سألني أحد الشباب ماذا يجب أن يفعل الأقباط في ظل التطورات السياسية العاصفة التي تمر بها مصر منذ 25 يناير الماضي؟ ثم سمعت من الدكتور عصام العريان- القيادي في الإخوان المسلمين- تعليقا علي مقال قرأه يقول إن البعض لا يزال يردد كلاما قديما عن الإسلاميين لا يأخذ في اعتباره التحولات الجديدة؟
أولا: الأقباط ليسوا في عزلة عن المجتمع المصري. لا هم شريحة منفصلة عن شرائحه, وليسوا كتلة مغلقة صماء. شاركوا في ثورة الشباب, وخرجوا إلي الشارع, وصلوا في ميدان التحرير. إذن هم ليسوا مختلفين. ولا أحد يلوم أي شخص مصري إذا كانت لديه هواجس تجاه التيار الإسلامي الذي بات يعبر عن نفسه بحرية بعد رحيل النظام السابق, ولكن علاج ذلك لن يكون بترديد الهواجس, وإعادة إنتاج الكلام المكرر والمعتاد, ولكن الحل هو المشاركة الجادة, والنقاش علي أرض الواقع, وتفنيد الآراء.
في السابق كان هناك جهاز أمني قابض, وحزب محتكر للسياسة يزور الانتخابات, وأحزاب هامشية ضعيفة. الآن هناك تحولات تشير بأن انتخابات رئاسية وبرلمانية علي الأبواب, والعبرة بالمشاركة. إذا كان الأقباط, أو غيرهم من مكونات المجتمع المصري يريدون أن يكونوا طرفا فاعلا في صناعة المستقبل فعليهم أن يبحثوا عن أحزاب, حالية أو سوف تنشأ قريبا للمشاركة فيها, الكل يعبر عن قناعاته دون الاكتفاء بترديد الهواجس, والشكاوي, التي لم تعد تنفع أحدا, لأنه لم يوجد من يستمع إليها.
المهم أن نعترف أن النظام تغير, ولن يعود من مرقده, والعبرة بالمشاركة, وصندوق الانتخاب, والقدرة لي التعبير عن الذات.