الشباب مصدر للقوة ومشروع للحضارة وميدان فسيح للعطاء فهم عماد الدول وسبيلها للتقدم.. من أجل كل ذلك كان لدينا الكثير من الأسئلة التي تدور بذهننا عن مشكلات الشباب المصري وما الذي تقدمه له الحكومة من خدمات؟! وما هو السبيل للوصول لتلك الخدمات؟ وما مدي فاعلية تلك الخدمات في التصدي لمشاكل وهموم الشباب؟! لكي نعرف أين هي الفريضة الغائبة لنرفع من شأن الشباب المصري.
كل هذه الأسئلة وغيرها طرحناها أمام الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب فكان هذا الحوار لوطني..
* في البداية لماذا مجلس قومي للشباب بدلا من وزارة الشباب والرياضة؟
** أجاب خربوش قائلا جاء اقتراح إقامة مجلس قومي للشباب في مؤتمر الحزب الوطني لسنة 2004 فصرح الرئيس في كلمته في المؤتمر بإقامته وجاء القرار بتنفيذه في ديسمبر 2005 وذلك لتقسيم المهام بين الشباب والرياضة لأن نشاط الرياضة كان يطغي علي النشاطات الخاصة بالشباب والاهتمام بهم وبمشاكلهم, فجاء هذا القرار بإنشاء المجلس القومي للشباب ليركز علي قضايا العمل الشبابي.
* ماذا عن أهداف المجلس…!
** يسعي المجلس إلي المساهمة في تأهيل الشباب ورعايته وتمكينه من المشاركة الفعالة في إنجاز أهداف التنمية الشاملة وتحقيق نهضة مصر في إطار عالم متغير. ولذلك يقوم المجلس بتوفير الخدمات الشبابية المناسبة في كل المحافظات – وغرس قيم المواطنة والانتماء مع توسيع مشاركة الشباب في الحياة العامة ورعاية الموهوبين والمبتكرين والعمل علي تفعيل دور الفتاة.
فيوجد لدينا عدد 4460 مركز شباب موزعة كالتالي:
4076 مركزا في القري, 384 مركزا في المدن أي أكثر من 90% منها في الريف وهذا شئ يدعو للفخر لأنه يعتبر المتنفس الوحيد لكل شباب القرية. وتقدم مراكز الشباب العديد من الخدمات للشباب عن طريق 464 نادي تكنولوجيا معلومات تحتوي علي 4082 جهاز حاسب آلي و329 طابعة, 580 نادي للمرأة, 106 نادي علوم, 237 نادي تطوع, 3101 مكتبة يتراوح عدد الكتب بكل منها من 500 إلي 1000 كتاب, 538 نادي طلائع.. رغم كل ذلك هناك عدد 1361 قرية لا يوجد بها مراكز شباب.
* ما هي المشاكل التي تعوق انتشار مراكز الشباب..؟
** إن المشكلة الرئيسية لإنشاء مركز في أي مكان هي الأرض أما المباني فلا يوجد بها مشكلة من قبل المجلس أما مشكلة الأرض فبعد ارتفاع أسعارها لدينا عدة طرق لمواجهة تلك المشكلة منها أن يتم تخصيص الأرض المملوكة للدولة فنتعاون مع السادة المحافظين أو هيئة الأوقاف التي تمتلك الأرض. والحل الآخر هو الأهالي حيث يتبرع أحد الأهالي المالكون للأرض بإقامة مركز شباب يطلق عليه اسمه المتبرع وهذا شئ شرفي له حتي نشجع ذلك بالإضافة أن تكون له أولوية في رئاسة مجلس إدارته.
* الأنشطة كثيرة ومتنوعة ولكن هل هناك مقياسا يقيس مردود تلك الأنشطة علي الشباب؟
** المجلس لديه إدارة عامة تكون وظيفتها في الأساس تطوير الأنشطة التي يقوم بها المجلس وطبعا ننفذ دراسات وأبحاثا, فعند عمل معسكر أو برنامج تدريبي فالإدارة العامة للبحوث تنزل لكي تتأكد من مردود هذا البرنامج بالنسبة للشباب الذين قاموا بتلقي الخدمة ذاتها وفي سلطاتها بناء عما تصل إليه أن تبقي علي البرنامج كنشاط أو تطوره أو تلغيه.
وعن كيفية معرفة الشباب بهذه الأنشطة والاشتراك فيها أضاف خربوش: يتم ذلك من خلال جميع الهيئات العامة في مجال الشباب وهم الاتحاد العام لمراكز شباب المدن والقري – الاتحاد العام للكشافة والمرشدات – الاتحاد العام لشباب العمال – الاتحاد العام لجمعيات الشباب المسلمين – جمعية الشبان المسيحية – جمعية بيوت الشباب.
* هل هناك مشروع من قبل مراكز الشباب المنتشر لاكتشاف مواهب الشباب ودعمها وتطويرها؟
** إمكانيات مراكز الشباب تشجع الشباب علي ممارسة الرياضة كجزء من أنشطتها ولا يقتصر علي الرياضة فقط.
* كيف يعمل المجلس من خلال أنشطته علي امتصاص موجة التعصب وعدم قبول الآخر عند الشباب؟
** أولا نحن مجلس قوي لكل شباب مصر دون تفرقة بين مسلم ومسيحي أو ولد وبنت أو غني وفقير فالأنشطة مقدمة لكل الفئات من الشباب ونحن حريصون في جميع الأنشطة أن يكون فيها مسيحيون ومسلمون لتقريب المسافات بينهم وتدعيم لفكرة المواطنة لأنها تخص أمن مصر القومي ونشر ثقافة قبول الآخر ويأتي ذلك طبعا بطريقة غير مباشرة.
* انتشر بين الكثير من الشباب حلم السعي وراء الهجرة غير الشرعية.. لماذا؟
** إحصائية وزارة الخارجية تقول إن مصر لاتزال من أقل الدول في الهجرة غير الشرعية. فهذا الفكر ترسخ عند الشباب بسبب نماذج لشباب سابقين لهم سافروا وتحول الوضع غير الشرعي إلي وضع شرعي عن طريق الزواج أو العمل, هناك أيضا تأثير الدراما فأحمد زكي في النمر الأسود ومحمد هنيدي في أمستردام مثل أعلي لشباب الهجرة الغير الشرعية.
* وماذا عن البطالة.. وما دور المجلس للتغلب علي هذه المشكلة؟
** الشباب دائما يتطلع إلي وظائف معينة ويفضل العمل في ثلاثة قطاعات هي الاتصالات والبترول والكهرباء ولا يقبل بعض الوظائف المطروحة أمامه حتي يجد الفرصة المناسبة للعمل ومن جانب المجلس فهناك مشروع قري الشباب ويعمل علي منح كل شاب قطعة أرض مساحتها 6 أفدنة قابلة للاستزراع ومنزلا ملائما, ومشروعا صغيرا في أحد مجالات الصناعات والخدمات في المجال الزراعي وذلك من خلال ضوابط ومعايير صارمة تضمن استقرار الشباب وأسرهم في هذه القري الشبابية. ويتم ذلك من خلال التعاون مع وزارة الري ووزارة الزراعة. ووزارة الإسكان وهيئة التعمير, والصندوق الاجتماعي للتنمية وبتمويل من صندوق التمويل الأهلي لرعاية النشء والشباب والرياضة ورجال الأعمال. كما قام المجلس بتفعيل بروتوكول تعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية بشأن تيسير حصول الشباب علي قروض لعمل مشروعات مختلفة الأحجام وفقا لاشتراطات ميسرة تضمن قدرة الشباب علي السداد دون إعاقة لمشروعه ويقوم المجلس بدور الضامن للسداد عن الشباب حال تعثرهم لأسباب قهرية وخارجة عن الإرادة.
* في تصريح لسيادتكم قلت إن المجلس القومي للشباب جزء من منظومة فماذا تعني..؟
** المجلس القومي للشباب جزء من منظومة وليس وحده هو الذي يعمل ويتم التنسيق مع كل الجهات التي يتواجد فيها الشباب مثلا وزارة القوي العاملة فهناك تنسيق معها لخدمة قطاع الشباب وتوجد نشرة أسبوعية للتوظيف وكل أسبوع تنزل علي موقع المجلس.
* لكم رأي في علاقة الشباب بالأحزاب, يري أن الأحزاب السياسية لم تجذب الأعداد المناسبة من الشباب فما السبب؟
** الظاهرة المتفق عليها بأن الأحزاب السياسية المصرية لم تصل بعد إلي المستوي المأمول وربما يعود ذلك إلي كثرة الأحزاب في مصر وعدم تمايزها فمعظم دول العالم بها عدد محدود من الأحزاب السياسية لذلك فالأحزاب في مصر غير جاذبة للشباب.
* في النهاية كلمة توجهها سيادتكم لشباب مصر..
** مستقبل مصر يتوقف عليكم ويجب أن نثق تماما أن جميع مؤسسات الدولة حريصة كل الحرص علي حل مشكلاتكم. وأؤكد أن المجلس هو مجلس لكل شباب مصر بغض النظر عن النوع أو الدين أو الطائفة أو مستوي التعليم لأنه لكل المصريين.