أشارت تقارير رسمية سودانية إلي أن نسبة التصويت في الاستفتاء المصيري الذي تشهده مناطق جنوب البلاد علي مدار أسبوع تجاوزت 60 في المائة, وهي النسبة القانونية المطلوبة لاعتماد نتيجة الاستفتاء الذي قد يؤدي إلي انفصال المناطق الجنوبية, مما يعطي مؤشرا إيجابيا لانتهاء عملية الاستفتاء خلال الجولة الأولي.
وأعلنت سعاد إبراهيم عيسي, عضو مفوضية استفتاء جنوب السودان والناطقة الرسمية باسمها أن نسبة الاقتراع التي بدأت في التاسع من يناير الجاري وتنتهي في الخامس عشر منه بلغت حتي الآن41 % بالشمال وأكثر من 60 % بالجنوب, و81 % بدول المهجر.
وأعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان جدولها الزمني لتجميع وإعلان النتائج وحددت فيه أن إعلان النتائج الأولية تقرر أن يكون في الثاني من فبراير , علي أن يكون الخامس من فبراير آخر موعد لتقديم الطعون.
وأكد خبراء, في تقرير لوكالة الأنباء السودانية, أن النسبة التي تحققت في الاقتراع والتي تجاوزت 60 % جاءت بفضل تعاون الأطراف المعنيين بالاستفتاء.
وفي حال صحت الأرقام الصادرة عن مفوضية استفتاء جنوب السودان, فسيكون قرابة 2.4 مليون شخص قد أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء.
عمر حسن البشير رئيس السودان أكد عدة مرات التزام الحكومة باستكمال مرحلة الاستفتاء لجنوب السودان والالتزام بما تسفر عنه من نتائج إذا جاء الاستفتاء حرا ونزيها وشفافا. كما أكد مواصلة الحوار مع من وصفهم بـ##الإخوة في الجنوب## لحل كل القضايا المعلقة.
ويجري الاستفتاء بموجب ما يعرف بـ##اتفاق السلام الشامل##, وهي اتفاقية عام 2005 التي أنهيت بموجبها 22 عاما من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب, راح ضحيتها قرابة مليون شخص. ولعبت الدول الغربية دورا رئيسيا في الوساطة في اتفاق سلام, كما فعلت عدة دول في شرق أفريقيا.
وأشاد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بسير عملية الاستفتاء وقالت مفوضية استفتاء جنوب السودان إن الإقبال الكبير علي التصويت يعني أن النتيجة ستكون ملزمة.
وأضاف ##من الواضح أنه مازال أمامنا يومان لكنني لا أعتقد أن هناك أي شك في أن النتائج ستقبل دون اعتراضات خطيرة.##
وقال كارتر إنه يعتقد أن الدائنين الدوليين يجب أن يشطبوا معظم إن لم يكن كل الديون التي تعوق منح فرص تلقي أموال جديدة بعد الاستفتاء لشمال وجنوب السودان.
وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي قالت فيه قبائل المسيرية والدنكا أنهما توصلتا إلي سلسلة من الاتفاقات بعد أن اندلعت بينهما اشتباكات علي الحدود بين الشمال والجنوب.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت بسبب الخلاف بشأن الموقف غير المحسوم لإقليم أبيي المنتج للنفط بوسط السودان الذي تطالب به قبيلتا المسيرية ودنكا المرتبطتين بالجنوب, وقتل 46 شخصا وفقا لتقارير صادرة عن الجانبين.
وشهدت جوبا عاصمة الجنوب هدوءا بعد المظاهر الاحتفالية التي استقبلت بها بدء الاستفتاء. وبدا الجنوبيون راضين بهدوء عن عملية الاستفتاء.
من ناحية أخري, اشتبك طلبة مع الشرطة في مدينتين بشمال السودان في احتجاجات شعبية نادرة علي ارتفاع الأسعار والتي أشعلتها أزمة اقتصادية تفاقمت نتيجة مخاوف من الأثر الاقتصادي لانفصال الجنوب.
وصرح مسئول في منظمة الهجرة الدولية بأن أكثر من 600 من الجنوبيين عالقون في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان التي تحيط بأبيي بعدما هاجم مسلحون قافلتهم .