نصيب محافظة بني سويف من إنشاء المدارس الثانوية الفنية كبير وصل عددها إلي 21 مدرسة ولكنها بدلا من أن تكون مؤسسات لتخريج العمالة الفنية الماهرة أصبح يتخرج فيها أكثر من 20 ألفا ولا أحد يعلم هل هو ضعف إمكانات ومعدات أم أن التراجع نتيجة الطلاب أنفسهم؟!
هذا ما حاولتوطنيرصده من خلال هذا التحقيق..
يقول عادل عز الدينحلاق رجاليحاصل علي دبلوم المدارس المعمارية قسم سباكة أنه علي الرغم من تخرجه في قسم السباكة والأعمال الصحية إلا إنه يجهل أبسط قواعد السباكة وعند حدوث أي عطل بسيط بمنزله يضطر للاستعانة بسباك وذلك نتيجة التركيز علي الدراسة النظرية بدلا من الاتجاه للتدريب العملي بحجة نقص الإمكانات والمعدات وأدوات التدريب وفي النهاية يتم مساعدتنا كطلاب في الامتحانات سواء العملي أو النظري آخر كل عام وكأن المهمة انحسرت في تخريج دفعات لا أكثر بدلا من تأهيل فنيين لخدمة المجتمع .
وتتساءل إحدي الطالبات – رفضت ذكر اسمها – بقسم الملابس الجاهزة كيف يمكن أن أتعلم فنون القص والتفصيل بالمدرسة في ظل وجود 4
ماكينات تفصيل يتدرب عليها أكثر من 50 طالبة بالفصل الواحد؟!
ويوضح أحمد عمرو حاصل علي دبلوم صنايع قسم جرارات أن المدرسة دورها ينصب علي تعلم المباديء الأولي للحرفة أو المهنة بالنسبة لنوع التخصص, والمشكلة تكمن في عدم تطبيق ذلك عمليا لفترات طويلة فالأمر غير متاح بتلك المدارس نظرا لارتفاع كثافة الفصول لذلك ينبغي إقامة مصانع تتبع هذه المدارس أو الاستعانة بمصانع لاستيعاب هذه الأعداد وإكسابهم الخبرة اللازمة لمتطلبات سوق العمل واشتراط الحصول علي شهادة الدبلوم بعد قضاء مدة محددة للتدريب داخل تلك المصانع.
كما يشكو أحمد عوض – طالب بالمدرسة الكهربائية قسم التبريد والتكييف من سوء معاملة المدرسين للطلبة وكأنهم طلاب فاشلون لم يلتحقوا بالثانوي العام,كما أنه يتم إلحاق الطلبة داخل الأقسام المختلفة علي حسب المجموع وليس حسب الرغبة أو الميول ,مما يضر بالمصلحة العامة فيما بعد.
ويلقي ميلاد حنا-الحاصل علي دبلوم صنايع قسم سيارات وصاحب سوبر ماركت حاليا الضوء علي الفجوة ما بين ما يحتاجه سوق العمل وما يتم تدريسه داخل المدارس الثانوية الفنية فأغلب خريجي المدارس يرغبون في العمل بمؤهلاتهم ولكن أين الوظائف؟!خاصة أن أغلبهم لم يكن بإمكانهم افتتاح ورش خاصة بهم ويضطرون للعمل بما هو متاح أمامهم دون النظر لتوافق الوظيفة مع المؤهل.
تزيين الواقع
يذكر عماد فهيم – مهندس كهرباء بالمدرسة الفنية بببا أن أغلب المدارس التي عملت بها منذ تخرجي لديها كافة المعدات والخامات التي تتيح للطلاب اتقان التخصصات المختلفة ولكن للأسف الطبة أنفسهم لم يكن لديهم الاستعداد للتعلم. فالهدف من دخولهم المدارس الفنية فقط هو الحصول علي رخصة للعمل بالحكومة ومن ثم لا شأن لهم بقيمة التعليم وما يمكن أن يساعدهم علي شق طريقهم في المستقبل.
وبالرجوع إلي المهندس محمد مرسي-مدير عام التعليم الفني ببني سويف لمعرفة الحقيقة أكد أن المدارس الفنية تنقسم إلي ثلاثة أقسام زراعية وصناعية وتجارية ويوجد داخل المحافظة21 مدرسة يتخرج فيها مايتراوح بين 20 أو 25 ألف خريج سنويا والدولة أنفقت الملايين علي إنشاء هذه المدارس لتوفير كافة الإمكانيات والخامات للقيام بالعملية التعليمية ولكن المشكلة هي أن أغلب الطلاب الملتحقين بهذه المدارس يجهلون أبسط قواعد القراءة والكتابة كما أن أغلبهم أجبروا علي الالتحاق بهذه المدارس عن طريق تنسيق المدارس الثانوية داخل أقسام علي عكس رغباتهم.
ولكنني أشير إلي أنه سيتم خلال العام الدراسي القادم تطبيق نظام جديد لتوزيع الطلاب علي الأقسام حسب رغباتهم حيث سيتم فتح الأبواب أمام الجميع لاختيار التخصص دون فرضه علي قسم معين من خلال التقيد بدرجات معينة كمحاولة منا لمساعدة الطالب علي إتمام تعليمه في أفضل صورة.