تاريخ مشرف لمطران جليل قدم للكنيسة الكثير في صحته وفي مرضه علامة مميزة في تاريخ إيبارشية الجيزة فمنذ رسامته في مارس 1963 دب نشاط جديد أثمر في الخدمة بربوع الإيبارشية, وهو الذي كان من جيل العمالقة الذين خدموا في مدارس الأحد في الأربعينيات من القرن الماضي, وهو الذي بخبرته الزراعية في دير السريان العامر اهتم بحديقة الدير ومنها إلي تجربة الزراعة في الصحراء وكأن الله أراد أن يعده ويدربه في رعاية النفوس حينما نزرع فيها كلمة الله الحية وتثمر ثلاثين وستين ومائة…مما جعل قداسة البابا المتنيح كيرلس السادس يرسله إلي دير مارمينا العامر وهناك قام بنشاط يعمر حاملا المسئولية بجد واجتهاد أهله لقيادة شعب المسيح.
**وضع مبدأ في الخدمة أن يبدأ يومه بقداس إلهي استمر فيه يوميا كنبع ترتوي منه النفوس قبل الذهاب للدراسة أو العمل, وفيه تعرف علي الخدام وأعد المكرسين واختار منهم من يصلح للكهنوت,وحتي في مرضه كان حريصا علي رئاسة الصلوات في الأعياد السيدية في مثابرة لاتعرف الملل.
**كان يهتم بكل أحد ويعرف الصغير والكبير بأسمائهم ويسأل عن الغني والفقير بلا تمييز, اهتم بالاطمئنان والسؤال عن الكل رغم الأعباء والمسئوليات.
**اهتم بصفة خاصة في الصوم الكبير أن يقيم مائدة يجلس فيها مع شعبه في لقاء أغابي وأبوة حانية وقلب منفتح يسمع احتياجات شعبه وأفكاره مما وحد قلوب المصلين مع بعضهما البعض وارتبطوا معه بحب كبير.
**إنسان بسيط متواضع ولكنه يحمل قلبا قويا شجاعا فهو حمل وأسد تراه في أحاديثه البسيطة ومعاملته لكل الأعمار ولكن حينما يكون هناك أمر يمس الكنيسة فهو يبدي رأيه في قوة وحزم ووضوح رغم ما كان له من صلات طيبة مع المسئولين الذين كانوا يحترمونه ويقدرونه…ولا أنسي موقفامشرفا عاصرته بنفسي حينما عقد مجمعا يضم 25أسقفا بمقر المطرانية تقرر فيه أنه لا يمكن سيامة بطريرك في حياة البابا ويكون من يرضي لنفسه ذلك محروما وكان هو الرائد الشجاع الذي وقف صامدا لايهاب إنسان.
**كانت أولي اهتماماته بناء الكنائس حتي يكون لكل إنسان فرصته في الصلاة وليعيش حياة التقوي والفضيلة ويتعلم كيف يخدم أسرته ومجتمعه ووطنه في أمانة وإخلاص.
**ارتبط بقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث- أدام الله حياته- بمحبة وصداقة فريدة مع احترامه الشديد للرئاسة الكهنوتيةه وكان حريصا رغم مرضه علي الذهاب لقداسة البابا في كل الظروف.
**كان في مرضه مؤمنا قويا صامدا وما من مرة التقيت به سائلا عن صحته إلا وكانت علي فمه المبارك(أشكر الله) لم يكن متذمرا بل واثقا أن الله المحب له تدابير أعلي من أفكار البشر.
**أشكر الله أنه إذ كنا القمص مينا يني وضعفي أولي رساماته أنه غمرنا بمحبته وتعلمنا منه الرعاية ومحبة الرعية والتفاني في خدمتها…وكنت قريبا رلي قلبه وكان قريبا إلي قلبي.