تعد المتاحف من أهم المزارات في لندن,فكل شئ قديم في لندن,له متحف ابتداء من المتحف البريطاني,إلي متحف التاريخ الطبيعي,إلي متحف ألبرت هول,إلي متحف القطارات,ومتحف التليفونات ,ومتحف الشمع,ومتحف أجهزة الراديو,وربما نجد قريبا متحف أجهزة الكمبيوتر أو الحاسب الآلي بأجياله المختلفة,إن لم يكن موجودا بالفعل,هذه المتاحف هدفها عرض المنتجات أو المكتشفات أو المخترعات ,من أول اكتشافها أو اختراعها إلي لحظة الاستغناء عنها أو تحديثها ,مع حكي قصة الشئ المعروض بكاملها,من خلال التعليق المكتوب أو المنطوق أو المرئي,وأهم مكتشفيه أو مخترعيه وصورهم.
ويعد متحف التاريخ الطبيعي متحفا متخصصا في عرض الكائنات التاريخية مثل الديناصورات بحجمها الطبيعي,والكائنات البحرية والحيوانية ومراحل تطورها وصولا إلي الإنسان الطبيعي,لذا نجد احتفالا بعلماء التطور من أمثال تشارلز دارون,ومندل وغيرهما.كما أن هناك قسما للأحجار والمعادن,وعرضا لكل أنواعها سواء كانت أحجارا كريمة أو شبه كريمة,أو عادية,أو معادن ثمينة أو خسيسة.
والجميل في هذا المتحف أن معظم الكائنات المعروضة سواء البحرية أو الحيوانية أو الحجرية أو المعدنية,لها نموذجها المصغر الذي يباع للأطفال الزائرين,إما علي شكل لعب أو دمي أو شكل ميداليات وغيرها من الأشكال المحببة للأطفال,فإذا اشتراها الطفل واحتفظ بها,فإنه لن ينسي أبدا زيارته لهذا المتحف الذي يناسب كل الأعمار.
وهناك معروضات تذكارية تباع للكبار كنماذج مصغرة لبعض المعروضات الأصلية الموجودة بالمتحف,فضلا عن الكتب المعروضة أو الاسطوانات المدمجة عن المتحف نفسه,أو عن قسم من أقسامه,بلغات مختلفة.
أما المتحف البريطاني فيختلف تماما عن متحف التاريخ,فهو يضم عددا هائلا من المعروضات الأثرية لبلدان مختلفة,وحقب متنوعة منذ فجر التاريخ وحتي الوقت الحاضر في القسم المصري يوجد حجر رشيد الذي فك رموز لغته الهيروغليفية العالم الفرنسي جان فرنسوا شامبليون الذي طبقت شهرته الآفاق بعد كشفه هذا,وهناك تمثال جالس للملك الفرعوني أمنحتب الثالث من الجرانيت الأسود,وتماثيل أخري كثيرة ,نقلها الرحالة الرياضي ولاعب السيركجيوفاني باتستا بلزوني المولود في إيطاليا في عام 1778 والمتوفي في بنين عام 1822,والذي زار مصر عام 1815 وقام برحلات نيلية عديدة.بعد ذلك تتعدد الأقسام والأدوار أو الطوابق,والمعروضات من حضارات مختلفة:الهندية والصينية والإفريقية والآشورية والبابلية واليونانية والرومانية والقبطية والمسيحية والإسلامية وغيرها.
وتميل التماثيل الفرعونية إلي الضخامة من خلال الكتلة المهيبة الواقفة أو الجالسة ,ينما الثماثيل اليونانية والرومانية تميل إلي الضخامة مع النعومة والجمال وإبراز تفاصيل الجسد وأعضائه التي تستعد إلي الحركة والانطلاق,أما التماثيل الهندية والصنية فتميل إلي الصغر والابتسام وتوزيع الحركة علي مختلف أنحاء الجسم,وكأنها ستلعب الكارتيه أو الجودو.
وتتميز قاعة مكتبة المتحف البريطاني بشكلها الدائري الكبير وكتبها الكثيرة الضخمة والمتنوعة.إن هذه الكتب في حد ذاتها جزء من التاريخ.