واشنطن,- تريد مهستي أفشار أن يتضمن تعداد عام 2010 للسكان عدد المولودين في إيران أو المتحدرين من أصل إيراني ممن يقيمون في الولايات المتحدة والأماكن التي يقيمون فيها.
ولكي يتحقق ذلك, يتعين عليها إقناعهم بأن يخبروا من يجرون التعداد السكاني بأنهم أمريكيون إيرانيون.
وتقوم أفشار, شأنها في ذلك شأن العديد من قيادات المجموعات العرقية الموجودة في الولايات المتحدة, بالمساعدة علي حشد أبناء جاليتها من أجل المشاركة بحماس في التعداد السكاني, الذي يحاول كل عشر سنوات إحصاء جميع سكان الولايات المتحدة الذين يقدر عددهم بحوالي 308.6 مليون نسمة وجمع المعلومات حول كل فرد منهم. ولكن الحكومة منذ التعداد الماضي قد غيرت طريقة الإحصاء: فالاستمارة التي سوف يتم إرسالها إلي الأسر في منتصف مارس قصيرة – تتضمن 10 أسئلة فقط _ ولا تحتوي علي أسئلة حول الأصول التي ينتمي إليها السكان, وهناك سؤال واحد فقط حول العرق.
وبما أن كافة المعلومات التي تم جمعها عن الأشخاص ظلت محمية من عيون الفضوليين, داخل وخارج الحكومة, لمدة 72 سنة. فإن قادة الجاليتين العربية والإيرانية يحثون أبناء الجاليتين علي تعبئة الاستمارات, وطمأنتهم بأن المعلومات التي سيدلون بها في الاستمارات سيتم الحفاظ علي خصوصيتها ولن تستخدم ضدهم أبدا, مهما كانت توجهاتهم السياسية وحتي ما إذا كانوا يقيمون في الولايات المتحدة بصورة قانونية.
وقد دأبت الحكومة الأمريكية علي إجراء تعداد لسكانها كل 10 سنوات منذ عام .1790 إذ ينص الدستور علي إجراء إحصاء للسكان; حيث يستخدم الإحصاء لتحديد عدد المندوبين عن كل ولاية في الكونجرس الفيدرالي وتحديد الحصص من مئات المليارات من الدولارات للولايات والمدن. وقد بلغ عدد سكان الولايات المتحدة وفقا لإحصاء أول تعداد للسكان 236 و929 و3 نسمة, وكانت أكبر مدينة حينها نيويورك التي كانت آنذاك عاصمة البلاد حيث بلغ عدد سكانها 33 ألف نسمة.
وفيما نمت الدولة, نما أيضا عدد السكان. وكانت مسألة العرق دائما جزءا منه; حتي حقبة الستينيات من القرن الثامن عشر, عندما تم حظر الرق, فقد كان يتم إحصاء العبيد بشكل منفصل في التعداد, وكان عددهم يؤخذ في الحسبان في تمثيل الولايات في الكونجرس. وقد بدأت الحكومة تستخدم طريقة التوجه من باب لباب في إحصاء السكان لمعرفة المزيد عن مواطنيها; كم يبلغون من العمر, علي سبيل المثال, وما نوع الأعمال التي يقومون بها, وما إذا كانوا يجيدون القراءة والكتابة, وأين ولدوا وأين ولد والداهم.
وبحلول عام 1960, قرر مكتب التعداد السكاني أن يطلب من الجميع الإجابة علي مجموعة أساسية من الأسئلة وإعطاء مجموعة صغيرة من الأسر استمارات مطولة تحتوي علي أكثر من 100 سؤال. واستمارة التعداد السكاني لهذا العام هي الأقصر منذ عقود , أما الاستمارة المطولة فقد ألغيت واستبدلت باستفتاء سنوي, يسمي مسح المجتمع الأمريكي, الذي يوزع علي 3 ملايين أسرة.
وتقول هيلين سمحان, المديرة التنفيذية لمؤسسة المعهد العربي الأمريكي, إن العرب الأمريكيين والعديد من المجموعات العرقية الأخري لديهم مشاعر متباينة حول التعداد السكاني. وأكدت أن المهاجرين غير الشرعيين سيكونون ##هم الأكثر تخوفا من تعبئة استمارة للحكومة الأمريكية##, مضيفة أن هذه المخاوف شديدة في أوساط الجالية الأمريكية العربية والجالية الأمريكية المسلمة بعد عقد كامل من المخاوف الأمنية الأمريكية التي تركزت علي التطرف الإسلامي. وقالت سمحان إن ثمة شكا طبيعيا في أن أية استمارة حكومية يمكن أن يساء استخدامها أو استخدامها ضد الشخص نفسه.
واستطردت تقول ##أما بالنسبة للأمريكيين العرب ##الذين هم أكثر شعورا بالأمن##, بمن في ذلك الحاصلون علي الجنسية الأمريكية, ##فمسألة الاعتراف والاحترام والهوية## تعتبر أكثر أهمية, ولذا فهم بدلا من الرغبة في تجنب التعداد, فإنهم يسعون بحماس ليتم احتسابهم فيه, بما في ذلك ذكر أصولهم.
وأوضحت ##أن مسح المجتمع الأمريكي يقيس الأصول العرقية, ولكن بشكل أكثر خفاء. فهو أكثر تقنية ويصعب الترويج له.##
وقال روبرتو راميريز, رئيس شعبة شئون قضايا الأعراق والأصول في مكتب التعداد إن السؤال المطروح علي استمارة التعداد حول العرق لا يرمي إلي إحصاء عدد السكان من جميع الخلفيات المختلفة. إذ توجد به 14 فئة زائد فئة واحدة مكتوب عليها ##عرق ما آخر## مع مربع يمكن أن يكتب عليه الأشخاص العرق الذي ينتمون إليه. والأشخاص الذين ينتمون إلي أعراق مختلطة فإن بإمكانهم اختيار أكثر من مربع.
وقال ##إن المسألة هي أنه لا توجد لدينا مساحة كافية لإدراج مربع لكل مجموعة عرقية.##
ومثلما يحرص العديد من الأمريكيين الهايتيين علي الاعتراف بهم باحتسابهم في التعداد السكاني علي أنهم أمريكيون هايتيون بدل إدراجهم ضمن فئة ##الأمريكيين السود, أو ذوي الأصول الأفريقية##, أو الأمريكيين السود, فإن الأمريكيين العرب, والأمريكيين الإيرانيين والأمريكيين الأتراك وغيرهم من المجموعات العرقية قد سعوا لاحتسابهم في التعداد ضمن فئات منفصلة وليس ضمن فئة ##البيض##.
وقال راميريز إن قائمة الفئات العرقية هي نتاج عوامل عديدة; إذ يجري تمويل البرامج المصممة لمساعدة بعض الفئات التي عانت تاريخيا – مثل الهنود الأمريكيين, علي سبيل المثال _ بحسب المناطق التي يقطن فيها من هم بحاجة إلي تلك البرامج. كما ستستخدم المعلومات الخاصة بالعرق في تطبيق قوانين الحقوق المدنية وحقوق التصويت.
والذين يختارون خانة ##فئة أخري##, ويطلقون علي أنفسهم صفة سوريين أو إيرانيين أو أي مجموعة عرقية أخري سوف يتم احتسابهم بشكل منفصل, ليس في تقرير التعداد السكاني الأول المقرر صدوره في ربيع 2011 ولكن في ما يسمي بالجداول الخاصة.
وحذر راميريز من توقع أن التعداد السكاني سيقدم إحصاء دقيقا للأمريكيين الإيرانيين, أو الأمريكيين العرب, أو أي مجموعة من المجموعات الأخري. وأضاف ##علي الناس أن تدرك أن ذلك لن يكون إحصاء للإيرانيين, بل سيكون احتساب كل من كتب في خانة العرق أنه ##إيراني.##
وقال راميريز إن تعداد عام 2010, كالعادة, سوف يشمل بعض التجارب: إعطاء استبيانات بديلة لأقل من 500 ألف أسرة لاختبار نسخ أخري من نفس الأسئلة. وأضاف أن بعض الناس سوف يرون خيارات كمصر وهايتي في استمارة التعداد. وسوف تستخدم النتائج عندما يقوم مكتب التعداد السكاني بإعداد الاستمارات الخاصة بتعداد عام .2020
ويحث تحالف لمنظمات قومية وإقليمية أمريكية إيرانية, بما في ذلك المجلس الوطني الإيراني الأمريكي وتحالف الشئون العامة للأمريكيين الإيرانيين, أفراد الجالية الإيرانية علي اختيار مربع ##آخر## في استمارة التعداد ثم يكتبون ##إيراني## أو ##أمريكي إيراني.##
وقالت أفشار, التي تشغل منصب المدير التنفيذي لتحالف الشئون العامة للأمريكيين الإيرانيين, ##إننا نتعامل مع الأمر وكأنه حملة سياسية. وسوف نجعله جذابا ومثيرا للاهتمام##, حيث يوجد لدينا متطوعون من المدارس الثانوية والجامعات تم حشدهم لنشر الخبر, من خلال وسائط الشبكات الاجتماعية والتجمعات.
وأوضحت أفشار أن أحد الأفكار التي تروج لها الجالية الأمريكية الإيرانية الكبيرة المقيمة في جنوب كاليفورنيا هي: إقامة حفلة علي شاطئ البحر يجلب إليها أفراد الجالية استمارة التعداد السكاني لتعبئتها. ويقوم تحالف الشئون العامة للأمريكيين الإيرانيين بتوفير الأقلام الرصاص والبيتزا الفارسية.
وقالت إن الحملة بقدر ما هي مصدر فخر واعتزاز لنا فإنها تعتبر محاولة لاكتساب معلومات حول الجالية الأمريكية الإيرانية. وأضافت أنه حتي الإيرانيين الأمريكيين الذين نشأوا في الولايات المتحدة سيتحملون عناء اختيار مربع ##إيراني## بدلا من مجرد اختيار مربع ##أبيض##. وقالت ##إنني لا أستغرب أن أري العديد من الشباب, من أبناء الجيل الثاني من المهاجرين, متعلقين بثقافتهم تعلقا شديدا.##
وقالت سمحان إنه بغض النظر عن الفئة التي يختارها الناس عند إدراج خلفيتهم العرقية, فالشيء الأهم هو المشاركة في التعداد. وأضافت ##رسالتنا الأساسية هي كم هو مهم بالنسبة لكل أسرة أن تقوم بتعبئة الاستمارة وإعادتها إلي مكتب التعداد السكاني. ورسالتنا الغالبة هي أنه يتعين ألا نخاف من التعداد السكاني واستكماله فهذا يعتبر واجبا مدنيا. وإنه, في النهاية, سوف يساعد أسركم, ومدارسكم, ومدنكم وولاياتكم.##
يو إس جورنال