اجلبوا الذهب.. بوسائل إنسانية ما أمكن ذلك, ولكن علي أية حال وبأي ثمن اجلبوه هذه المقولة أطلقها فيرديناند ملك إسبانيا في أوائل القرن السادس عشر. واضعا في قائمة أولوياته البحث عن الذهب.
ظل البحث عن الذهب الغاية الكبري لشركات التعدين حتي لو أدي ذلك إلي تلويث البيئة بأكوام من الصخور السامة. فللحصول علي أوقية من الذهب يجري استخراج 30 طنا من تلك الصخور. مما أثار عاصفة من الانتقادات من جانب مجموعات معنية بحماية البيئة, والسكان الذين يعيشون بالقرب من المناجم. وأجبرت هذه المجموعات بعض المسئولين في شركة تيفاني وشركاه – واحدة من أكبر شركات التعدين في العالم – علي الاعتراف بعدم وجود معايير محددة للتعدين علي نحو مقبول بيئيا واجتماعيا, ولكن تري ماذا يحدث حال استخراجه حتي يفزع الناس هكذا؟
تجري عملية استخراج الذهب عن طريق رش الصخور بسائل السيانيد المخفف الذي يفصل الذهب عن الصخور, وفي المناجم الكبري تتم إزالة نصف مليون طن من الصخور يوميا حيث توضع في صورة أكوام ضخمة وترش بمواد سامة وتترك لسنوات ومن خلال زيارات ميدانية لتلك المناطق في أمريكا الجنوبية وأفريقيا, وأوربا تمكنت نيويورك تايمز من إلقاء نظرة علي ما يدور في هذا القطاع المعزول ذي العلاقة المضطربة بالبيئة. فوجدت أن مناجم الذهب أصبحت أقرب إلي مكبات النفايات الخطرة التي تتطلب مراقبة دائمة إذ يتخلف عنها حجم من النفايات أكبر مما تخلفه أية صناعة أخري في الولايات المتحدة. وقدرت إحدي وكالات حماية البيئة تكلفة تنظيف مناجم الذهب في العام بحوالي 54 مليار دولار تري أيهما أغلي الذهب أم الطبيعة التي يخرج منها؟!