لإزالة الاحتقان بين أفراد المجتمع الواحد وإيجاد حلول عاجلة وأخري آجلة نظمت الكنيسة الأسقفية بالزمالك ندوة تحت عنوان حب الجار.
في البداية تحدث د. منير حنا – مطران الكنيسة الأسقفية بمصر قائلا: أوصانا الكتاب المقدس بالمحبة وليس محبة الغريب أو الجار فقط وإنما محبة كل الناس في كل الأرض فالمحبة واجب ديني علينا جميعا إلا أن التطبيق الفعلي لحق المواطنة يحتاج إلي وعي وقبول الشعب لهذا الحق ويتطلب جهدا من كل القيادات السياسية والدينية خاصة العلماء المسلمين, وهذا سوف ييسر مهمة الدولة في إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة دون خشية ردود الأفعال المتعصبة وسيمنح فرصا متساوية للمسيحيين فيتشجعوا أو يشاركوا في العمل السياسي والقومي.
أضاف أن تغيير المفاهيم خاصة علي مستوي العامة أمر صعب خاصة في هذا الوقت الذي تلوث فيه بعض وسائل الإعلام خاصة بعض القنوات الفضائية عقول البشر حيث نجد ازديادا في التعصب والفرقة, مشيرا إلي أن مفهوم حب الجار سيدعم وحدتنا الوطنية التي تمتد أصولها منذ أربعة عشر قرنا من الزمان, إلا أن نشر هذا المفهوم يحتاج أن نبدأ مع أجيالنا الجديدة ومع أطفالنا حتي يصبح غدا أكثر إشراقا.
بيننا وبينكم
وقال د. علي جمعة مفتي الجمهورية: هناك أوامر إسلامية عديدة بشأن أهمية وضرورة حب الجار والإحسان إليه, فحب الجار جزء لا يتجزأ من حب الله والإيمان… وقد حث النبي صحابته ومن جاء بعدهم من المسلمين علي الإحسان إلي الجار وأن يمدوا له يد العون ولو كان هذا الجار لا يعرف حق جيرانه وبديهي كلما قرب الجار زاد حقه علينا.
أشار المفتي إلي أنه في مبادرته بيننا وبينكم التي أطلقها في أكتوبر عام 2007 رسمت القواسم المشتركة في العلاقات الإسلامية – المسيحية وكانت في الأصل عبارة عن خطاب مفتوح وقع عليه 831 عالما ومفكرا مسلما موجه إلي قادة الكنائس والطوائف في العالم كله وعلي رأسهم البابا بيندكت السادس عشر, وكان جوهر الرسالة أن الإسلام والمسيحية يشتركان في قيمتين غاية في الأهمية هما حب الله وحب الجار, وأكدت المبادرة علي ضرورة إعادة اكتشاف أوجه الاتفاق الرئيسية بين الديانتين إلا أنه إذا لم يسد العدل والسلام بين المجتمعين الدينيين فلا سبيل لتحقيق سلام ذي معني في العالم لأن الأساس الذي يبني عليه السلام والفهم موجود بالفعل وهو جزء من الأصول الأصلية لهاتين الديانتين.
دعا د. علي جمعة إلي فتح آفاق جديدة تضيف إلي هذا الفكر المشترك والعقائدي لحقوق الجار تتبني مسارا آخر تطبيقا يجمع الناس والمؤسسات علي صعيد واحد من أجل العمل معا علي تحقيق كرامة الإنسان وذلك من منطلق أننا نعيش في حوار مستمر علي جميع المستويات, مؤكدا علي أهمية التعاون في مجال التنمية البشرية ورفع مستوي الحياة الإنسانية في المجالات المختلفة أهمها الصحة, والتعليم وكسر حدة الفقر والبطالة وتدريب البشر علي الوضع الجديد الذي أصبحنا بموجبه نعيش في جوار واحد.
أكد المطران ريتشارد تشارتز مطران الكنيسة الأسقفية بلندن بقوله: الدين المسيحي يدعو إلي المحبة وجاء بالكتاب المقدس تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وجارك كنفسك, وروي قصة مسجد هارو في شمال غرب لندن قائلا: قام عدد من البريطانيين بمظاهرات تنادي بعدم إقامة هذا المسجد وكان ذلك حديث الصحف البريطانية إلا أن المسيحيين في الحي ساندوا المسلمين وزاروا القيادات الإسلامية في المسجد وفي ذات الوقت قام عدد من أعضاء مركز إيثل برجر الأسقفي الأنجليكاني التابع لأبروشية لندن الذي يقدم رسالة السلام والمصالحة بالتوسط بين المسلمين وبين المتظاهرين وفي أثناء ذلك عبر المتظاهرون عن خوفهم من التطرف الإسلامي الذي تعارضه أيضا قادة المسجد, هنا يمكن أن تساعدونا أن التعليم الصحيح للإسلام الذي يصفه ويمثله فضيلة المفتي يجب أن يعمم وينتشر.
أوضح د. مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي لحل مشاكل الأقباط المتفاقمة وأن الحياة ليست وردية وهناك مشاكل تحتاج سنوات لحلها, موضحا أن المادة الأولي في الدستور المصري تؤكد حق المواطنة ويجب تفعيلها, وقانون دور العبادة الموحد سيحل نصف مشاكل الأقباط وتبقي أشياء أخري أهمها التمكين والتعيين في الوظائف العامة والعمل السياسي.