كنا ندفع مصاريف المدارس بالجنيه الاسترليني وليس لنا الحق في المسابقات الدراسية
نعاني التمييز في الشوارع بسبب بشرتنا السمراء
أصعب ما في الحياة أن تشعر بأنك غريبا في بلد نشأت فيه وتربيت علي أرضه وأن تحرم من كل حقوقك نتيجة أنك تحمل جنسية أخري…وهو ما وجده بعض السودانيين في مصر سواء في دراستهم أو تعامل الناس معهم,وهو ما عانته رشا محمد (23سنة) لكونها ابنة رجل سوداني عاشت حياتها في مصر ولم تعرف وطنا آخر غيره…ترصده في حكايتها التي جاءت نبراتها حزينة وتشعر بالغربة فيها…
تقول رشا: ##أنا من أسرة مصرية-سودانية حيث إن والدي سوداني ووالدتي مصرية ولي 3إخوات ولدين وبنت…نعيش في مصر منذ زمن,فلقد ولدنا كلنا في مصر حيث إن والدي جاء من السودان للدراسة في القاهرة وتعرف علي والدتي وتزوجا…المهم الحياة كانت مختلفة بالنسبة لنا طول الوقت برغم أننا لم نعرف بلدا غير مصر فلم يختلف شكلنا عن المصريين روحنا نفسها مصرية…لكن طول الوقت كان يتم التعامل معنا علي أننا لسنا مصريين…ففي دراستنا كنا ندفع المصروفات بالجنيه الاسترليني سواء كان في المدارس أو الجامعة,وهو ما كان يشعرنا دائما بأننا أغراب عن مصر ويزداد شعورنا دائما عندما تكون هناك الحاجة إلينا فلو أقيمت مسابقة دراسية كان يشترط أن يكون المتقدم مصريا,وبرغم تفوقنا الدراسي أنا وإخوتي كنا نحرم من هذه الحقوق وأصعب شئ علي طفل أن يتم حرمانه من التفوق في وقت يحتاج فيه إلي الحافز حتي يستمر في تفوقه##…
أما عن أسعد لحظة في حياتها تقول رشا: ##لقد عانينا كثيرا في مصر إلي أن جاء حصولنا علي الجنسية المصرية بعد قرار منح الجنسية المصرية لأبناء الأم المصرية وحصلنا علي الجنسية المصرية التي حرمنا منها في المعاملة…وبرغم سعادتنا بهذا القرار وحصولنا علي جنسيتنا إلا أنه تأخر حيث إننا قد أنهينا دراستنا في الجامعة##.
وعن سبب ارتباط القرار بالدراسة تقول رشا: ##إن أختي الكبيرة كانت متفوقة في الجامعة وكان من المفترض أن يتم تعيينها معيدة في الجامعة ولكن كونها تحمل الجنسية السودانية أحال دون ذلك##..
وتوضح رشا عن حياتها الطبيعية والمعيشية أنها طول الوقت تجد تمييزا ضد السودانيين أبناء جنسيتهم بسبب بشرتهم السوداء وخاصة من قبل بعض الأطفال في الشوارع والمواصلات العامة حتي في العمل حيث يتم الاستعانة بهم في الأعمال الشاقة والتي تعتمد علي القوة الجسدية لأنه لا يتم قبولهم في أعمال أخري.
وتختتم رشا كلامها متمنية أن يتم النظر إلي السودانيين في مصر كأخوة وأبناء وادي النيل لأنهم أكثر قربا من المصريين.