إذا دعاك أحد إلي أن تجرب المشي علي نار درجة حرارتها 2200فهرنهايت لمدة عشرين ثانية,ويعدك بأنك لن تشعر بشئ,ماذا تقول؟ طبعا ستظن أنه سحر وشعوذة,أو أن الموضوع به خدعة ما,لأن من المستحيل أن يقبل العقل خوض هذه المغامرة,ولكني قرأت ودرست الكثير في موضوعات التنمية البشرية,وأعلم أن الإنسان يمتلك قدرات غير محدودة,وإمكانيات ومهارات لم يكتشفها في نفسه,وبالتالي لم يستخدمها,فقد وافقت وأنا بكامل قواي العقلية علي خوض هذه التجربة المثيرة.
ذهبت الشهر الماضي إلي لندن لحضور دورة في التنمية البشرية بعنوان أيقظ قواك الخفية للمدرب الأمريكي العالمي أنتوني روبينز والذي يعتبر رقم واحد في العالم في البرمجة اللغوية العصبية,وكنت قد قرأت له عدة كتب منها كتاب بنفس عنوان الدورة.
ذهبت في اليوم الأول مبكرا جدا فلقد كان عدد المشاركين 8آلاف شخص,من 55دولة,والمفروض أنه في اليوم الأول سيمروا جميعا بتجربة السير فوق النار,وطبعا المقصود بذلك تحطيم الاعتقادات السلبية,وذلك جزء من مادة البرمجة اللغوية العصبية علي أساس أنه عندما يمر الإنسان بهذه التجربة العملية في اليوم الأول من الدورة سيأخذ ثقة كبيرة في نفسه علي قدراته في تحطيم الاعتقادات السلبية عن نفسه,ويستبدلها باعتقادات إيجابية,بطريقة علمية وعملية,كما يكتشف الإنسان أيضا قدراته الهائلة في صنع الحالة النفسية التي يريدها.
تلك الدورة تقدم سنويا,وهذه هي المرة الخامسة عشر -وبعض المشاركين في الدورة يحضرونها لثاني وثالث وخامس مرة- نظرا لفاعليتها وتأثيرها الإيجابي علي حياتهم,وتأملت المشاركين في الدورة من عشاق التنمية البشرية,جمهور التنمية البشرية عموما جمهور له نوعية خاصة,هم ليسوا أكثر أو أقل ذكاء من الآخرين,إنما بداخلهم رغبة شديدة في تطوير أنفسهم,يؤمنون بقدرات الإنسان الداخلية الهائلة والتي لم تستغل بعد يؤمنون في علوم التنمية البشرية,التي تساعد الإنسان علي أن يقوم برحلة داخل نفسه ليكتشف في أعماقه عالمه الداخلي ويخرج منه الثروات ويبدل ما يريد تبديله ليصنع لنفسه عالما جديدا,وعندما يعرف كيف يصنع قراراته لنفسه وكيف يختار اختياراته,يستطيع أن يغير في نفسه أي عادة سلبية.
مهارات وعلوم التنمية البشرية بدأ يستخدمها الأطباء علي مستوي العالم,وتم الاعتراف بها في بعض جامعات أمريكا,وبدأ الأطباء يؤمنون بأبجديات لغة هذه العلوم كالتنويم بالإيحاء,فهي لغة خاصة تساعد الإنسان في الدخول إلي داخل نفسه.
أعود إلي الدورة.المفروض في اليوم الأول ستكون تجربة المشي فوق النار…تخيل معي 8آلاف شخص من مختلف الأعمار والمهن والمراكز الاجتماعية,كل منهم سيخلع الحذاء والشراب ويقف في الطابور,وبإرادته,سيسر فوق أحجار الفحم الملتهبة تماما في درجة حرارة 2200فهرنهايت,إن ما رأيته…وجربته…وتعلمته في هذه الدورة شئ يفوق العقل,إن تجربة السير علي النار هي أقل التجارب لما رأيته بعد ذلك,هي مجرد رمز وحافز للإنسان علي أنه قادر تماما علي تحطيم الخوف الداخلي,قادر تماما علي تغيير حياته واختباراته وقراراته عندما يعلم ويتعرف علي طريقته الداخلية في اتخاذ القرارات ويكتشف أنه قادر -وببساطة- أن يختار ما يسعده ويحقق له النجاح والسعادة في كل مجالات حياته.
تابعوني في المقال المقبل لتتعرفوا علي التجربة كاملة…….
خبير تنمية بشرية