علي الرغم من إعلان وزير الصحة د.حاتم الجبلي أن الدولة اتخذت جميع الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس إنفلونزا H1N1 – المعروف إعلاميا باسم إنفلونزا الخنازير- وتوفير جرعات من المصل الواقي من المرض تكفي لعلاج 5 ملايين مواطن, إلا أن ما نشرته جريدة الأهرام في عددها الصادر أول أمس الجمعة حول وجود آثار جانبية خطيرة للمصل أثار قلقا بالغا.
وأكد الخبر المنشور أن المصل يمكن أن يهدد من يتعاطاه بالإصابة بمرض السرطان, وأورد الخبر أن دراسة منشورة في مجلة ##بيت## العلمية الألمانية أكدت أن هناك مخاطر كثيرة مرتبطة بالمصل المخصص لعلاج فيروس H1N1 نظرا لأن المحلول المغذي للقاح يحوي خلايا مسرطنة من الحيوانات, ويخشي من أن حقن الخلايا باللقاح قد يزيد من فرص الإصابة بالسرطان.
تحدثنا إلي الدكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي,فأكد لـ ##وطني## أن المصل الواقي من مرض إنفلونزا الخنازير والذي ستستقدمه مصر قبل موسم الحج, يعد من أنواع الطعوم المعترف بها من منظمة الصحة العالمية, وتم عمل تجارب عليه من قبل خارج مصر وأثبت فاعليته وعدم وجود آثار جانبية له تضر بالصحة العامة.
أضاف الدكتور عمرو قنديل أن وزارة الصحة لا تقوم باستيراد أي طعوم إلا التي تم تجريبها بالفعل سواء بالنسبة لأمصال الإنفلونزا أو أي أمصال أخري, فهذه هي القاعدة الأساسية لاستيراد الطعوم , أما بالنسبة للتحذيرات التي يطلقها بعض العلماء وخبراء الصحة في العالم من بعض الأمصال المضادة لفيروس H1N1 فتتعلق بالطعوم التي لم يتم تجريبها بعد.
كان الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة قد أعلن خلال حوار في برنامج ##البيت بيتك## مساء الخميس الماضي أن الوزارة ستكون حذرة عند استقدام الأمصال الخاصة بالفيروس خاصة في ظل وجود تلاعب محتمل من قبل الشركات العالمية المنتجة للمصل, وأكد أن الحكومة سوف تحتكر مصل إنفلونزا الخنازير لفترة في البداية, للتأكد من آثاره الجانبية, وستكون الأولوية في إعطائه للعاملين في الحياة العامة مثل الأطباء والممرضات والمدرسين وسائقي الأتوبيسات,كما ستواصل الحكومة احتكار عقار التاميفلو للسيطرة علي محاولات الغش المحتملة.
وألمح الوزير إلي احتمال إلغاء سفر المصريين الراغبين في الحج هذا العام في حالة وجود ضرورة لذلك, وقال إنه مسئول دستوريا عن 80 مليون مواطن ولن يسمح لــ## 80 ألفا بأن يؤذوا الـ80 مليونا##, ورفض الجبلي المطالبة بإلغاء حفلات السينما ومباريات كرة القدم, والحفلات العامة, ووسائل المواصلات, مشيرا إلي أن مدة التقاء الأشخاص في هذه الفعاليات تكون محدودة, بينما في أتوبيسات العمرة, أو في الفصول الدراسية فإن مدة الالتقاء تكون أطول وبالتالي الخطورة أفدح, وأكد الوزير أن مشكلة إنفلونزا الخنازير ليست في المرض نفسه, ولكن في الخلل الاقتصادي والاجتماعي الناتج عن هلع المواطنين وخوفهم من الذهاب لأماكن عملهم مما سيترتب عليه خلل اقتصادي بالغ.
وأشار إلي أن الخطر الذي قد ينتظر المدارس أكبر بكثير من قضية الحج, موضحا أن الانتشار لن يكون كبيرا حاليا,مؤكدا وجود تعليمات واضحة جدا ومؤكدة للمدارس منها وجود مياه لغسل الأيدي, وإعطاء إجازة أسبوعين لتلاميذ الفصل إذا ظهرت بينهم حالة ارتفاع في درجات الحرارة, وإجازة للمدرسة كلها إذا ظهرت أكثر من حالة.
وأوضح د.الجبلي أن المضاعفات التي ظهرت في دول الجنوب حيث بدأ الشتاء هناك تعتبر مؤشرا لما يمكن أن يحدث عندما يقبل الشتاء في دول الشمال ومنها مصر في أواخر نوفمبر….لذلك يجب حذر وليس الهلع.