افتتحت السيدة سوزان مبارك مؤخرا المرحلتين الأولي والثانية من مشروع المتحف المصري الكبير, بعد انتهاء العمل فيهما تماما, وتضمنتا تأهيل وإعداد موقع المتحف, وبناء المركز الدولي للترميم ووحدة ضخمة للإطفاء ومحطتي محولات لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروع, ومحطة مياه, لاسيما تركيب الأجهزة والمعدات الحديثة ذات المستوي التقني الرفيع طبقا لأحدث النظم العالمية.
قال وزير الثقافة فاروق حسني إنه بانتهاء العمل في المرحلتين تم بدء العمل بالفعل في المرحلة الثالثة والأخيرة التي من المقرر أن تستغرق 26 شهرا, بعدها يكون المتحف جاهزا للافتتاح الرسمي الكبير منتصف عام 2012, وسيتم الإعداد لاحتفال عالمي يقدم خلاله للعالم أهم وأكبر متاحف الآثار التي تعبر عن الحضارة المصرية الخالدة بأصالتها وعراقتها, تلك الإرث الإنساني الذي نعتبره ملكا للبشرية كلها.
ووصف حسني المتحف المصري الكبير بأنه أكبر مشروع ثقافي في العالم وسد عال ثقافي كبير يحقق حلم المصريين, انتظره العالم وترقبه الجميع, ومن أهم المعروضات التي سيضهما المتحف ستكون كنوز أو آثار الملك أو الفرعون الذهبي الطفل توت عنخ آمون, التي سيتم نقلها من المتحف المصري, وسيتم بناء نموذج للمقبرة, كما تم اكتشافها أول مرة, وكما هي موجودة في وادي الملوك في البر الغربي بالأقصر, وكذلك سيتم نقل مراكب الشمس من جوار هرم خوفو الأكبر بالجيزة إلي المتحف الجديد, وكذلك سيتصدره تمثال رمسيس الثاني الرائع الذي تم نقله من ميدان رمسيس, فيما تربط المعامل والمخازن بالمتحف عبر ثلاثة أنفاق تحت الأرض.
من جانبه قال مستشار وزير الثقافة والمدير التنفيذي لمشروع المتحف المصري الكبير محمد غنيم, إنه تم بالفعل تعيين حوالي 122 فردا علي قوة المتحف ما بين مرممين وعمالة فنية, وأساتذة متخصصين في علوم الكيمياء والطبيعة والليزر والأنثروبولوجي والطب البشري للإشراف علي عمليات ترميم ونقل الآثار والمومياوات والتي بدأت فعليا حيث تم نقل آلاف القطع الأثرية من مختلف المتاحف والمخازن المتحفية بشتي أنحاء مصر والتي اختيرت بعناية لعرضها في المتحف المصري الكبير إيذانا لبدء العمل واستقبال زوار المتحف عقب افتتاحه.
أضاف غنيم أنه سيتم نقل باقي القطع الأثرية المختارة إلي المتحف الكبير تباعا طبقا لجدول زمني محدد ومخطط له سلفا, حتي يتم الانتهاء من نقل كافة القطع التي تبلغ 100 ألف قطعة أثرية.
ويمثل مشروع المتحف المصري الكبير نموذجا رائدا وحضاريا لعمارة المتاحف حيث يضم أكبر وأعظم مجموعات التحف الفرعونية في العالم وخصص للمتحف 177 فدانا علي بعد 2.5 كيلومتر من هضبة الأهرامات وتبلغ المساحة المبناة حوالي 120 ألف متر مربع كما سيحتوي المتحف علي 100 ألف قطعة أثرية تغطي 3500 عام من تاريخ القدماء المصريين, إضافة لحوالي 25 فدانا من الخدمات والحدائق العامة والمناطق الترويجية تتاح علي مدار 24 ساعة يوميا بما فيها من متنزهات مشكلة من الكثبان الرملية وحدائق منسقة بالنباتات والزهور الفرعونية وحديقة المعابد التي تحتوي علي التماثيل الفرعونية الكبيرة.
ومن المقرر أن يصل عدد زوار المتحف المصري الكبير عقب افتتاحه إلي 5 ملايين سائح سنويا بمعدل 15000 زائر يوميا ليزداد هذا العدد بعد سنتين إلي 8 ملايين سائح.
ويتميز المتحف المصري الكبير بأحدث الأساليب التكنولوجية للعرض المتحفي والثقافي, متجاوبا مع متغيرات التكنولوجيا والاتصالات في الألفية الجديدة ليكون الأول من نوعه في استخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي في العرض وعلي صعيد آخر سيكون المتحف مركزا عالميا للاتصالات المتحفية عن طريق استخدام شبكات الأقمار الاصطناعية في الاتصال المباشر مع المتاحف المهمة عالميا ومحليا كما سيشمل متحفا للأطفال يخاطب كافة المراحل العمرية لتربية الأجيال الجديدة أثريا وثقافيا بالإضافة إلي قاعات وعروض متحفية مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
كما يحتوي المتحف علي مركز للمحاضرات والعروض المسرحية والأوبرالية ومركز عالمي للبحوث العلمية وتدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال المتاحف والفصول التعليمية لتدريس تاريخ وفنون الحضارة القديمة وورش للحرف والصناعات اليدوية التي أتقنها الفراعنة كما يضم المتحف أكبر مكتبة متخصصة في علم المصريات.