الحلقة الثالثة
تعتبر أذون الخزانة التي أصدرها جوردون باشا 1884أول عملة ورقية لمصر والسودان,وقد أمر جوردون باشا بإصدار ما قيمته 168ألف جنيه إلا أنه لم يوقع بالفعل إلا علي 50ألف جنيه فقط حيث استولت وقتئذ قوات المهدي علي الخرطوم وقتل جوردون باشا قبل أن يتمكن من استكمال التوقيع علي الإصدار,وذلك لأن كل هذه الأوراق كانت قد كتبت يدويا علي يد خطاط يدعي ##فاضل## وكتب عليها الصيغة الآتية: ##هذا المبلغ مقبول ويجري دفعه من خزينة الخرطوم أو مصر بعد مضي ستة شهور من تاريخه -25أبريل سنة 1884-##
وقد صدرت هذه العملات الورقية في إحدي عشرة فئة هي:
* واحد قرش * خمسة قروش * عشرة قروش * عشرون قرشا * مائة قرش * خمسمائة قرش * ألف قرش * ألفين قرش * ألفين وخمسمائة قرش * خمسة آلاف قرش * خمسون جنيها.
أندر هذه الفئات هي فئة ##واحد قرش## حيث لم يهتم أحد بشرائها من تجار السودان لصرفها من الخزانة المصرية وذلك لضآلة قيمتها وكذلك فإن الأوراق فئة الخمسين جنيها كانت نادرة لقلة المصدر منها أصلا.
هذه الأوراق كانت تمتاز بجودتها لأنها مصنوعة من ألياف الكتان وأكثر سمكا من أوراق البنكنوت الحالي,وكتبت علي وجه واحد يدويا بالحبر الشيني وتحمل ختم جوردون باشا وختم حكمدارية عموم السودان باللغتين الفرنسية والعربية,كما كانت قيمة الأوراق التي تحمل توقيع جوردون باشا مرتفعة عن مثيلاتها من الأوراق المصدرة بدون توقيعه.
وتعود قصة أوراق النقد المنسوبة إلي جوردون باشا إلي الفترة التي كان يقوم فيها القائد الإنجليزي بمحاولة إجلاء القوات المصرية من السودان بعد انتصارات ثورة المهدي وهناك حوصرت قواته في الخرطوم وقطعت عنه الإمدادات ونفدت الأموال من خزائنه. وتمت وطأة حصار المهدي المستمر للخرطوم اضطر جوردون باشا بصفته حاكما لإقليم السودان إلي إصدار أذون خزانة لحاملها تصرف من خزانة الخرطوم أو مصر,وهذه الأذون تعتبر أول عملة ورقية في مصر والسودان.إلا أن التجار في السودان رفضوا التعامل بهذه العملات الجديدة فأصدر جوردون باشا أمرا عسكريا بإلزام التجار بقبول هذه الأوراق.
المصادر:
1- موسوعة وكتالوج العملات المصرية ##البنكنوت المصري## إعداد وتأليف مهندس.مجدي حنفي وترجمة علي محيلية مؤسس الشعبة العربية للاتحاد العالمي لهواة العملات