بين القطاعين الخاص والحكومي اختلافات وفروقات متعددة,ما بين مميزات وعيوب..اختلافات في الهياكل الوظيفية, الترقيات,الإجازات وأيضا الأجور وفي تحقيقنا هذا لن نتناول تلك الاختلافات من الناحية الوظيفية إنما تأثيرها علي الأسرة المصرية بشكل عام وعلي المرأة بشكل خاص هل نلاحظ الاختلاف علي مستوي لم شمل الأسرة علي ترابطها وأيضا علي دخلها المادي من جهة أخري؟.
مارجو مهرانموظفة بأحد شركات القطاع الخاص وتعمل بقسم المبيعات والتسويق تحكي لنا يوم من أيام عملها اليومي استيقظ في السادسة إلا الربع صباحا وأيقظ طفلتي اللتان أصطحب إحداهما إلي دور الحضانة والأخري إلي والدتي ثم أحاول اللحاق بأتوبيس الشركة الذي يتحرك في السابعة والربع متجها إلي مدينة العبور بالمنطقة الصناعية ويصل في حدود الساعة الثامنة بعدها يبدأ يوم العمل من الثامنة وحتي الرابعة والنصف عصرا وفي طريق العودة تكون الطرقات مزدحمة فأصل إلي المنزل في السادسة والنصف بعد أن أكون قد أخذت ابنتي من دور الحضانة ووالدتي وبالنسبة إلي زوجي فهو يعمل بمدينة العاشر من رمضان فيصل إلي المنزل ما بين الثامنة والتاسعة مساء وهكذا هي الحياة لخمسة أيام متصلة ثم تأتي الإجازة الأسبوعية كمحطة ولكن ليست للراحة وإنما تجهيزا للأسبوع المقبل من العمل مهدرة في التنظيف والغسيل والكي وتحضير الطعام وعندما سألت مارجو عن أسرتها هل تجد الوقت للجلوس معهم ومعرفة أخبارهم اليومية فقالت: أعود من العمل منهكة القوي بسبب استنزاف العمل لكل طاقتي وعليك القبول بذلك لتثبتي مهارتك وبذلك أكون شديدة العصبية عند عودتي ولا أطيق أي تصرف زائد من طفلتاي هكذا حياتي مع زوجي مجرد ترانزيتفكلانا لدينا ذات ظروف العمل الشاقة وتقول مارجو: اعترف أن دخلنا المادي مرتفع ولكن حياتنا الأسرية مصابة بالركود والكثير من التقصير في حق أطفالنا اللتين ارتبطتا بجدتهما ومدرسة الحضانة أكثر مني ومن والدهما ولكن الحياة صعبة ومصاريفها كتير.
ميرفت رمزي مديرة مالية بالمعهد القومي لبحوث البناء والإسكان لها من الخبرة في مجال العمل والأسرة الكثير فتقول:لست في موضع أدافع عن القطاع الحكومي فهو له عيوبه مثل قلة الدخل المادي وغيره ولكنني أري أنه في وضع أفضل بالنسبة للأسرة عن العمل بالقطاع الخاص,والذي يعمل به الأغلبية العظمي من شباب اليوم فجيلنا تمتع بحياة الأسرة المصرية الأصيلة فاللأم عادة كانت ربة منزل أو موظفة حكومية تعود الساعة الثانية وهكذا الأب أيضا وبذلك كان من الطبيعي أن يجتمعوا معا علي طاولة الغداء وينعمون بالجو الأسري الدافيء والحوارات التي تعرف الأسرة بما يحدث لكل فرد منهم كان أيضا متاح فرصة للتنزه والخروجات مما يجعل الأسرة في جو مريح نفسيا أما الآن فنظرا لقطار الحياة السريع والمليء بالالتزامات المالية المهلكة اتجه معظم الشباب للعمل بالقطاعات الخاصة نظرا لما فيها من مميزات مالية أعلي.
وهذا لايعني أن كل من تعمل بالقطاع الحكومي ظروفها مستقرة فكل أسرة لها ظروفها المتفاوتة ولكن الملحوظ بشكل عام هو انتشار عمل الشباب بالقطاع الخاص مما يترتب عليه بعض التقصير في حقوق الأسرة.
من جهة أخري أرادنا أن نستوضح أكثر عن أنظمة العمل بالقطاعين الخاص والعام فسألنا وديع رمزي مدير قسم الموارد البشرية بإحدي الشركات الخاصة عن عمل المرأة وإجازتها فقال:في ساعات العمل يتساوي الرجل بالمرأة فهي ثمان ساعات دون ساعات الراحة وبالنسبة لإجازة الوضع فمن حق المرأة التي عملت بالمدة 10 أشهر ثلاثة أشهر لمرتين طوال مدة الخدمة بعدها تستأنف العمل,وإذا أرادت يمكنها أن تأخذ إجازة بدون راتب لمدة عامين فقط ولا تستحق تلك الإجازة لأكثر من مرتين طوال مدة الخدمة إذا وافق صاحب العمل ولكن في أغلب القطاع الخاص لاتنفذ تلك النقطة فصاحب العمل من حقه أن يأتي بشخص آخر يقوم بالعمل وبالتالي غير مضمون أن تعود المرأة من الإجازة وتجد مكان عملها ذاته هكذا أيضا توجد بعض الأعمال التي تتطلب العمل في وردية مسائية كجزء أساسي من العمل,وفي كثير من الأحيان تغيب الرقابة في تطبيق تلك الشروط وذلك حسبما ذكرت دراسة من البنك دولي أن 56% من مجمل عدد العاملات بمصر يعملن بالقطاع الخاص والخطورة تكمن في 62% منهن تعملن بالقطاع الخاص غير الرسمي أي خارج الإطار القانوني أو المؤسسي مما يؤثر ذلك بالسلب علي الأجور والإجازات وساعات العمل وعضوية النقابات والحقوق التأمينية.
أما في القطاع العام فتقول سهير نجيب مديرة شئون عاملين بأحد القطاعات الحكومية أن ساعات العمل تتراوح ما بين 7 إلي 8 ساعات وعادة ما يكون مكان العمل مقارب للمنزل نظرا للتوزيع الجغرافي للعاملين ومن حق المرأة في إجازة وضع ثلاثة أشهر لمدة ثلاث مرات,وما يميز العمل الحومي بالنسبة للمرأة أنها يمكن أن تأخذ إجازة رعاية طفل من عمر يوم إلي عمر ثماني عشرة سنة لمدة ستة سنوات متصلة أو منفصلة كذلك أيضا أصدر من فترة قرار العمل بنظام نصف الوقت بنصف الراتب أي ثلاثة أيام عمل والباقي إجازة مع الحفاظ علي المكان الوظيفي وكل هذه الظروف في نظري هي أفضل للمرأة من القطاع الخاص,ولكن للأسف أضحيت وظائف القطاع الحكومي مقاربة للإندثار مما جعل الشباب يلجئون للقطاع الخاص أيضا نظرا لارتفاع أجوره عن القطاعيين الحكومي والعام.