تعتزم هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث إعادة تأهيل وإحياء المواقع التاريخية في إمارة أبو ظبي تنفيذا لخطتها الاستراتيجية الخمسية التي تهدف إلي جعل أبو ظبي المركز الثقافي في المنطقة وعلي مستوي العالم, وفي الوقت نفسه تعمل علي الترويج للثقافة والهوية الوطنية كمصدر فخر وإلهام للجميع.
تعمل الهيئة حاليا علي عدد من المبادرات التي تركز علي إعادة تأهيل المتاحف القائمة مثل متحف قصر الشيخ زايد, إلي جانب تطوير المتاحف في المواقع التاريخية مثل متحف قصر المويجعي, ومتحف الشيخ زايد الأول في قلعة الجاهلي بمدينة العين. وقلعة الجاهلي لكونها معلما تاريخيا مهما بعد أن أصبحت منبرا ثقافيا مرموقا في مدينة العين بعد ترميمها وإعادة افتتاحها مطلع 2009, حيث تستقطب الآلاف من الزوار لحضور فعالياتها التراثية والفنية والثقافية.
وتولي الهيئة الحفاظ علي التراث الثقافي لإمارة أبو ظبي وحمايته والترويج له, بعدما تحولت إمارة أبو ظبي إلي حاضرة عصرية ناجحة, وأصبح من الضروري الإشارة بصورة مسبقة وبأسلوب فعال إلي هذا التحول بغية التأثير إيجابا علي تصورات الناس حول حياتهم اليومية والعصر الذي يعيشون فيه.
كما تعمل علي إطلاق حملات توعية مكثفة ومدروسة مسبقا تواكب مبادراتها التي لها صلة مباشرة ومؤثرة في وعي الناس وحملات التوعية تشمل المطبوعات والبرامج المتنوعة مثل ورش العمل والحلقات العلمية والمعارض المؤقتة والمحاضرات, إلي جانب النشاطات التي تستهدف المؤسسات التعليمية والناس علي وجه العموم.
ومع تزايد عدد السياح القادمين إلي الإمارة بات من الضروري تكثيف زيارات السياح إلي المواقع الثقافية والتعليمية في الإمارة والتي تعكس أصالة التراث الإماراتي ورسوخ قيمه في الحياة اليومية, لأنه عندما يزور السياح بلدا أجنبيا, فإنهم يودون تحقيق أقصي قدر من التجربة السياحية عبر زيارتهم ومن الطبيعي أن يرغب السائح بالتعرف علي الجوانب التاريخية والثقافية للبلد الذي يزوره لذلك من الأهمية إطلاع السياح علي تراث الإمارة العريق وثقافتها الأصيلة, سواء من الناحية المادية أو المعنوية, من أجل الاطلاع علي تاريخها وفهم قيمها وشعبها الذي يقف خلف الإنجازات المهمة التي ساعدت علي رسم صورة أبو ظبي كما هي عليه الآن, ويساعد ذلك أيضا علي خلق حوارات ثقافية بين الأشخاص المنتمين لأعراق وأديان مختلفة.
ومع الانتهاء من مشاريع إعادة تأهيل المتاحف وتطويرها إلي جانب مشاريع إعادة إحياء المواقع التاريخية فإن ذلك سيسهم في دعم القطاع السياحي.