أطرف ما نشر بعد الانتخابات هو تعليقات بعض مرشحي الحزب الوطني الذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح. أتفهم مرارة مرشحي أحزاب المعارضة التي يشعرون بها بعد فائض التوقعات الذي اشتعل في الشهور الأخيرة بأن مقاعد الإخوان المسلمين في المجلس السابق الثمانية والثمانين سوف توزع عليهم وهو ما لم يحدث. ولكن أن يتحدث أعضاء مخضرمون في الحزب الوطني عن تزوير حدث ضدهم في الانتخابات, وغضبهم, ورغبتهم في الثأر, وفضح الأسرار, فهذا أمر طريف لا يخلو من تعجب!
قرأت منذ أيام تصريحات حماسية للدكتور حمدي السيد الذي لم يفز في دائرة النزهة الجديدة والمرج, وتحدث عن تزوير فاضح مورس ضده سوف يكشفه للرأي العام, تخيلت أنني أستمع لمرشح من الإخوان المسلمين, أو حزب الوفد, أو حزب التجمع, لكني لم أكن أتوقع أن يجري حديث مثل هذا علي لسان عضو مخضرم في الحزب الوطني, دخل البرلمان منذ عام 1979م, وظل به إلي الآن. وهل يقنعني الدكتور حمدي السيد أن الثلاثة عقود الماضية التي شهدت سبعة انتخابات برلمانية, بخلاف الأخيرة, كانت النزاهة الانتخابية فيها مضرب الأمثال, ولم تحدث انتهاكات فيها. هل نصمت, وقد نبرر حين تكون الانتهاكات لصالحنا, ونرفض ونحتج ونتوعد حين تكون الأمور عكس مصالحنا؟
وإذا كنا نتحدث عن الدكتور حمدي السيد النائب في البرلمان, فلا يمكن أن نغفل دوره الأبرز بوصفه نقيبا للأطباء, والذي في عهده جرت أكبر عملية ##أسلمة## لهذه النقابة المهنية العريقة. وكان ولا يزال خيار الإخوان المسلمين الدائم, فهم يرشحون لكل مواقع مجلس النقابة باستثناء منصب النقيب المتروك له حتي يكون حلقة الوصل بينهم وبين الحكومة. الحديث عن نقابة الأطباء يثير شجونا كثيرة من تغيير قسم النقابة ليصبح قسما إسلاميا, ومحاولة تمرير تعديلات قانونية ولائحية علي مزاج التيار الإسلامي, وانتهاء بلجان الإغاثة, وما جري بشأنها من روايات. ما قول نقيب الأطباء والنائب السابق بمجلس الشعب في ذلك؟