أيام معدودة وتبدأ الاحتفالية الكبري بالعيد الأربعين لتجلي السيدة العذراء علي قباب كنيستها بالزيتون بعد أن تقرر أن تبدأ الاحتفالات في السادسة مساء الاثنين 31مارس الجاري بزيارة قداسة البابا شنودة الثالث ومباركته للاحتفالية التي تستمر أربعة أيام متتالية لتنتهي يوم الخميس3أبريل بحفل تكريم وتوزيع الجوائز علي المشاركين وكل من له تعب محبة في إنجاح هذه الاحتفالية التي يحضرها أكثر من مليون مواطن من مصر والخارج بعضهم عاصر التجليات وشاهد ظهورات العذراء وما صاحبها من ظواهر روحية وبعضهم ممن ولد بعد عام1968 فسمع أو قرأ عنها ولكنه يعيش بإيمان كامل لتجلي العذراء ويلتمس بركاتها بزيارة المكان وكنيستها الصغيرة التي تجلت فوق قبابها…وكان قداسة الباب شنودة الثالث شكل منذ أكثر من عام لجنة للإشراف علي الاحتفالية من خمسة من الآباء المطارنة والأساقفة والآباء كنهة كنيسة الزيتون تضم أصحاب النيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ومطران دمياط والبراري ورئيس دير القديسة دميانة,والأنبا موسي الأسقف العام للشباب,والأنبا بطرس الأسقف العام,والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها,والأنبا تيموثاوس الأسقف العام…واستمرت اللجنة في أعمالها طوال العام للإعداد وتنظيم هذه الاحتفالية العالمية,وتوالت الأيام إلي أن لم يعد باقيا سوي أيام معدودة فتحول المكان إلي خلية نحل…الآباء الكهنة والخدام والخادمات والشباب والصغار-أيضا-يعملون ليل نهار في سباق مع الزمن استعدادا للاحتفالية..حتي رجال الأمن يخططون لاستقبال المنطقة لآلاف الزوار طوال أيام الاحتفالية وما يتطلبه الأمر من تأمين المكان وتعديل مسارات المرور بما يسهل علي الزوار زيارة المكان وحضور الاحتفال.
استعدادا للاحتفالية شهد الشهران الماضيين حدثين مهمين ففي يوم الجمعة والسبت25و26يناير الماضي اقيمت التصفيات النهائية لمسابقة التجلي في مهرجان الكرازة,وفي3فبراير الماضي افتتح معرض الصور التشكيلية الذي ضم ثلاثين لوحة تم اختيارها من بين مئات اللوحات التي اشتركت في مسابقة خاصة واستمر المعرض بساحة كاتدرائية العذراء بالزيتون في17فبراير الماضي.
مسابقة التجلي
*عن فكرة مسابقة تجلي السيدة العذراء ضمن مسابقات مهرجان الكرازة قال القمص بطرس بطرس جيد راعي الكنيسة:
**نبعت من سؤال طرح في أول اجتماع اللجنة التي شكلها قداسة البابا…وهو:كيف يكون الاحتفال عاما وليس قاصرا علي أولاد العذراء بالزيتون أو بشعبها فقط,لأن العذراء عندما ظهرت ظهرت لكل الناس من جميع المحافظات,ومن جميع البلاد,ومن جميع الأجناس..وبادر نيافة الأنبا موسي أسقف الشباب بتخصيص جزء من مسابقة مهرجان الكرازة سنة2007-الذي يشارك فيه الشباب من الإيبارشيات ومن جميع بلاد العالم-عن احتفالية العذراء ومرور40سنة علي ظهورها وتجليها بكنيستها في الزيتون,وبهذا نجح نيافته-وهو عضو في لجنة الاحتفالية-في تشجيع الشباب من جميع المراحل علي الاشتراك ببحوث ودراسات وأعمال الكترونية وأوبرتيات وكورالات…ولم يكن الهدف فقط تجميع أعمال لعرضها وتقديمها في الاحتفالية,ولكن كان الهدف أيضا أن نقول لكل الناس أننا قادمون علي عمل عالمي يحتاج إلي استعداد واهتمام,وندعوهم ليشاركوننا فيه…
**ونشكر الرب أن الرسالة وصلت إلي الشباب في جميع أنحاء الكرازة,وفوجئنا خلال أيام التصفيات -يناير الماضي-بأعداد كبيرة من جميع المحافظات لم نكن نتوقعها..علي سبيل المثال إحدي الفرق المشتركة بالكورال كانت قادمة من أعماق الصعيد وتتكون من70فردا غير المساعدين,وأن أكثر من800 شاب وشابة من مختلف الأعمار شاركوا في مسابقة المهرجان غير المساعدين بالفرق سواء بالتأليف أو بالتلحين أو بالتوزيع أو الإرشاد في أعمالهم الإلكترونية أو في الإبحاث.
**وكم كانت سعادتنا لأن المشتركين في المهرجان من جميع الإيبارشيات,وأن الإعداد التي جاءت ومعها الآباء الكهنة والخدام والتاسونات فشعرنا أن المشاركين ليسوا الشباب فقط,ولكن الكنيسة كلها مشتركة ومهتمة جدا بالاحتفالية,والأعمال التي شاهدتها لجان التحكيم خلال يومين وراءها جهد سنة كاملة,وأظهرت مواهب كثيرة وسط أولادنا قدموا أعمال فنية قيمة ولم يكونوا مجرد هواة يقدمون عمل قد يقبل أو لا يقبل…ورأينا مظاهر الفرحة في عيون الناس..ولمسنا حرصهم علي التعبير عن محبتهم للسيدة العذراء باشتراكهم في هذا المهرجان,وساد بيننا انطباع أن البعض يريد أن يرد الجميل للعذراء بكلمة يقولها أو ترنمية يعبر بها عن محبته للست العذراء.
كل الإيبارشيات
*وراء هذا النجاح الذي لقته مسابقة مهرجان الكرازة جهد كبير لأسقفية الشباب-هكذا قال القمص بطرس بطرس جيد-وأضاف:
**كان يسعدنا جدا الأنبا موسي ومعه مكرسات الأسقفية,كانوا مهتمين جدا,وأعطونا بمحبة خبرتهم الكبيرة في ترتيب المهرجانات…ونشكر الرب أن الكنيسة كانت متسعة للأعداد الكبيرة التي جاءت من كل الإيبارشيات,وكان فيه أكثر من مكان للجان التحكيم…أحيانا كان هناك6قاعات تعمل في وقت واحد,ولم يشعر أحد بإزدحام أو بمضايقة,وكانت الكنيسة علي اتساعهافرحانة بكل الناس الموجدين.
*عن أعمال وتصيفات مهرجات الكرازة لمسابقة تجلي العذراء فوق قباب كنيستها بالزيتون قالت تاسوني فيبي-الدينمو المحرك للمهرجان-بأسقفية الشباب:
**كانت مسابقة العذراء ضمن مهرجان الكرازة لعام2007 الذي تم تحكيم وتصفيات الأعمال المشتركة فيه في شهري يوليو وأغسطس الماضيين ووزعت جوائزه علي الفائزين في عيد جلوس قداسة البابا في نوفمبر من العام الماضي…أما ما يخص مسابقة العذراء-كجزء من مسابقة المهرجان-فقد تمت التصفيات النهائية لها يومي 25, 26 يناير2008بكنيسة السيدة العذراء بالزيتون.
*وأوضحت تاسوني فيبي:
**فيما يتعلق بالأبحاث فتم تصفية الأبحاث المقدمة من شباب القاهرة-20بحثا-في اليوم الأول-الجمعة-أما الأبحاث المقدمة من شباب باقي المحافظات – 38 بحثا – فقد تم تقيمها في اليوم الثاني,وحضر بعض المتقدمين للتسابق وناقشتهم لجان التحكيم,وكان أحدهما من الخرطوم.. وحصل علي المراكز العشرة الأولي امتثال فكري عبدالسيد من كنيسة مارجرجس ببا, ونصرة أخنوخ أمجد من العذراء والملاك عين شمس, ومرثا حليم شنودة من العذراء حدائق القبة, ونعمة نعيم شنودة من مارجرجس روض الفرج, وكارولين فتحي لمعي من مارمينا والملاك الألف مسكن, وإيريني غالي بباوي من الأنبا أنطونيوس المنيا, ومريم لويس ضيف من مارجرجس والأنبا شنودة شبرا الخيمة, وكيرلس سميح ملاك من مارمينا الفيوم, واستير عريان إبراهيم من مارجرجس أبوالفرج, وسهير ظريف جرجس من العذراء غيط العنب, وإبراهيم ملاك فكري من مارجرجس أبيشواي.
**عن مسابقة الألحان فقد تقدم لها14فريقا من بلاد مختلفة وأعمار مختلفة-وكان عددهم حوالي450 متسابق-وفاز من فرق الإبتدائي بالمركز الأول فريق كنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بالمنصورة,وبالمركز الثاني فريق كنيسة الأنبا أنطونيوس بالمنيا,والعذراء بالزيتون…ومن فرق إعدادي فاز فريق كنيسة مارمينا بالمنيا والعذراء مريم بالمنيا أيضا,ومارجرجس بأسيوط..ومن فرق ثانوي والخدام فازت فرق كنائس الشهيد كرياكوس بطهطا,والعذراء بالمنيا,والعذراء بالفكرية,ومارجرجس بأسيوط,وأسرة الشهيد إسطفانوس بكنيسة العذراء بالزيتون.
**في مسابقة الكورال تقدمت 5فرق من محافظات مختلفة فازت جميعها وفقا للترتيب الآتي…فالمركز الأول كان لكنيسة العذراء بدرياس,والثاني لمارجرجس طهطا,والثالث العذراء المنصورة,والرابع مارجرجس منفلوط,والخامس الأنبا برسوم حلوان.
**في مسابقة الأعمال الإلكترونية تقدمت ثمانية أعمال من بينها عملين جماعيين وكان من بين الأعمال الفردية عمل لمتسابقة من الخرطوم تم امتحانها بمعرفة أسقفية الشباب أثناء تحكيمهم للمهرجان في السودان…وكان الفائزون بالأعمال الفردية:كيرلس صبحي فؤاد من كنيسة العذراء بالعاشر من رمضان,ومينا جاد فهمي من مارجرجس منشية التحرير,وأبانوب بسطا يوسف من العذراء بالعاشر من رمضان,وفادي نعيم نصيف من الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بعزبة النخل,ونادر كمال بخيت من مارجرجس أبو زعبل,ويوستينا عوض عيد من مارجرجس الخرطوم…أما الأعمال الجماعية فكان الأول لكنيسة العذراء بمسرة وقدمه كيرلس بباوي وماركو وجيه وبيشوي حربي,والثاني لكنيسة الملاك بجرجا وقدمه مينا إيليا,وأندرو أكرم,وتوماس أدهم.
**في الأداء الفردي فازت مهرائيل سمير بالمرحلة الإعدادية..أما الفائزين من الخريجين فكان أغلبهم من شباب طهطا فالأولي مريم ثروت والثانية دميانة نبيل,والرابعة مارسيل أديب,والسادس شنودة نعمة الله,والسابعة سامية جمال,والثامن وائل صدقي,والعاشرة جاكلين رفعت وجميعهم من كنيسة مارجرجس طهطا,أما المركز الثالث فكان لإنجي يعقوب من مارجرجس منفلوط,والخامس أوليفيا هاني من العذراء المنصورة,والتاسعة مريم سعد من العذراء العاشر من رمضان.
* من فعاليات الاحتفالية كان معرض الرسوم التشكيلية الذي أقيم بساحة كاتدرائية العذراء في فبراير الماضي.. داخل المعرض التقينا بالقس بيشوي فايق الكاهن بالكنيسة والمشرف علي الاحتفالية.. حدثنا عن فكرة هذا المعرض وأفكار أخري وضعتها اللجنة البابوية للاحتفالية.. قال:
** كان من أول أهداف الاحتفالية أن ندعو أكبر عدد للمشاركة خاصة ممن عاصروا وشاهدوا التجليات قبل أن تمضي الأيام دون تسجيل كامل لهذا الحدث التاريخي الذي اهتزت له كل شعوب العالم ومازالت.. ولهذا دعونا لتسجيل شهادات وذكريات من عاين هذا التجلي عام 1968 وخصصنا مواعيد للتسجيل بالصوت والصورة.. من الآباء المطارنة والأساقفة الأجلاء الذين تم التسجيل معهم عن تجلي السيدة العذراء أصحاب النيافة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس, والأنبا هدرا مطران أسوان, والأنبا مرقس مطران فرنسا, والأنبا أثناسيوس أسقف فرنسا, والأنبا أنطونيوس مرقس أسقف أفريقيا, والأنبا موسي أسقف الشباب, والأنبا رافائيل الأسقف العام, والأنبا تيموثاوس الأسقف العام, والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة, والأنبا بنيامين أسقف المنوفية.. وسجلنا شهادات 14 من الآباء الكهنة عن التجلي.. وسجلنا مع أكثر من 300 شخص تقريبا ما بين رجال وسيدات من مشاهدي الظهور.
** ودعونا الفنانين لمسابقة فنية لرسم لوحة أو أكثر مستوحاة من إحساس الفنانين ممن عايشوا التجلي, وتشجيعا للفنانين الشبان ممن لم يعاصروا التجلي ووضعنا علي الموقع الإلكتروني للكنيسة مقال لأشكال الظهور الروحية المصاحبة له – حمام, نجوم, سحاب, نور – لنساعدهم علي استلهام الصورة التي يرسمونها.. وبالفعل وصلتنا عشرات اللوحات من فنانين بعضهم ممن عاصروا التجلي كالفنان وجيه تامر – 609 سنة – ورسمتي بسادة – 66 سنة – وحليم فهيم – 60 سنة – الذي قدم لوحتان, وعاطف أمين إسكندر – 59 سنة – ونجيب فرج – 55 سنة – الذي قدم أربعة لوحات.. وكان أصغر المتسابقين بيشوي موسي عطاالله – 18 سنة – وأصغر المتسابقات أماني منير يوسف – 15 سنة – وتتراوح أعمار باقي الفنانين بين هؤلاء وأولئك.. واختارت اللجنة – التي تشكلت من الدكتورة صوفي حبيب جرجس رئيس قسم التصوير بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان سابقا, والدكتور جمال لمعي أستاذ التصوير بالجامعة الأمريكية – اختارت ثلاثين لوحة لعرضها في المعرض لهؤلاء الرسامين, وأيضا لكل من جيمي حشمت جاب الله, بسمة شوقي نصيف, رضا حنا باسيلي, نيفين ميخائيل بولس, مارلين عزمي توفيق, سمعان شحاتة, جورج قليني حبيب, مهندس واصف عادل جرجس, مجدي رياض حنا, رانيا أديب كاسب, أشرف سمير شحاتة, ماري سعد, مجدي نجيب يوسف, ثروت مرقص ميخائيل, مرثا نجيب إبراهيم, ومودة حلمي غالي.
* التقينا بالدكتورة صوفي حبيب جرجس.. وكشف الحديث معها عن وقائع جديدة.. فهي ممن عاصروا التجلي وشاهدوه ثلاث مرات.. وبأحاسيس الفنان ودقته وصفت لنا ما رأته منذ أربعين عاما.. قالت:
** كان الأساس عند تقيمنا للوحات أن تكون أقرب ما تكون للحقيقة ولصورة العذراء كما ظهرت عند تجليها فوق قباب كنيستها بالزيتون.. وأنا واحدة ممن عاصروا التجلي وشاهدت العذراء ثلاث مرات.. في إحدي المرات عشت ساعة إلا ربع أبصر العذراء بعيني.. ومازلت أذكر صورتها كما رأيتها بتفاصيل لبسها وشكلها.. ووقفت وسط الحشود متأملة في جميع تفاصيلها.. كانت في صورة فتاة صغيرة جميلة جدا, أنيقة جدا, بسيطة جدا, ترتدي ثوب بسيط وعلي رأسها طرحة في درجة لون الثوب – فضي فاتح – وحول داير الطرحة تطريز من نفس اللون بعرض أربعة قراريط.. استمرت العذراء متجلية أمامنا في هذه الصورة نصف ساعة وهي تحتضن السيد المسيح علي صدرها بيديها, وتحيي الجماهير برأسها, وهي تتحرك في كل اتجاه حول قبة الكنيسة.. أما ربع الساعة الأخري فقد تغيرت الصورة إذ بدأ الجزء السفلي يختفي, والجزء العلوي من الصدر حتي الرأس يأخذ حجم أكبر حتي ملأ السماء ورفعت الطفل يسوع إلي أعلي وهي ممسكة بيديه الاثنين.. لهذا أعجبتني جدا اللوحة التي رسمها أحد المتسابقين العذراء وهي رافعة المسيح فوق رأسها كما رأيتها تماما منذ أربعين عاما.