كتب-جورج رياض:
يتوجه الناخبون الأمريكيون بعد غد الثلاثاء إلي صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة وهو المنصب الذي يتنافس عليه باراك أوباما مرشح الحزب الديموقراطي وجون ماكين مرشح الحزب الجمهوري, كما تجري في نفس الوقت انتخابات الكونجرس الأمريكي,حيث يشتد التنافس بين الحزبين علي مقاعد مجلس النواب بالكامل, بالإضافة إلي ثلث مقاعد مجلس الشيوخ.
ومع بلوغ السباق الرئاسي في الولايات المتحدة مراحله الأخيرة رفع المرشحان من وتيرة حملتهما لاجتذاب الناخبين المترددين والذين لم يحددوا بعد لمن سيعطون أصواتهم, وهؤلاء بلغت نسبتهم نحو 14% وفقا لاستطلاع للرأي نشرته وكالة أسوشيتدبرس أول أمس الجمعة, وركز ماكين وأوباما بشكل أساسي علي الجانب الاقتصادي وكيفية انتشال البلاد من الأزمة المالية الأخيرة في ظل تباين برنامج المرشحين حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة.
من جانبه استعان أوباما بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في حملته الإنتخابية بولاية فلوريدا,حيث أعلن كلينتون أن المرشح الديموقراطي يمثل مستقبل الولايات المتحدة وأثني علي الطريقة التي تعامل بها مع الأزمة المالية, موضحا أن المرشح الديموقراطي استعان بأناس كانوا يعملون مستشارين له عندما كان رئيسا,وقال الرئيس الأسبق أن أوباما هو الشخص الأقدر علي إخراجنا من المأزق الحالي الذي وقعت فيه البلاد.
في الإطار ذاته قام أوباما برصد ميزانية كبيرة والعمل الدعائي بشكل لم يفعله أي مرشح سابق للرئاسة, حيث اشتري فريق المرشح الديموقراطي نصف ساعة, في أوقات الذروة علي سبع شبكات إخبارية أمريكية وظهر أوباما في فيلم مؤثر يناشد خلاله الشعب الأمريكي التصويت له, راويا قصة مسيرته منذ بداية الحملة الانتخابية,وقال في تلك الدعاية: لن أكون الرئيس الكامل والمثالي, لكنني أتعهد لكم بأنني ساحيطكم علما بما افكر فيه, وبموقفي من الامور.
تأتي هذه الخطوة الدعائية في أعقاب الانتقادات القوية التي وجهها إليه خصمه الجمهوري جون ماكين, الذي يروج لنفسه في فلوريدا, مشككا في قدرة أوباما علي معالجة الشئون المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي وخطته لمعالجة الوضع الاقتصادي والتي طالما وصفها بأنها تهدد الطبقات الوسطي في الولايات المتحدة, واعتبر ماكين أن الفيلم الدعائي الأخير الذي بثه أوباما لن يساعده في تخطي سجله الغامض, قائلا إن أوباما ينفق مئات ملايين الدولارات من مساهمات حملته علي شريط إعلاني لمدة ثلاثين دقيقة,كي يظهر للشعب الأمريكي أن خطابه ينسجم مع سجله.
ولاتزال استطلاعات الرأي تظهر تقدم المرشح الديموقراطي علي منافسه وفقا لاستطلاع رأي أجرته وكالة رويترز للأنباء ومعهد زغبي أول أمس الجمعة,أن باراك أوباما ما زال متقدما علي منافسه الجمهوري جون ماكين بفارق سبع نقاط. وكشف الاستطلاع أن 50 بالمائة من الناخبين المحتملين يؤيدون أوباما مقابل 43 بالمئة يؤيدون ماكين.
بينما أظهرت تقديرات شبكة سي.إن.إن أول أمس الجمعة حول حظوظ كل مرشح في الفوز بأصوات المجمع الانتخابي أن أوباما تخطي الرقم الذي يمكنه من الفوز بالانتخابات والبالغ 270 نقطة, وذكرت أنه يمتلك 291 نقطة نتيجة لتقدمه في 25 ولاية فيما يحوز ماكين علي 163 نقطة نتيجة لتقدمه في 21 ولاية فيما لاتزال المنافسة محتدمة في ولايات فلوريدا وأوهايو وإنديانا وشمال كارولينا وميسوري, وإذا استمرت التقديرات بهذا الشكل فإن أوباما سيتجه إلي تحقيق فوز عريض في الانتخابات.