“أيتها العرافة المقدَّسةْ ..
جئتُ إليك .. مثخناً بالطعنات والدماءْ
أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدّسة
منكسر السيف، مغبَّر الجبين والأعضاءْ.
أسأل يا زرقاءْ ..
عن فمكِ الياقوتِ عن، نبوءة العذراء
عن ساعدي المقطوع.. وهو ما يزال ممسكاً بالراية المنكَّسة
عن صور الأطفال في الخوذات.. ملقاةً على الصحراء
عن جاريَ الذي يَهُمُّ بارتشاف الماء..
فيثقب الرصاصُ رأسَه .. في لحظة الملامسة !
عن الفم المحشوِّ بالرمال والدماء !!”
قال هذه الأبيات الشاعر الجبار أمل دنقل تحت عنوان ” البكاء بين يدي زرقاء اليمامة”… انتهى بكاء دنقل، ليبدأ بكاء آخر بين يدي الصحافة المصرية التي كانت مهنة ضمير، والمفترض أن تظل هكذا إلى انقضاء الدهر. البكاء يأتي بعد حادث الاعتداء على الزميلة ماريانا عبده في جمعة ميدان التحرير، بعد شائعة أنها إسرائيلية. تخيل أن الصحافة مهنة نقل الحقيقة إلى الرأي العام تمارس نوعا آخر من الاعتداء الوحشي على ماريانا، عبر ورق وأحبار المطابع فتنقل أخبار زائفة، فتترك المجني، وتنهش في لحم المجني عليه.
أرجو إنقاذ المهنة حتى لا نقول مع أمل دنقل
وأنت يا زرقاء ..
وحيدة .. عمياء !
وحيدة .. عمياء!
6 يونيو 2011