يحظي مرض الشيخوخة المبكرة عند الأطفال باهتمام خاص نظرا للملامح اللافتة للنظر والمماثلة لشكل المسنين,ويبدو الطفل المصاب مختلفا بشكل واضح عن الأطفال الطبيعيين من ناحية الشبه,الأمر الذي يحرم الأطفال من طفولتهم ويقضي عليهم وهم دون الثالثة عشر من العمر.
ونجح العلماء الألمان في اكتشاف الجين المسئول عن الشيخوخة المبكرة لدي الأطفال,مؤكدين أن الجين المعروف باسم إس.سي.واي.إل1.بي.بي1 يتسبب في حالة تحوره في إصابة الإنسان بنوع من الشيخوخة المبكرة التي يمكن أن تبدأ في سن الطفولة.
وأوضح الألمانيان شتيفان موندلوس وأوفيه كورناك المشاركان في الدراسة,أن تحور هذا الجين يسبب خللا في انتقال البروتينات داخل الخلية,وكان العلماء يعتقدون حتي الآن أن سبب أعراض الشيخوخة المبكرة هو خلل في الصفات الوراثية.
من جانبه أوضح البروفيسور موندلوس أن الباحثين قاموا خلال الدراسة بفحص 12 مصابا ينتمون لأربع أسر والذين يعانون منذ ولادتهم بأعراض للشيخوخة مثل البشرة المرتخية وضعف الهيكل العظمي.
علاج جديد
وفي نفس الإطار قام باحثون أسبان وفرنسيون بتجربة ناجحة علي فئران لعلاج الشيخوخة المبكرة وهو مرض مستعص حاليا يؤدي إلي شيخوخة متسارعة ويصيب نحو مائة طفل في العالم.
وأعلنت الجمعية الفرنسية لمكافحة التهاب العضلات,أن هذا العلاج قد يجرب قريبا علي 15 من الأطفال المصابين بالمرض في أوربا,وتظهر علي هؤلاء الأطفال بعض التشوهات الجسدية التي تصيب المسنين مثل تساقط الشعر والجلد الرقيق الأجرد وتصلب المفاصل ومشكلات قلبية,ولا يتوافر أي علاج لهذا المرض إلي يومنا هذا فيما لا يزال معدل الحياة محدودا جدا لدي هؤلاء المرضي 12 أو 13 سنة.
والعلاج يرتكز علي مزيج بين جزيئتين تستخدم إحداها لخفض نسبة الكوليسترول في الدم للوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض قلبية والأخري لمعالجة ترقق العظام.
وتنجم الشيخوخة المبكرة عن تراكم بروتينة مبتورة هي البروجرين في الخلايا البشرية وأيضا خلايا الفئران,وأكد الباحثون أن مزج هاتين الجزيئتين ساعد علي محاربة سمية هذه البروتينة غير الطبيعية وأدي إلي تخفيف تطور المرض وإبطائه فالعلاج خفف من أعراض المرض مثل تأخر النمو ونقص الوزن وتساقط الشعر وهشاشة العظام وزاد من معدل الحياة لدي الفئران 179يوما مقابل 101 يوما كمعدل وسطي.
بروجيريا
الجدير بالذكر أن بروجيريا هي كلمة مشتقة من اليونانية وتعني الشيخوخة قبل الآوان وهي مرض نادر جدا ومميت غير قابل للشفاء,ومعظم المصابين به يعيشون لمدة 13سنة علي الأكثر.
وذكر هذا المرض للمرة الأولي عام 1886م بواسطة العالم هتشنسون وقيلفورد في إنجلترا وقد ذكرت تلك المتلازمة مائة مرة منذ ذلك الوقت إلي الآن وتحدث تلك المتلازمة النادرة بمعدل مريض لكل ثمانية ملايين طفل وكنتيجة للفشل الشديد في النمو لا ينضج الأطفال المصابون جنسيا فهم عقيمون لذا لم يذكر وجود حالات انتقال من الآباء إلي الأبناء وبناء علي ذلك ينظر لكل حالة جديدة علي أنها طفرة معزولة.
ويظهر الأطفال المصابون بالشيخوخة طبيعيين خلال فترة الرضاعة لكن بعد المظاهر كزرقة منتصف الوجه والأنف الدقيق مع تصلب الجلد قد تشير إلي وجود المتلازمة عند الولادة,ويحدث الفشل الشديد في النمو خلال السنة الأولي من العمر,نقص في الدهون تحت الجلد وصلابة المفاصل في السنة الثانية.
ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها علي الطفل قصر القامة,نحافة الجسم ورأس كبير غير متناسق مع الوجه,صغر الفك,بروز أوردة فروة الرأس,جحوظ في العينين مع تسنين متأخر,كما يبدو الجلد رقيقا,متجعدا وجافا مع وجود بقع ونقط بنية اللون منتشرة في كافة أنحاء الجسم,ويظهر الجلد أسفل البطن متصلبا مع وجود بروز الأوردة السطحية ويظهر شعر الحاجبين خفيفا مع نقص في شعر الرموش كما يتلون الأنف مع الشفتين الرفيعتين بلون مزرق,وتميل الأذنان إلي البروز ويبدو الصوت رفيعا.
عن:C.N.N. – B.B.C.