نشرت مجلةفوكوسالألمانية تقريرا مطولا لدراسة أمريكية تظهر أن الوسط الاجتماعي يلعب دورا مهما في الإقلاع عن التدخين,محذرة في الوقت ذاته من أشكال التمييز ضد المدخنين التي من شأنها أن تؤدي إلي تأثيرات سلبية علي صحتهم.
ذكرت الدراسة أن المدخنين يقلعون عن التدخين حينما يتواجدون وسط محيط الأسرة والأصدقاء .وذكر باحثون من جامعتي هارفارد وكاليفورنيا في مدينة سان ديجو الأمريكية أن التواجد وسط المحيط الاجتماعي مع الأقارب والأصدقاء والزملاء يفرض علي المرء بشكل كبير السلوك الذي ينبغي أن يتبعه.
ووفق هذه الدراسة فإن الوسط الاجتماعي يلعب دورا كبيرا في عملية الإقلاع عن التدخين,فحينما يقرر عدة أصدقاء في مجموعة واحدة عدم التدخين مرة أخري فإنهم يجذبون المزيد من أعضاء مجموعتهم لإتباع اتجاههم الجديد,أما من يستمر في التدخين منهم,فإنه يقلل من وضعه داخل المجموعة.
وذكرت مجلةفوكوسأن الباحثين قاموا منذ 1972 حتي عام 2003 برصد تغيرات سلوك التدخين لدي نحو 12 ألف شخص يوجد فيما بينهم علاقات اجتماعية وثيقة.كما بينت هذه الدراسة أن عدد المدخنين في الولايات المتحدة تراجع بشكل كبير منذ أن تم تحديد مناطق عامة يحظر فيها التدخين,الأمر الذي يؤكد فرضية دراستهم أن الوضع الاجتماعي المتميز الذي يتمتع به غير المدخنين داخل محيط الأسرة والأصدقاء والمجتمع يحفز المدخنين علي الإقلاع عن التدخين والشيشة التي لاتقل خطورة عن السيجارة!
ويري الباحثون أن الدور القوي الذي يمكن أن تلعبه الروابط الاجتماعية في شفاء المرضي لم يلق حتي الآن سوي اهتمام ضئيل من الأبحاث العلمية في قطاع الصحة.من جهة أخري,حذر الباحثون من خطورة التمييز ضد المدخنين وأوضحوا أن ممارسة أي نوع من أنواع الضغوط عليهم سيؤدي إلي تأثيرات سلبية علي صحتهم وزيادة شعورهم بالضغط.