قال الملاك غبريال للسيدة العذراءالروح القدس يحل عليك لهذا وعيت القديسة العذراء أم القدوس لأن المخلص أخذ جسدا طاهرا من هذه الطاهرة وجسد قدوس مولود منها هذه القديسة التي تقدست بفعل وعمل الروح القدس لذلك نقول أنها معجزة الميلاد عن عذراء ومعجزة تنازل الإله لكي يلبس جسدا ويكون شبيها لنا في كل شئ ما عدا الخطية وحدها.ولا يعني التطهير من الخطايا والتقديس بحلول الروح القدس أن نضع العذراء في منزلة الإلوهية فهي التي قالت عن نفسها أنا أمة الرب وفي نفس الوقت قالت فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.ولكن ما الذي أخذه أقنوم الكلمة من العذراء؟ أخذ جسد الذي كونه الروح القدس في بطن العذراء واتحد به وصار ابن الله وأخذ الطبيعية البشرية وحمل كل الصفات الإنسانية من العذراء وصار ابن الإنسان غير المنظور صار منظورا وإذ كنا رأينا ميلاد السيد المسيح في بيت لحم وموته ودفنه في القبر فكل إنسان نقيس حياته بإبتداء وختام فالولادة هي البداية والوفاة هي الختام وإن كان قد حدث هذا مع السيد المسيح فهو ابن الإنسان, أما أقنوم الكلمة الذي لا يموت فالقبر لم يكن قادرا أن يكون ختاما لحياته وأيضا لأنه لم يولد كما يولد سائر البشر فإننا لا نستطيع أن نجعل ميلاده بداءة أيامه إنما يرجع ذلك إلي ما هو أبعد من ذلك بكثير إلي البدء البعيد قبل الأزل وفي البدء كان الكلمة.فالميلاد من العذراء كان تعبيرا دقيقا عن إلوهيه السيد المسيح بطريقة عجيبة ولم يكن حلوله في بطن العذراء وولادته منها إلا حلقة من الحلقات التي تصل بين أزليته وأبديته.