قال القمص مقار فوزي: المذبحة الأخيرة تمثل خطا جديدا في الفكر المتطرف واستمراره سوف يؤدي إلي كارثة وطنية يصعب السيطرة عليها وهو نتيجة طبيعية لتطورات الأحداث في السنوات الأخيرة من زيادة الفكر المتطرف والاحتقان الطائفي…
كان هناك كردون أمني مشدد علي الكنائس منذ بث تهديدات تنظيم القاعدة للأقباط في مصر ولكن لانعلم لماذا تراخت هذه الحراسات ولانعلم أين كانت وقت وقوع الانفجار واستهداف كنيسة القديسين جاء نتيجة السهولة في التنفيذ حيث تقع الكنيسة في موقع يسهل هروب الجناة منه نتيجة تعدد الشوارع المحيطة بها كما أن الإقبال علي هذه الكنيسة بشكل كبير ولذا كان استهدافها. ولكن الذي يدعونا إلي الدهشة أن شبكة المجاهدين قامت بنشر أسماء الكنائس المستهدفة علي شبكة الإنترنت ولم يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية!
أضاف نشكر الله لأنه تدخل في إنقاذ المئات لأن الكنيسة كانت ممتلئة حتي إننا كنا نصلي في كنيستين أعلي بعضهما وبعد انتهاء القداس طلبت منهم أن نصلي لحن أيها الرب إله القوات وبعد انتهاء اللحن كنا نختم الصلاة الربانية وحدث الانفجار وتطاير زجاج النوافذ بجميع أنحاء الكنيسة وتعالت صرخات النساء والأطفال وقمت بإخراج المصلين من الباب الخلفي وقام الشباب بحمل المصابين والجثث ولولا هذا التأخير الذي جاء بالتدبير الإلهي لكانت الكارثة فاجعة لذا نشكر الله علي كل حال.
أشار القمص مقار:بعض المصابين خرجوا وهناك 40 شخصا يخضعون للعلاج منهم ست حالات في حالة خطرة أما نسبة الشهداء فوصلت إلي25 شهيدا كان آخرهم دفن أربعة يوم الأحد االماضي بعد موتهم بالمستشفيات وأصعب ما يظل في ذاكرتنا القصص المأساوية في الحادث فنجد مقتل أطفال وهناك شخص يدعي فكري فقد زوجته وابنته وشقيقة زوجته وهناك من فقد ابنه الوحيد فضلا عن حالات التشوه والعاهات المستديمة لبعض المصابين الناتجة عن الحرق وبتر بعض الأعضاء!
قال القمص مقار: الله أعطانا حكمة وتفكيرا في دفن الجثث بدير مارمينا لأن الصلاة عليهم داخل الإسكندرية كانت ستؤدي إلي كارثة مثل ما حدث في تشييع جنازة الشهيد نصحي في سنة 2006, ولذا جاء التفكير بالصلاة علي الشهداء بدير مارمينا مريوط.. وتحدثنا مع قداسة البابا وتم بناء مقبرة جماعية في ذات اليوم وبالفعل كانت حكمة كبيرة من الله.
أكد القمص مقار أن التحول في سلوك الأقباط نتيجة طبيعية للكبت والظلم المتراكم خلال السنوات الماضية واستمرار تصاعد هذا السلوك لن يكون في مصلحة المواطنة رغم التأكيد دائما علي أهمية الالتزام بالسلوك المسيحي ولكن هناك بعض الشباب الذي تنقصه الخبرة ويصعد من سلوكه الغاضب ولذا نتمني وقف هذا المسلسل المتطرف الذي يتصاعد ضد الأقباط لأنه لايوجد أي إنسان يحمل في يده أكواما من اللحم البشري من أشلاتء الضحايا ويتحمل هذه البشاعة غير الإنسانية وهذا الحادث يدعو المسئولين لتصحيح الأوضاع من الدولة لمعالجة الأخطاء الجسيمة وتصحيح التعليم بتدريس مواد للأطفال تحث علي قبول الآخر وليس الكراهية كما يجب وقف الخطاب الديني الذي يحض علي الكراهية وضرورة تطبيق القانون وتفعيله بعقاب الجناة في الحوادث الطائفية فضلا عن تعزيز دور المؤسسات بنشر التوعية وإزالة كافة أشكال التمييز الديني.