د.جابر عصفور :
د.حامد أبو أحمد :
الرواية شهدت خلال النصف الثانى من القرن نقلات مهمة ومؤثرة
إعتدال عثمان :
” الروايه العربية … الى أين ؟ ” تحت هذا العنوان عقد ملتقى القاهره الدولى الخامس لإبداع الروائى العربى بالمجلس الأعلى للثقافه فى أواخر الشهر الماضي.
وقد دارت محاوره حول :
– بعض آفاق التجريب الروائى
– الروايه العربية ورهانات المستقبل
– أثر ألف ليلة وليلة فى السرد المصرى المعاصر
– الآخر فى الرواية العربية المعاصرة
– الرواية ومشكلات النشر
– مستقبل الروايه العربيه فى اللغه الألمانيه
– الروايه وثقافه الصوره
– المخيال الروائى وفلسطين
– الكتابه الروائيه وثقافه العولمه
– الروايه المعاصره وأزمنه ما بعد الحداثه
– يوتوبيا المستقبل فى روايه الخيال العلمى
– مستقبل الروايه العربيه من الراهن الى المستقبل
شارك فى الملتقى باحثون وباحثات من مصر والدول العربيه بالإضافه الى مستعربين من الولايات المتحده وايطاليا
جديد بالذكر ان هذا الملتقى عقد كبدايه للإحتفال بمئويه الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ , كما خصص محوراً أساسياً للإحتفال بالأديب الجزائرى الكبير ” الطاهر وطار ”
* * *
سؤال المستقبل :
فرض سؤال المستقبل وجوداً واضحاً على الجلسات العلميه للمؤتمر والمناقشات الساخنه , وقد بدأ هذا منذ البدايه عندما أوضح الدكتور جابر عصفور رئيس المركز القومى للترجمه فى كلمته الإفتتاحيه : ” فى العالم الذى إنقلب رأساً على عقب , نود أن نعرف ما حل بالروايه , وما الذى يمكن ان يتأثر بة هذا الفن فى زمن الإنقلابات , بعد أن إشتدت النزاعات العرقيه , وتعدد الجنسيات , ورأينا الكاتب الثنائى والثلاثى اللغه , هل نقول أن الأصل فى الروايه اللغه ؟ ام علينا مراجعه المعايير الجديده التى طرحها لنا عصر العولمه , ماذا سنفعل مع أنماط الروايه الجديده التى ستنتشر , لم تعد هناك روايه ورقيه إلا فى حالات معروفه , فالروايه الآن ” أون لاين ” , أصبحنا نرى نشراً جماعياً لمؤلفين يجتمهون ويكتبون على الإنترنت , هذا الزمن الجديد الذى ندخله تبخر فيه كل شئ صلب , لذا علينا أن نبحث حول ما سيكون عليه حال الروايه فى المستقبل
وقد قدم الروائى جمال الغيطانى عند إدارته لإحدى الجلسات بعنوان ” روايه المستقبل ” رصداً لحاله الفوضى فى المشهد الروائى , فقال : الروايه استبيحت وفقدت معاييرها الفنيه المتعارف عليها , وأصبح من السهل أن يطلق كاتب كلمه ” روايه ” على نص لا ينسب فى الأساس لإبداع الروايه .. وأضاف : أرى أن هناك فوضى ثقافيه إبداعيه تشبه حاله الفوضى والإضطراب التى تعيشها الشعوب عندما تنتقل من مرحله الى أخرى , وهذه المرحله لا توجد لها ملامح او ضوابط تحددها … ”
التجريب الروائى فى العالم الآن :
قرر الدكتور حامد أبو أحمد أن الروايه قد شهدت خلال النصف الثانى من القرن نقلات مهمه ومؤثره , لافى أوربا فقط , وإنما فى بلاد أخرى كثيره , فى أمريكا اللاتينيه والأدب التركى والأدب الفارسى والأدب اليابانى , وفى أمريكا الشماليه لدرجه إنه صار من الصعب جداً ملاحقه ما يكتب فى كل مكان , ولاشك أن عدداً كبيراً من الكتاب كلن لهم بصمات واضحه وتأثير واضح , ونذكر من بينهم – والكلام للدكتور – حامد أبو أحمد – الكاتب الأرجنتينى ” خوليو كورتاثار ” , والكاتب البيروتى ” ماريو بارجاس يوسا ” الحاصل على جائزه نوبل لعام 2010 , وحركه البوم او الإنفجار ” BOOM ” بعامه فى أمريكا اللاتينيه وعددهم كبير جداً , والبرتغالى ” خوسيه ساراماحو ” ( و الذى حصل على نوبل فى الأدب عام 1997 ) , والتركى ” أورهان ياموق ” ( نوبل فى الأدب 2006 ) فضلاً عن الروايه فى أسبانيا وفرنسا وانجلترا وايطاليا والبلاد الاخرى
ومما لاشك فية ان من يقرأ بعض الاعمال لكل كاتب من هؤلاء سوف يلاحظ أن الكتاب استخدموا تقنيات جديده لم تكن مألوفة قبل , ومن ذلك : تقنية الكتابه بوصفها لعبه
وقد توقف الدكتور حامد أبو أحمد عن ” خوليو كورتاثار ” وكتابه المعنون ” قصص عن الكرونوبيوس و الشهره ” كنموذج عن مفهوم الكاتب عن اللعب فى الكتابه , والنموذج الثانى لهذا المفهوم هو روايه ” لعبه الحجله ” لنفس الكاتب , وطالب الدكتور حامد أبو أحمد كتابنا بقراءه هذه الاعمال الجديده والتوقف عندها كثيراً حتى لا نتخلف عن قطار الإبداع الروائى الذى ينطلق بسرعه فائقه كأنو القطار المسمى حالياً بالطائر والذى يقطع مسافه ستمئه كيلو متر فى ساعه ونصف الساعه , فالعالم يتقدم فى جميع المجالات وعلينا أن نلحق بالركب
* * *
فلسطين فى المخيال الروائى … قراءه فى روايات حديثه :
قدمت الأديبه والناقده إعتدال عثمان قراءه إستطلاعيه لخمس روايات صدرت خلال السنوات القليله الماضيه عن فلسطين من خلال توظيف مفهوم المخيال لإستكشاف إنعكاس مؤثرات تاريخيه وإجتماعيه ونفسيه فى تشكيل الخطاب الروائى من حيث الرؤى المركزيه فى النصوص المدروسه , وتآلقها او تقاطعها فى البنى السرديه للروايات , و ادوات التقنيه الروائيه المستخدمه فيها . وتركز الدراسه على الروايات التاليه :
( 1 ) ” الطنطوريه ” لرضوى عاشور – 2010
( 2 ) ” حبى الأول ” لسحر خليفة – 2010
( 3 ) الملهاه الفلسطينية : زمن الخيول البيضاء لابراهيم نصر الله – الطبعه الأولى 2007 والثانيه 2008
( 4 ) ” حليب التين ” لساميه عيسى – 2010
( 5 ) سوناتا لأشباح القدس – لواسينى الاعرج – 2009
إن الروايات التى تعنى بها هذه القراءه تحليل الى التاريخ المسجل كبنيه فاعله وموجهه بشكل مباشر وغير مباشر فى المسارات التى تتخدها النصوص الروائيه , بينما يحرص الروائيون على تنبه القارئ الى التفرقه بين التاريخى والواقعى والمتخيل , فالاماكن التى تجرى فيها الأحداث الروائيه حقيقيه موجوده على الخريطه , كما ان الواقائع التاريخيه التى تحيل إليها النصوص هى وثائق منشورة او شهادات شفويه لشخصيات حقيقه عاصرت الاحداث , اما الشخصيات الروائيه بمسارات حياتها ومصائرها فهى من صنع الخيال
ولعل اكثر ما يحفز الخيال الروائى لكتابه روايه تاريخيه عن فلسطين هو تزامنها مع ذكرى مرور ” 60 ” عاماً على احتلال فلسطين , على نحو ما يظهر بصورة صريحه او مضمره فى النصوص الروائيه الخمسة أو يظل كامناً فى اللاشعور , بوصفه أحد العوامل المحركه للمخيال الروائى , لكى يعيد انتاج تاريخ النكبه بجماليات فنيه عاليه وبتنويعات مدهشة فى الروايات الخمس.
==
س.س
21 يناير 2011