سؤال
هل شرط من شروط العشور أن تكون كاملة؟
الجواب:
هذا السؤال غامض أولا من جهة المبدأ ,مبدأ تقديم العشور أنها من حق الله,والذي لا يقدم العشور يكون كسارق حق الله,الله يقول أيسلب الإنسان منكم الله فقلتم بما سلبناك,قلت في العشور والتقدمة,لذلك لعنت لعنا هذه الأمة كلها,لأنكم لا تأتوا بالعشور وتسلبوني حقوقي,هاتوا العشور إلي الخزنة ليكون في بيتي طعام,هاتوا العشور وجربوني إن كنت لا أفتح لكم كوي السماء حتي تقولوا كفانا فالله يعتبر أن هذه العشور هي حق والذي لا يقدمها يكون سرق وأخذ حقا ليس من حقه ,وهذه السرقة لها عقاب وعقابها اللعنة,ولكن هناك أيضا جزاء مباركا لمن يعطي العشور ,إن الرب وعد بالبركة وأن تفيض السماوات والأرض من خيراتها لا علي هذا الإنسان وحده,وإنما علي الأمة كلها,وسيدنا له المجد عندما تكلم في هذا الموضوع قال تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الوصايا الحق والرحمة والإيمان كما ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك فأكد بذلك علي وجوب العشور وصادق عليها ,بل قال إن لم يزد بركم علي الكتبة والفريسيين فلن تدخلوا ملكوت السموات,لذلك يجب علي كل واحد فينا بأمانة وصدق يحاسب نفسه هذا الحساب,هل أنا أقدم العشور لله أم لا؟ فالصلاة وحدها لا تكفي والصوم وحده لا يكفي,وكل الفضائل الأخري لا تكفي ,لأن هنا يوجد نص واحد وصريح,أن هذا حق من حقوق الله والمقصر في هذا الحق سالب وسارق وطبعا لا سارقون يرثون ملكوت السماوات هذا فضلا عن أن في الأرض لعنة لمن يسرق ,وفي العالم الآخر ليس هناك قبول,ياليت أولادنا نربيهم ونعلمهم هذا الكلام,فعندما يكبرون لا يكون صعبا عليهم أن يحترموا مبدأ العشور ,والحمد لله أنا أري في بعض البلاد من شبابنا الذي تربي في الكنيسة,أنهم عندما يعملون يكونون حريصين تماما علي أنهم يقدمون العشور,ويفزع ويخاف الفرد أن تتأخر العشور عنده والذي لا يعرف أن يتصرف في العشور حسنا يذهب لأحد الكهنة يكون مطمئنا إليه ويسأله كيف يتصرف في العشور ,والمفروض أن العشور تذهب إلي ثلاثة أبواب أساسية ,أولا الكنيسة المحلية التي تصلي فيها فلابد أن يكون هناك نصيب من هذه العشور للكنيسة المحلية,,وأنا بهذه المناسبة الحقيقية أحب أن أقول لكم إني قدمت مشروعا بالنسبة للكرازة كلها,أن يكون في كل كنيسة مجلس ,مجلس وليس لجنة ,المسألة ليست مسألة ألفاظ نغير كلمة لجنة إلي مجلس, لا المفهوم من كلمة مجلس أن يكون مجلس يتصل بالحياة الروحية في الكنيسة ليس من الناحية المالية فقط,بل كل أنواع الأنشطة الاجتماعية والروحية والاقتصادية والمادية والعمرانية ,وكل ما يتصل بالخدمة روحيا واجتماعيا واقتصاديا وماديا ,يكون في هذا المجلس الكاهن أو الكهنة الموجودون في الكنيسة أساسا,لا يكون المجلس علمانيا فقط لابد أن يكون رجال الكهنوت في مقدمة هذا المجلس,لا أقدر أن أتصور أبدا أن الكنيسة يديرها علمانيون والكاهن يكون عمله أنه يصلي وهو لا يدري بالأمور التي تجري,لابد أن يكون الكاهن هو المسئول الأول والمتصدر الأول عن كيان الكنيسة الروحية التي يصلي فيها,ولو كان هناك أكثر من كاهن يكونون أعضاء في هذا المجلس,مضافا إليهم مجموعة مختارة بالاقتراع السري من الشعب في جمعية عمومية.وهذه الجمعية العمومية تكون من أعضاء الكنيسة الذين يشترط فيهم أولا: أن يكونوا من أبناء الكنيسة المواظبين علي الحضور في القداسات والاجتماعات.
ثانيا أن يكونوا مواظبين علي التناول من الأسرار المقدسة والاعتراف,ثالثا أن يمونوا مواظبين علي تقديم العشور,ومن هؤلاء يختار المجلس من سبعة أشخاص أو أكثر من ذلك ,وممكن أن يتغيروا كل عام حتي يتقدم المجلس من أحسن إلي أحسن ويكون هناك فرص لإظهار المواهب الجديدة التي تظهر من بين الشعب ,كما يكون هناك تكافؤ للفرص بين الشباب,ومن مجموع المجالس الكنسية يختار أعضاء المجلس الملي ,حتي يكون أعضاؤه من صميم الناس التي تحضر اجتماعات الكنيسة وقداساتها ومواظبين علي الأسرار المقدسة وأيضا يقدمون العشور للكنيسة,ويكون هذا المجلس المسئول عن اختيار كاهن للكنيسة أو في حالة احتياج أسقف للمطرانية تكون هذه المجالس مشتركة في التحدث والبحث عن الإنسان المناسب لرياسة هذه المطرانية بعد نياحة أسقفها وأيضا تدخل هذه المجالس مجتمعة كجمعية عمومية للكنيسة في اختيار البطريرك في حالة خلو الكرسي البطريركي.
والعشور مسألة أساسية للمسيحي ,وأنا دائما أنصح أولادنا الكهنة,كما أن الكاهن يسأل الشخص في سر الاعتراف عن الصلاة والصوم يجب أن يسألهم عن سداد العشور بل ليكن هو السؤال الأساسي لأن هذا حق الله.
قلنا إن الجزء الأول من العشور يقدم للكنيسة المحلية والجزء الآخر يعطي للمطرانية,لأن هذه المطرانية عليها نفقات وأكلاف وكثير من الأعمال تحتاج إلي أموال لتحقيق الأهداف المرجوة منها,وهناك أمور كثيرة علي المطرانية سدادها,ولأن الرئاسة الدينية هي المسئولة عن الإنفاق علي الفقراء والمحتاجين وهناك كثير من المحتاجين يلجأون إلي أبوة الأسقف,قد لا يستطيعون أن يلجأوا إلي علمانيين ,فهناك كثير من الالتزامات المطلوبة من الكنائس والمطرانيات ,كمرتبات للخدام في الكنيسة من كهنة وشمامسة ومرتلين كذلك هناك الخدمة في القري ولها نفقات.
والجزء الثالث يقدم إلي الكنيسة العامة وأقصد البطريركية لأنها الأم وأمامها مشروعات أوسع من المشروعات الموجودة بالمطرانية,وهي التي تصرف علي المعاهد العلمية والبعثات والمشروعات العامة والخدمة في القري والمدن وبلاد أفريقيا وغيرها من بلاد الكرازة المرقسية ولا تستطيع البطريركية أن تقوم بالأعباء الموكلة عليها ما لم يكن لها نصيب من العشور.
أما الأقرباء المحتاجون إلي المعونة والمساعدة ,إذا لم يمكن أن تكون مساعدتهم من خارج قيمة العشور ,وكان هناك ضرورة ودخل الإنسان محدودا بحيث لا يسمح له بأكثر من العشور فلتدخل المساعدات العائلية في نطاق العشور كما يقول الرسول:
من لا يعتني بخاصته ولاسيما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وصار شرا من غير المؤمن وكما قال سيدنا له المجد قد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم فإن الله أوصي قائلا أكرم أباك وأمك لكي تطول أيام حياتكم علي الأرض وأما أنتم تقولون قربانا هو الذي تنتفع به مني ومعني هذا أن بعض الناس يعتذر لتقصيره في واجبه نحو أبيه وأمه وهو الواجب المقدس وأول وصية بوعد لأنه يعطي الكنيسة.