إن صفحات التاريخ تؤكد أنه ليس بالضرورة أن يكون الفلاسفة الحكماء, والقادة الزعماء والفنانون والأدباء من أصحاب الأجسام السليمة والمفتولة العضلات, فمن المعروف طبيا أن التفكير الدائم والإرهاق العقلي المستمر والانفعالات النفسية من ألد أعداء الجهاز الهضمي. وقد صرح كثير من الأطباء بذلك لأول مرة في المؤتمر الطبي العالمي الذي عقد في باريس عام 1949 الذي أكدت توصياته أن حالات القلق والتوتر تحدث قروحا في المعدة وأن معظم رؤساء وزعماء العالم مصابون بقرحة المعدة أمثال أيزنهاور الرئيس الأمريكي السابق وإثلي رئيس وزراء بريطانيا السابق, وكذلك فيشينسكي وزير خارجية روسيا في ذلك الوقت وغيرهم كثيرين.
ووجد أن المرض المزمن أو النقص البدني أو إحدي درجات الإعاقة البدنية ترهف الحس عند أصحابها, والدليل علي ذلك وجود العديد من النماذج البشرية علي اختلاف درجة إعاقتها المتنوعة – قد أثروا الحضارات القديمة والحديثة, ومنهم علي سبيل المثال:
- سقراط: كان قبيح المنظر, جاحظ العينين, أفطس الأنف, غليظ الشفتين, أبعد ما يكون عن الرشاقة أو الوسامة ولكن منحه الله عقلا حكيما وذكاء مفرطا.
- الفيلسوف الألماني نيتشة الذي بلغت شهرته العالم كله كان مصابا منذ صباه بمرض الصرع.
- العالم الفرنسي الشهير لويس باستير الذي كثف أبحاثه العلمية واكتشف الجراثيم وسجل اكتشافا علميا مدويا كان مصابا بشلل الأطفال.
- الرسام الهولندي فنسنت فان جوخ حياته الفنية كانت مليئة بالنوبات النفسية العنيفة وتكررت نوبات جنونه ونقل إلي أحد المستشفيات النفسية حيث قام برسم عدة لوحات وبعدها انتقل إلي مصحة عقلية أخري انتحر فيها بطلقة من مسدسه. هؤلاء وغيرهم كثيرون عانوا من خيبات الأمل المتكررة ومرارة التجارب القاسية وصنوف الحرمات المتنوعة حتي تنتعش حياة البشر بإبداعاتهم الرائعة.