نظمت القوي الوطنية بمحافظة قنا عدة تظاهرات بمدن قنا وقوص وقفط, وبدأت التظاهرات عقب صلاة الجمعة, حيث تجمع عدد من النشطاء من أحزاب الكرامة والتجمع والناصري والجبهة الوطنية وأعضاء الحركات الاحتجاجية بمدينة قنا وخرجوا بأعداد قليلة في البداية من مسجد التحرير وسط مدينة قنا مرددين هتافات تطالب برحيل الرئيس, وعند ميدان الساعة بدأ تزايد أعداد المشاركين في التظاهر حيث انضم للنشطاء المارة في الشارع وتحولت إلي مظاهرة حاشدة ردد خلالها المتظاهرون هتاف الشعب يريد إسقاط النظام وحاولت الشرطة التي تواجدت بشكل مكثف تحجيم المتظاهرين بمنطقة ميدان الساعة وشارع 23 يوليو دون جدوي.
اخترق المتظاهرون السياج الأمني واندفعوا إلي شارع الجميل ومنه إلي باقي شوارع المدينة وقاموا بتحطيم صور ولافتات الرئيس الموجودة بالشوارع, وحاول المتظاهرون رشق بعض المباني الحكومية بالحجارة فقامت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وفي مدينة قوص كانت التظاهرات أكثر حدة خاصة أن المدينة تعد معقلا لجماعة الإخوان المسلمين, فخرج الآلاف إلي الشوارع الرئيسية وقاموا برشق مقر الحزب الوطني بالطوب والحجارة وعدد من المباني الحكومية وتزايدت أعمال الشغب, وتعاملت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع, كما شهدت مدينة قفط مظاهرات مماثلة خرجت بثلاث مناطق في المدينة.
في يوم السبت خرج النشطاء بمظاهرة حاشدة بمدينة نجع حمادي من منطقة التحرير ذات المجتمع العمالي وانضم إليها الآلاف من الشوارع مرددين في البداية سلمية.. سلمية وجابت التظاهرة شوارع المدينة وقاموا بإزالة لافتات مقر الوطني بالمدينة وحاولوا الاشتباك مع الشرطة أمام مقرها جنوب المدينة ولكن تم احتواؤهم من قبل القيادات الشعبية.
اتبع المتظاهرون سياسة الكر والفر مع الشرطة في مدينة قنا. قسم عدد من الشباب أنفسهم إلي مجموعات بمناطق متفرقة من المدينة وحاولوا القيام باقتحام مقر الوطني واستراحة المحافظ وتصدت لهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع وأسفرت الاشتباكات عن احتراق بعض الأشجار وإتلاف بعض النوافير كما تحولت المظاهرات في قوص إلي أعمال شغب واسعة وخاصة بشرق المدينة.
وفي يوم الأحد الماضي سادت حالة من الذعر والفزع بين أهالي منطقة الميناء النهري غرب مدينة قنا بعد سماع إطلاق النار في سجن قنا العمومي وتمكن 50 مسجونا من الهرب وتم إبلاغ اللواء عادل مهنا مدير أمن قنا ومساعده اللواء محمد بدر المعنيين بتأمين منطقة وسط المدينة.
وقام أهالي الحميدات بمجهود كبير في ملاحقة الهاربين من السجناء ومطاردتهم في الزراعات ونجحوا في إلقاء القبض علي 45 منهم وتسليمهم للشرطة وأسفرت الاشتباكات بين الشرطة والسجناء عن وفاة 8 منهم وإصابة عدد آخر كما أصيب 10 من أفراد حرس السجن بينهم رائد والمواطنة هناء مبارك 35 سنة والتي تصادف مرورها أمام السجن وأصيبت بطلق ناري من أحد المساجين أثناء محاولته الهرب في المنطقة.
علي جانب آخر عقد اللواء عادل مهنا مدير الأمن اجتماعا مع أقطاب القبائل والعائلات في قنا للتنسيق معها في حفظ الأمن بمشاركة الشرطة خشية أن يقوم بعض المخربين والمسجلين خطر بعملية سرقة ونهب للمتاجر والممتلكات, وتم إسناد حراسة منطقة جنوب مدينة قنا لقبيلة العرب وغرب مدينة قنا لقبيلة الحميدات وشرق قنا لقبيلة الأشراف علي أن يقوم الأهالي بحماية المنشآت الخاصة والعامة بتلك المناطق. كما بدأت وحدات من القوات المسلحة في النزول إلي مدينة قنا مساء الأحد الماضي قادمة من الوحدات العسكرية بطريق قنا-سفاجا وبدأت بحراسة المنشآت الحيوية بالمدينة ومنها ديوان عام المحافظة ومقر الوطني والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي.