جاء حصول الاديب المصرى العالمى نجيب محفوظ على جائزة نوبل عام 1988 بتحول كبير فى نظرة العالم الى الابداع الروائى العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص، حيث دخلت الرواية المصرية مسارا جديدا وأصبح لها مكان فى التراجم والاداب العالمية, ويأتى صالون الثلاثاء الثقافى بالهيئة المصرية العامة للكتاب ليفرد ندوة خاصة موسعة عن الكتاب الدوري : ” الرواية .. قضايا وآفاق ” والذى يصدر أيضا عن هيئة الكتاب .
قام بالمناقشة الناقد عبد الرحمن أبو عوف رئيس التحرير، والدكتورة ثناء انس الوجود، والدكتور حسين حمودة، والدكتورة رشا اسماعيل، والدكتور وائل غالى شكري، وأدار النقاش الأديب يوسف القعيد
كتاب حافل بقضايا الرواية
في البداية قال يوسف القعيد إن هذا الكتاب الدورى جاء نتيجة لحصول كاتبنا الكبير نجيب محفوظ على جائزة نوبل فى الآداب وتحولات النظرة الإبداعية فى الثقافة الغربية إلى النص الروائى العربى وتعتبر الرواية فى عصرنا هذا إحدى أهم الوسائل التى يمكن من خلالها أن نقرأ تفاصيل المجتمع وهمومه وقال أبو عوف إن السوق المصري والعربي كان في شغف كبير لمطبوعة تهتم بالرواية العربية وقضاياها ورصد لما هو جديد فى فن الرواية العربية وبالتالى كان لهيئة الكتاب السبق فى إصدار كتاب دورى متخصص حافل بقضايا وآفاق الرواية العربية.
وأضاف القعيد أن الرواية بهذا الشكل مطبوعة مهمة تسد فراغا مهما فى الثقافة المصرية باعتبار أن أهم انتاج أدبى موجود هو الرواية ومصر بها انفجار روائى مهم، وبالتالى مطلوب أن يكون هناك مطبوعة تعنى بالكتابة الروائية والروائيين المصريين والعرب وانحاء العالم كله .
مدارس متعددة
وطرحت د.ثناء انس الوجود بعض التساؤلات حول إصدار هذه الدورية فلماذا أطلق عليها كتاب دورى ولماذا لم تسمى مجلة وأن الكتاب له مواصفات خاصة وإشكاليات معينة والرواية معناها استثناء من السرديات إلى حالة الكتابات المتخصصة والقضايا والآفاق، وهى تعنى الرؤية البانورامية للملفات مثل ملف خاص بنجيب محفوظ وملف خاص بنوبل وهذا ليس انتقادا لحالة المجلة؛ لأنها تعتبر فى المراحل التجريبية حتى الآن ولكن هذه المسألة محتاجة لإعادة نظر ومع ذلك فان هذه المجلة جنبت المثقفين كثيرا من مصطلحات الحداثة الأجنبية والفوضى الكبيرة فى تعريب هذه المصطلحات أيضا أن هذه الدورية جاءت بوجهات نظر مختلفة من مدارس نقدية متعددة وطريقة المعالجة المختلفة للنص مابين تاريخية ونقدية وإبداعات وأيضا المجلة نجحت فى استقطاب من يكتبون فى نقد الأعمال الأوربية والغربية والعربية وغيرها .
الرواية والاداب العالمية
وذهبت د.رشا إسماعيل إلى أن مجلة الرواية كوليد جديد من أهم المطبوعات المهتمة بما يريده القارئ من احتياجات ،وتسلط الضوء على القضايا والآفاق الخاصة بالأدب العربي وقد تطورت فى الأعداد الثلاثة التى صدرت فى صمت تطورا كبيرا وأتمنى أن تصل إلى قامة كبيرة فى ذلك وأرجو عمل صفحة الكترونية للمجلة حتى يتسنى للكثير تتبع ماتقدمه في. أنحاء العالم كله وأنا كمهتمة بالآداب الاسبانية أقول انه فى غضون الخمس سنوات القادمة لابد لنا من طرق كل ماهو متعلق بالأدباء الأسبان ومن يكتب باللغة الاسبانية والبرتغالية لان هناك فى الغرب وكندا وأمريكا اللاتينية من ينتظر منا مطبوعة تتكلم عنهم.
افاق متنوعة
د.حسين حمودة ذكر أن هناك مجموعة كبيرة من التساؤلات عن هذه المطبوعة الدورية خاصة بفكرة الابواب الثابتة والملفات وبخطاب المجلة اى الدائرة التى تتحرك فيها ومدى تخصصها وقدرتها على مخاطبة القارئ العام والمتخصص على حدا سواء وان كل عدد صدر منها له سمة تخصه ثم هناك تساؤل عن مدى تمثيل التجارب الإبداعية في الواقع المصري العربي وأهميته وكيفية طرح هذه القضية في هذه ا لمجلة ومدى تشابكه مع التراث الروائي والموروث السردىالموجود على الساحة وفى الحديث عن هذه الدورية استطيع القول أن هذه المجلة أعطت إجابات مطمئنة على الكثير من هذه التساؤلات.بداية من عنوان هذه الدورية ” قضايا وآفاق ” فهي تسمح للقارئ باستطلاع رؤية القضايا العربية واستيعاب صلتها مع الملفات الأدبية الأخرى وهناك التناولات النقدية والحوارات والشهادات في تاريخ الإبداع الروائي ومن ضمن القضايا التى طرحتها هذه الدورية انتشار فن الرواية واتصالها بزمن الرواية والرواية في ديوان العرب وخطورة مايلعبه هذا النوع من الكتابات في تأثيره في الوسط الادبى . ولقد استطاعت الرواية العربية أن تصل إلى أبعاد كبيرة
وخارج كل الثناء والاحتفاء ـ والكلام مازال للدكتور حسين حموده ـ أومأت ” الرواية ” إلى التركيز على نوع واحد له حضور لافت يسمح بافاق متنوعة للتناول وباثارة مشكلات وقضايا تتصل بتجارب مبدعات ومبدعين فى الادب العربى والاداب الانسانية الاخرى ، وقد انبنى تناول المجله من استيعاب دائرة صلتها بهذا الفن وانفتحت على موضوعات متعددة كما اشرنا منذ قليل -مع عدم توقفها عند تاريخ معين للفن الورائى بل جعلت اهتمامها للفن الراهن .
ونستطيع أن نصل إلى نتيجة مهمة مفادها: وهى قدرة الرواية على الاحساس بما يسمى ” نبض الشارع المصرى وهمومه، أيضا احتفلت بالاديب التركى ” اورهان باموق ” والروسى ديستويفسكى ، وفتحت مسارات متنوعة للأرجنتين والصين وألمانيا ، قدمت ايضا ملفا عن جمال الغيطانى ، وهكذا فان العدد الاول تحرك بجانب الحركة الافقية التى ربما تتسع باتساع الارض حركة راسية ، حيث وصلت المجلة بين التجريب والتراث ، ثم انتهت الى رقمنة الادب .
تضمنت المجلة ايضا ببليوجرافيا الرواية ( 1859 _ 1914 ) ، اى حتى صدور رواية ” زينب ” لهيكل والتى عدت خطأ من وجهة نظرى ـ والكلام للدكتور حسين حموده – بداية للرواية العربية ، واتفق معى فى هذا الرأى يوسف القعيد
( واصلت المجلة رسالتها فى اعدادها التالية : ازدحمت بملفات مهمة بالحاصلين على جائزة نوبل فى الادب ، وجائزه البوكر البريطانية ، فالاسماء فى تاريخ الرواية الانسانية ، التمثيل الثقافى ، فن الرواية وعلم التاريخ ، الرواية والتلفزيون ، الرواية والسينما ، وقد قدم العدد الثانى ببليوجرافيا الرواية ايضا ( 1914 وحتى 1938 )
وجاء العدد الثالث متضمنا ملفات عن نجيب محفوظ ، جان مارى ، جوستاف لوكليزيو الحائز على جائزة نوبل عام 2008 ، والروائى السودانى الكبير الطيب صالح ، اما العدد الرابع نجد ايضا استمرارا للملفات المتخصصة فنقرأ عن الدكتور يوسف ادريس ،محمد البساطى ، يوسف القعيد ، الدكتور شكرى عياد ، الترجمة ، الرواية الايرانية ، ومكتبة الرواية وغيرها ، وعلى المجلة ان تفسح مكانا اكبر لمتابعة الانتاج الروائى الذى يحتاج لاهتمام نقدى به ، واخيرا هناك تساؤل طرحه الدكتور حسين حموده فى النهاية الا وهو : كيف كان من الممكن لهذه الاجابات كلها ان تنأى عن رصد جوانب ايجابية متعددة ، وكيف يمكن تجنب هذه الاحتفاءات ؟
واشاد الدكتور حسين حمودة بان عبد الرحمن ابو عوف عمل كرئيس تحرير ولم يفرض احكامه النقدية على موضوعات المجلة ، بل اتسع صدره لطرح تصورات اخرى ..
ثلاثة اسئلة
واشار الدكتور وائل غالى شكرى الى ثلاثة اسئلة اساسية متعلقة بالمجلة أولها نقص الكتابة الروائية الجديدة وأيضا ماهى الرؤية والرسالة والبناء فهناك أكثر من 13 ملفا في بناء المجلة وأين حظ الروائيين الجدد المصريين والعرب ونحن نعلم أن كل يوم يولد روائي جديد ولابد أن ترصد هذه الظاهرة وما مدى الرؤية الخاصة بقراءة المجلة بعد الانتهاء من قراءتها .
وقد اكد الكاتب صبحى شفيق على اشارة الدكتور وائل غالى بالتركيز على مفهوم ” الاستراتيجية ” وقال انه لابد للمجلة ان تتبع منهجا ، والا تقتصر على ” وصف ” الحالة المصرية والعالمية .
عنق الزجاجة
في رده على تساؤلات المشاركين قال عبد الرحمن أبو عوف كانت هناك صعوبات ولكن المجلة الآن خرجت من عنق الزجاجة وهى تحتل اهتمام كبار النقاد وأساتذة الجامعات لأنها متخصصة في الرواية وقضاياها عربية كانت أم عالميه وأخيرا نشرت المجلة فى عددها الرابع ملفا عن الرواية الإيرانية وقد سبق أن نشرت عن الرواية الإفريقية والآسيوية.