين في الدفاع عن حق المرأة رغم أنه واجهه الكثير من النقد والرفض, وأننا الآن نحتاج إلي قاسم أمين آخر ونحتاج إلي سيدات تطالبن بحقوقهن, ثم تحدث الأستاذ مجدي سيدهم:
بدأت فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهالي وعضوة المكتب السياسي لحزب التجمع حديثها بقرار تأجيل البت في قضية تعيين المرأة قاضية إلي يونية المقبل, فقالت: هناك 39 دولة إسلامية يوجد بها قاضيات ومنها النائب العام في سوريا وهذا الأمر لم يكن موضع نقاش في الكثير من البلدان العربية, ونحن هنا في مصر بلد الحضارة فمصر القديمة منذ 5 آلاف عام ق.م.. قاموا باختيار رمز العدالة إمرأة ماعت وهي المرأة التي تمسك الميزان بيدها وعيناها معصوبتان.. فلابد من النظر إلي حضارتنا فلدينا تراث عميق في وضع المرأة في السياسة والاقتصاد وساهمت المرأة في المجتمع بكل مناحي الحياة, فلابد أن ينظر للمرأة كإنسان يسعي إلي الاحترام والكرامة, والقول بأن هذه الأفكار مستورة وغريبة قول غير دقيق, فإذا تذكرنا في بداية القرون الوسطي في أوروبا تمت ترجمة أعمال (ابن رشد) المفكر الإسلامي الكبير, وترجمة وشرح أعمال الفيلسوف اليوناني أرسطو فالغرب هو الذي قام بالاستفادة من كل هذه الأعمال ومن الحضارة المصرية وعندما يكون هناك من يطالب بعودة المرأة للبيت أو إخفاء المرأة خلف النقاب هذا وعي مزيف.
وأشارت النقاش إلي دور الكاتبة الكبيرة زينب فواز التي وضعت كتبا تدعو إلي تحرير المرأة قبل دعوة قاسم أمين وفيها انتقدت الحجاب وأنه لا يمت للتراث الإسلامي بصلة ولكنه عادة وأهملت دعوة زينب فواز لأنها امرأة.
أكدت النقاش علي أن ما يحدث في مصر الآن بخصوص استبعاد المرأة من مناصب مثل القضاء هو يعد من النزعة الوهابية.
نوهت أيضا علي أن الأحداث الطائفية الأخيرة في نجع حمادي ومرسي مطروح لم تشهدها مصر من قبل, وهذا يؤكد أن هناك قوة للسيطرة علي مصر من الخليج, ورفضت وصف المسيحيين والمسلمين بـعنصري الأمة لأننا جميعا نسيج واحد.. وكيان واحد.
ثم تحدثت سوسن الدويك نائبة رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون عن آخر تقرير من الأمم المتحدة عن التنمية البشرية يفيد بأن (1) من (4) رجال يدعون بعدم خروج المرأة من بيتها في العالم.. وليس مصر فقط.
وقالت الدويك إن هذا التقرير يشير إلي ردة حضارية فالاضطهاد ليس ظاهرة غريبة في مصر ولكن في العالم.
أكدت علي أن ما يحدث للمرأة يعد ظلما كبيرا وكل ما تقوم به من أعمال منزلية لا تحب اقتصاديا لأنها بدون أجر.
وهناك فكرة غير منطقية بأن هناك خوفا من اقتحام المرأة كل المراكز القيادية إذ يحسبون أي نجاح للمرأة انتقاصا من نجاح وحقوق الرجل وفي هذا أمور مغلوطة كثيرة.