يبدأ مجلس الشعب الجديد أولي جلساته اليوم, ولقد فاز علي مقاعد الكوتة العديد من السيدات منهن الدكتورة زينب رضوان علي مقعد الفئات بدائرة شمال شرق القاهرة والتي تم انتخابها في جلسة الإجراءات الافتتاحية للمجلس يوم الأحد الماضي وكيلة للمجلس عن الفئات…ود.زينب رضوان لها باع طويل في مجلس الشعب, حيث فجرت في المجالس السابقة العديد من القضايا, حول تجربتها في خوض الانتخابات في ظل الكوتة وما الذي تتوقعة في أول مجلس شعب مصري يطبق الكوتة في الدورة المقبلة كان لوطني معها هذا الحوار:
*كيف كانت التجربة الأولي لكوتة المرأة في ظل تنافس مقتصر علي السيدات؟
**لقد كانت تجربة الكوتة في دوائر متعلقة بالمرأة فقط أفضل بكثير من وجودها في دوائر مختلطة, وأنا لا أتحدث في المطلق ولكن عن تجربتي الشخصية في هذا المجال. حيث كان هناك توازن في الإنفاق علي الدعاية, ولا يوجد بلطجة أو سلوكيات عنيفة من قبل المرشحات المنافسات.كما التزمنا بالإمكانيات المالية المتاحة لنا من قبل الحزب ولم نتخط المبالغ المقررة لنا بل علي العكس.
*ما هي أكثر الصعوبات التي واجهتك بعد الترشح؟
**بمجرد إعلان اللجنة العليا للانتخابات تحديد الأسماء التي سيتم ترشيحها ضمن كوتة المرأة, كنت أنا ومرشحة العمال عن الحزب الوطني نخرج معا في الدعاية, فأنا لا أؤمن بفكرة العمل المنفرد, لأننا معا نكمل بعضنا البعض.
وكانت أكثر الصعوبات التي نواجهها أننا مرشحات عن 11دائرة و17قسما, لذلك كان الأمر مرهقا جدا للذهاب إلي كل هذه الدوائر وتعريفهم ببرنامجنا كممثلات للحزب الوطني. هذا بالإضافة إلي لقاءاتنا الخاصة بكل قسم ودائرة بالنقابات المختلفة أو الجهات الأخري. كما ذهبنا أيضا إلي الهيئة القبطية الإنجيلية والكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية, بالإضافة إلي الجمعية الشرعية. هذه المقابلات أجهدتنا كثيرا لاتساع الدائرة.
*ماذا عن يوم الانتخابات كيف كانت تجربتكم؟
**في يوم الانتخابات نفسه كان التنظيم جيد جدا وتواجد للشرطة خارج اللجان وعلي المستوي الشخصي لم أر أي بلطجة في اللجان التي قمت بالمرور عليها أو التي أدليت فيها بصوتي. ولكني أؤكد أنني أتحدث عن خبرتي الشخصية وليس في المطلق عن لجان الانتخابات.
*القضايا التي تعتقدين أن لها أولوية في الطرح علي المجلس القادم؟
**من حقنا بالمجلس اقتراح قوانين وإذا كان جيدا يدرس في لجنة المقترحات والشكاوي ويستدعي الوزير المتخص. فمثلا لو القانون متعلق بالأحوال الشخصية يتم استدعاء وزير العدل وإذا كان في موافقة عليه يذهب إلي اللجنة المختصةاللجنة التشريعية ثم ينزل المجلس ويبدأ منافشته وإذا أقرت الأغلبية القانون يتم إقراره في صورته النهائية.
*هل هناك مفاهيم مغلوطة علي المستوي المجتمعي عن دور أعضاء مجلس الشعب؟
**للأسف هناك العديد من الناس يتصورون أن عضو مجلس الشعب هو مكتب توظيف يأتي إليه كل شخص يبحث عن عمل له أو لأحد أبنائه. لكن دور أعضاء البرلمان في هذا المجال يقتصر علي الجهود الأهلية بإعطائهم فرصة من خلال التعاون مع بعض رجال الأعمال أو تقديم مقترحات للوزارات المعنية لخلق فرص توظيف جديدة في المجتمع.
ويتغافل البعض عن حقيقة الأمر, فدورنا في مجلس الشعب هو مراقبة تنفيذ الحكومة للبرنامج- الحزب الوطني- المكلفة بتنفيذه, وكيف نخدم دوائرنا التي نمثلها بالمجلس. ففي دائرتي ألاحظ وأتابع المشكلات التي تواجه الأهالي وأقدم طلبا للوزير المختص بالمشكلة وأنقل الصورة أمام المسئولين للتنفيذ في ضوء البرنامج.
لكن لو هناك خدمة غير مدرجة ضمن برنامج الحزب يمكنني في هذه الحالة الاستعانة بجهود رجال الأعمال والتعاون معهم كعمل تدريبات مهنية للشباب أو ما شابه, أو نظافة مكان معين بجهود أبناء الحي نفسه, أو مؤسسات المجتمع المدني.
*هل يمكن أن تتمكن المرأة بعد الكوتة في المنافسة داخل الدوائر العادية؟
**بالطبع فنحن في الكوتة علي مدار 10سنوات حينما يتابع المواطنون مجهوداتنا وإنجازتنا ويرون أن المرأة لها جهد خاصة في مجال الأسرة وهذا يعود بالنفع بكل تأكيد علي جميع أفراد المجتمع. وحينما يشعرون بالفعل أنها نجحت وساعدت في تقدم المجتمع الذي تعمل فيه سيقومون فيما بعد بانتخابها في الدوائر العادية. فالمرأة إذا نجحت فإنها ستستطيع أن تقوم بدورها في سن التشريعات ومراقبة الحكومة خاصة وإن النساء لهن في العمل الاجتماعي تاريخ وباع طويل والمرأة ستكون ناجحة كنائبة.
*ما هي أكثر التحديات التي تواجه المرأة والمجتمع بشكل عام ويجب العمل علي إيجاد الحلول لها؟
**أكثر التحديات هي معاناة قطاع عريض من طبقات الشعب خاصة فيما يتعلق بارتفاع الأسعار وزيادة معدلات الفقر, وحقهم في التعليم والعمل, وأعتقد أن هذه هي أكثر الهموم والمشكلات التي تهم المواطن المصري في الوقت الحالي.
*كيف ترين الحل لإصلاح وضع المرأة في المجتمع؟
**أعتقد أن أي إصلاح في أي مجال يبدأ بالتعليم, وللأسف هناك فكرة سائدة لدي البعض بأن المرأة أدني من الرجل, وأنها لا تتحمل المسئولية, وأن عقلها ليس علي مستوي النضج مثل الرجل…ولكي نغير مثل هذه النظرة إلي المرأة ينبغي أن نغير التفكير الذي أدي إلي هذا السلوك أولا, ومن دون هذا التغيير لن نتمكن من إعطاء المرأة حقوقها. سيكون الأمر كما نري في كل الدول العربية, كل قرار منصف للمرأة يأتي من أعلي, وليس من الشعب فالقاعدة الشعبية غير مهيئة لهذا ونحن لا نستطيع أن نغير الثقافة السائدة عن المرأة في غمضة عين. تغيير الفكر يحتاج لمئات السنين, ويبدأ من التعليم.
*هل ترين أن النائبات من النساء لعبن دورا مؤثرا في أداء مجلس الشعب السابق؟
**لقد أدت كل نائبة في البرلمان السابق دورها بكفاءة بالغة, واشتركنا في الجلسات وفي عدد من اللجان حيث العمل الأساسي ومطبخ القوانين, في جلسات اللجان هذه, يتم اقتراح القوانين وتنقيح ما يأتي من قوانين من الحكومة, قبل عرضها علي الجلسة العامة بمجلس الشعب. وأعتقد أن العضوات رغم قلة عددهن في البرلمان السابق-8فقط- إلا أنهن أثبتن كفاءة عالية في العمل والمثابرة علي الإنجاز والمشاركة بفاعلية.