أكثر ما لفت إنتباهى لدرجة جعلتنى أبتسم رغم اليوم الصعب يوم الثلاثاء الماضى المشحون الأحداث المتلاحقة فما بين عصيان مدنى يهدد الأوضاع داخل البلد إلى تفجير خط الغاز المصرى إلى إنتظار بيانات متتالية من الحكومة كل ذلك أعاد إلى ذاكرتى أيام الثورة الأولى قبل التنحى خاصة مع الخطاب الثانى للدكتور عصام شرف الذى ذكرنى وذكر الجميع بخطابات الرئيس السابق حسنى مبارك ولكن ما جعلنى أضحك وأبكى هو تغطية التليفزيون المصرى لأحداث اليوم فقد تم إذاعة بيان المجلس العسكرى الذى ألقاه اللواء محسن الفنجرى بلغة ولهجة شديدتين حملت مع الاستجابات التى ركز عليها تحذيرات من ما يهدد الوطن , إلى هذا والأمر يبدو طبيعياً إلى أن بدأت المذيعة تلقى أراء المواطنيين على بيان المجلس العسكرى وبدأت الأراء تتوالى والعجيب أن كلها صب فى إطار واحد وهو تخوين هؤلاء المعتصميين وإتهامهم بالعمالة وإنهم ليسوا الثوار الذين قاموا بالثورة بل أكد أحد الأشخاص الذى قدمته المذيعة على إنه نائب رئيس حزب الغد إن هؤلاء تابعون للسى أى إيه الأمر الذى عاد أيمن نور ونفاه لاحقاً مؤكداً أن هذا رأى شخصى لا يمثل إلا صاحبه
وتتابعت الأراء وهناك من قال إنهم لا يتعدون ال3000 واعتبر هذا العدد هو فضحية للتيار اللبيرالى الذى يتبنى فكرة الدستور وإنهم سوف يخربون البلد وهناك من طالبهم بالعودة إلى المنازل وكفى الرسالة وصلت وتذكرت جملاً وعبارات كانت تقال بنفس النص قبل التنحى
ومع رفضى التام لفكرة العصيان المدنى إلا أن من عدم الأمانة وصف هولاء بالخيانة ثم فلننظر إلى ميدان التحرير لنرى أن الأحزاب والتيارات أغلبها ممثل فى الأعتصام من غاب هو التيار الدينى فقط سواء سلفى أو إخوان
وعندما حركت الريموت لأتابع أحدى القنوات الإخبارية الخاصة لأجد إعلام يحترم العقل يبحث فى مضمون البيان ولغته يقدم الرأى والرأى الأخر يحلل ما وراء الحدث أيقنت إنه لا أمل فى محاولة لإصلاح الإعلام المصرى فهو إعلام من يحكم وليس إعلام المواطنين وهنا مكمن الخطورة فى المستقبل
13 – 7 – 2011