كنيسة المهد تعتبر من أهم الأماكن المقدسة لدى المسحيين من كل الطوائف، و تقع فى جنوب الضفة الغربية بمدينة بيت لحم بفلسطين
وهى من أقدم الكنائس في العالم و بنيت فوق المغارة التي ولد فيها السيدالمسيح والتى تقع تحت سطح ارض الكنيسة.
“كنيسة المهد “
وتعود قصة بناء كنيسة المهد كما تقول سلفانا جورج عطالله الباحثة فى الأثار القبطية لـ “وطنى نت” إلى زمن الإمبراطور الروماني هادريان ، الذي بني معبداً وثنياً للإله الروماني أدونيس فوق مغارة المهد في القرن الثاني ، ليقضى على عادة الحج التى بدأها المسيحيون الأوائل للمكان . وبدلاً من أن ينجح هذا الإمبراطور في إسدال ستار النسيان على قصة ميلاد السيد المسيح في هذه المغارة ، ساهم في اعتماد المسيحيين لهذا المكان كمكان مقدس . وفعلاً استبدل المعبد الروماني بكنيسة مسيحية (كنيسة المهد)عندما وحد قسطنطين الإمبراطورية الرومانية تحت راية الديانة المسيحية في اوائل القرن الرابع وقد زارت الملكة هيلانة الأراضي المقدسة بغرض مشاهدة الأماكن المهمة في حياة السيد المسيح، ومن ضمن ماشاهدت مغارة على مشارف بيت لحم والتى ولِدَ فيها السيد المسيح.
وقد شيدت الملكة هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين البناء الأصلي للكنيسة فوق هذه المغارة عام 326 م.
ثم بعد ذلك قام الإمبراطور جوستينيان بإعادة بنائها بشكلها الحالي في عام 540 وأقام لها ثلاث حنيات على شكل صليب. يبلغ عدد الأعمدة في ساحة الكنيسة (48) عامودا من الحجر الوردي.
وكان مستوى أرض الكنيسة منخفض 60سم عن الأرضية الحالية، ويقع فوق المغارة مبنى مثمن الشكل وعلى جانبيه غرفتان مستطيلتان احداهما تستخدم كحجرة للشمامسة والأخرى لمائدة المذبح. ويقع المذبح الرئيسي حيث يقيم الروم الأرثوذكس احتفالاتهم الدينية. وتوجد هناك بقايا رسوم الفسيفساء البارزة على جدران صحن الكنيسة وهي عبارة عن رسم شجرة الحياة لأجداد المسيح. وتقام فيها الطقوس الدينية منذ القرن السادس وحتى يومنا هذا بانتظام ، ولأهميتها التاريخية والآثرية تم أدراجها على قائمة التراث العالمي عام 2012.. وتعتبر أول موقع تاريخي في فلسطين يتم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
المدخل الضيق الذى يؤدى لكنيسة المهد
الباب من الداخل
“معالم الكنيسة “
وعن اهم معالم كنيسة المهد تضيف سلفانا جورج عطالله تعتبر المغارة فى كنيسة المهد والذي ولد بها السيد المسيح من أهم معالم كنيسة المهد وهى عبارة عن شكل قائم الزاوية تغطيه الأقمشة الاسبستية الحريرية الناعمة لحمايتها من الحرائق ، وأرضيتها من الرخام الأبيض وتزينها الكثير من أيقونات الميلاد والقديسين ، بالإضافة إلى 15 قنديلا فضيا مضاءة بالزيت تنير المكان ليلا ونهاراً وهم رمز للطوائف المسيحية فى العالم. وعلى يمين الناظر إلى الهيكل الرئيسي نجد المغارة التي تُدعى«مغارة المجوس» حيث كان المذود الذي وضع فيه الطفل يسوع وفي أخر المغارة نجد باب يؤدي بنا إلى مغارات عديدة تحت الأرض للمسيحيين الذين أرادوا دفنهم بالقرب من الأماكن المقدسة،ويفتح هذا الباب خلال الاحتفالات الدينية اللاتينية فقط
وقد طالب الملك “ربورت دون جو” ملك نابولي (إحدى المدن الإيطالية) من الملك الناصر “محمد بن قلاوون” تاسع ملوك دولة المماليك البحرية عام 1333 م بالحصول على تصريح يسمح بإقامة رهبان فرنسيسكان في كنسية المهد والعديد من الأديرة بالقدس، وبذلك يصبح لهم تمثيل دائم في الأراضي المقدسة بفلسطين
وتعتبركنيسة المهد أو الميلاد هى الاولى بين الكنائس الثلاثة التى بناها الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى حين أصبحت الديانة المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية، يقول القديس لوقا البشير فى إنجيله ” فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل” لو 2: 7.، من هنا ندرك أن السيدة العذراء ولدت ابنها يسوع فى مذود او مغارة حقيرة حيث أن البيوت الفلسطينية القديمة كانت تبني على كهف او مغارة فيقسم البيت لمكان المعيشة والنوم وأسفل ذلك مخصص للحيوانات ولهذا يقوم الغرب بتصوير المذود فى إسطبل ملئ بالحيوانات، بينما أشار القديس يوستينوس بأن المذود كان بمغارة.
ممر بالكنيسة
“الثياب الفارسية تحميها من الهدم “
وكانت الكنيسة عندما بناها الإمبراطور قسطنطين مثمنة الشكل فى أساسها تحتوى على فتحة تؤدى إلى مغارة الميلاد التى تحتوى على المزود المزين بالمرمر ويعلو المزود النجمة الفضية التى كتب عليها بالاتينية ما ترجمته ” هنا ولد يسوع المسيح من العذراء مريم”. وقد وضعت النجمة الأصلية فوق المزود من قبل الكنيسة الكاثوليكية عام 1717 م ولكنها أزيلت على يد الكنيسة الأرثوذكسية عام 1847 م ، واستبدلتها الحكومة العثمانية عام 1853 م . بينما نجد غرب المغارة بازيلكا كبيرة تتنتهي ببهو محاط بالأعمدة ويطل علي بيت لحم تعرضت بعض أجزاء الكنيسة للدمار عدة مرات، كان أولها في عام 529 م عندما دمرها السامريون، ويعتقد أنهم جماعة من اليهود ينسبون إلى عاصمتهم القديمة السامرة، وبعد ذلك أعاد الإمبراطور “جستنيان” بناء كنيسة المهد على نفس موقعها القديم، ولكن بمساحة أكبر، وكان ذلك في عام 535 م.ولم تقف الاعتداءات على الكنيسة عند هذا الحد، ففي سنوات الحروب بين الفرس والرومان التي تمكن فيها الإمبراطور “هرقل” من طرد الفرس من ممتلكات الدولة الرومانية عام 629 م. وقبل الفتح العربي بأعوام قليلة نجت البازيليك من الدمار على أيدي الفرس بقيادة كسرى عام 614 م بسبب طرفة مثيرة . فقد كان على حائط بازيليك الميلاد فسيفساء تمثل سجود المجوس بثيابهم الفارسية التقليدية للطفل يسوع . وقد تعرف الغزاة على ثياب أجدادهم فاحترموا البناء ولم يهدموه.
ومع مرور الوقت وسعت كنيسة المهد بإضافة عدة كنائس وأديرة تنتمي إلى مختلف الكنائس المسيحية. الطائفة الكاثوليك، الروم الأرثوذكس، والأرمن هم الذين يديرون كنيسة المهد. واما المناطق المجاورة لها فهى دير الروم الأرثوذكس؛ دير الأرمن، ودير مار جيروم، وكنيسة سانت كاترين
وفي القرن الثاني عشر قام الصليبيون بتزيين الكنيسة بالفسيفساء على الجدران وبالرسومات على الأعمدة وبالرخام فى الأرضيات، واليوم لم يبق منها إلى القليل بسبب تخريب الكنيسة من قبل الجنود الأتراك في فترة الحكم العثماني.
“مدخل الكنيسة”
وتقول سلفانا جورج عندما ينظر الواقف في ساحة المهد وسط بيت لحم إلى كنيسة المهد وملحقاتها من الخارج فإنها تبدو له كحصن أو قلعة أكثر منها مكانا للعبادة . وكان للكنيسة ثلاثة أبواب عالية، تم إغلاق البابان الشمالي والجنوبي منهما. أما الباب المركزي للكنيسة فهو باب صغير جدا الموجودة في واجهة الكنيسة الغربية، والذي تم تصغير حجمه أول مرة خلال القرن الثاني عشر في عهد الصليبيين وفي المرة الثانية تم تصغير حجمه خلال فترة المماليك ثم العثمانيين عام 1500م. وتصغير المدخل، الذي تم إغلاقه هو الآخر، وتصغيره مرة ثالثة ثم مرة رابعة حتى اصبح كما هو عليه الان وهو مدخل متواضع بالنسبة لبناء تزيد مساحته الكلية عن 12.000 متر مربع . اما ارتفاع الباب الخارجى فلا يزيد عن 120 سنتمتراً وعرضه 78 سم فقط . كان هذا الباب أكبر حجماً بكثير في الماضى حيث بلغ ارتفاع 3 أمتار في ايام الإمبراطور الروماني جستينيان ،وبالإمكان ملاحظة آثار الأبواب التي تعود إلى مختلف الحقب فوق المدخل ذات أسلوب الزخرفة البيزنطية. واختلفت الاراء في سبب تصغير حجم الباب إلى هذا الحد ويثير ضيق هذا الباب الصغير لكنيسة المهد في مدينة بيت لحم، فضول الكثير من زائريها، ويولد لديهم العديد من الأسئلة حول حجم الباب الصغير، حيث يتوجب على الزائر مهما كانت صفته ومكانته السياسية أو الدينية أو الاجتماعية الانحناء ليتمكن من الدخول إلى الكنيسة ويقال أن القصد من ذلك كان إجبار الجنود المماليك على الترجل عن خيولهم قبل دخول الكنيسة ، أو لإجبار جميع الزوار على الانحناء احتراماً لقدسية المكان قبل دخول الكنيسة لكن الاحتمال الأقوى أن التصغير جاء لأن ساحة المهد كانت في الماضي تستخدم كسوق تجاري ، يأتي إليه الناس بحيواناتهم لبيع منتجاتهم الزراعية ، ولمنع الحيوانات السائبة في السوق من دخول الكنيسة بطريق الخطأ تم تصغير الباب الرئيسى للسيطرة على حركة الدخول الى كنيسة المهد ويقودنا المدخل الضيق إلى دهليز مظلم بسبب إغلاق جميع نوافذ الواجهة، ثم نجد بابا خشبيا نحته فنانون أرمنيون عام 1227يؤدّي بنا إلى داخل البازيليكا
ويبلغ طول الكنيسة من الداخل 45 م ، وعرضها 26 م ، وارتفاعها 15 م
وتنقسم الكنيسة إلى خمسة أروقة تفصل بينها أربع مجموعات من الأعمدة عددها 44عمود ما زالت تظهر عليها آثار الرسومات القديمة من القديسيين والسيدة العذراء والطفل يسوع وترجع معظم الأعمدة الى القرن الرابع الميلادي،
وعن أعمدة واسقف كنيسة المهد تؤكد سلفانا جورج الباحثة فى الاثار القبطية
ان الأعمدة الكورنوثية(وهى الاعمدة ذات التاج المزخرف بزخارف نباتية) في الكنيسة مصنوعة من الحجر الوردي المستخرج عادةً من محاجر بيت لحم. و يتم جلي الحجر كي يبدو كالرخام. ويعتقد بأن تيجان وقواعد الأعمدة تعود لكنيسة قسطنطين التي قطعت وأعيد استخدامها من قبل جوستنيان في القرن السادس. وأظهرت الحفريات التي أجريت عام 1933 بأنه لم يكن لكنيسة قسطنطين أكثر من 36 عمود بينما يوجد لكنيسة جوستنيان 46 عمود إضافةً إلى 4 اعمدة في الزوايا
“السقف”
يعلوالكنيسة سقف من خشب البلوط الإنجليزى المتين الذى أهداه الملك ادوارد الرابع للكنيسة ويحوي السقف 17 رافداً خشبياً بشكل طولي، و12 ممراً جانبياً ودعامة لدعم صحن الكنيسة، والرواق الشرقي. ويوجد عشرة روافد إضافية للأروقة الشمالية والجنوبية. وأما خشب السقف الموجود فيعود لسنة 1842 حيث أجريت بعض الإصلاحات. ويتكون السقف والأجنحة العلوية للرواق المركزي من الواح خشبية مغطاة بالحديد السميك ومدعمة من أسفل بعدد ضخم من الروافد الأفقية. فهي مستقرة على عوارض مدعمة تلتقي نهاياتها بواسطة عوارض مدعمة بأساور خشبية مثبتة بالجدران. وتم تجريد السقف عام 1670 من الرصاص ليستخدم في تصنيع الذخيرة وبالتالي أصبح هناك حاجة ملحة للتصليح مرة أخرى، وعملت كنيسة الروم الأرثوذكس على عملية إصلاح الخلل وانتهزت الفرصة لوضع لوحة فنية من الخشب. وفي هذه المرة، تم استيراد الخشب من اسطنبول والنجارين من خيوس ومدينة ميتيليني اليونانية.
وبعد عام 1670، تم إصلاح السقف مرتين، الأولى عام 1842 عن طريق كنيسة الروم الأرثودكس والأخرى عام 1990 حيث قامت بالعمل السلطات العسكرية الإسرائيلية. ورغم الإصلاحات الحديثة نسبياً، صنفت كنيسة المهد عام 2008 على أنها واحدة من مئة موقع مهدد في العالم.
لم يتم تجديد خشب السقف منذ القرن التاسع عشر، حتى عام 2014، حيث بدأت عملية إعادة ترميم سقف الكنيسة بعد أن تم توقيع اتفاقية وبين رؤساء الكنائس الثلاث التي لديها حقوق الملكية والتصرف حسب الوضع القائم في الكنيسة وهي بطريركية الروم الأرثوذكس وحراسة الأراضي المقدسة وبطريركية الأرمن الأرثوذكس، تحت رعاية السلطة الوطنية الفلسطينية الموزاييك
“جدران صحن الكنيسة “
يحوي الحائط الشمالي الجنوبي من صحن الكنيسة 11 نافذة مقوسةً ونصف دائرية، والنافذة الواقعة في النهاية الشرقية مغلقة من الجانبين، أما بقية النوافذ فتسمح بدخول الضوء الطبيعي الى الكنيسة بحيث يوجد في كل حنية أربعة نوافذ، إثنين على كل جانب
ويمكن مشاهدة بقايا الموزاييك التي غطت الجدارين خلال حقبة الصليبيين بكل وضوح حيث صورت الموزاييك الظاهرة على الواجهة الجنوبية سبعة مجامع مسكونية وتلك على الواجهة الشمالية ستة مجامع مكانية للروم الأرثوذكس.
وعلى الحائط الغربي يشاهد الناظر شجرة عائلة المسيح التي تظهر صور جميع الأنبياء الذين تحدثوا عن مجيء يسوع المسيح، إضافةً إلى الوثني سيبل الروماني وبلعام وحماره. وأما موزاييك الحائط الشرقي للكنيسة خصصت لمشاهد من العهد الجديد. وعلى الحائط الغربي يشاهد الناظر شجرة عائلة السيد المسيح التي تظهر صور جميع الأنبياء الذين تحدثوا عن مجيء يسوع المسيح، وأما موزاييك الحائط الشرقي للكنيسة خصصت لمشاهد من العهد الجديد.
بينت الحفريات التي أجريت داخل كنيسة المهد عام 1935 وجود مصطبة موزاييك تحت صحن الكنيسة والممرات الموجودة والتي تعود للفترة الواقعة بين كنيسة قسطنطين وكنيسة جوستنيان، أي القرن الخامس، ويوجد في داخلها الكلمة اليونانية IXΘYC والتي تعني بالعربية (سمكة). ويضاف إلى ذلك انها غنية بالرموز التي تعود إلى المسيحية. وتعتبر منذ الحقبة البيزنطية وحتى الان من الروائع الموجودة
على صفائح الموزاييك، وهذا يدل على أن الموزاييك موجودة قبل عام 427 عندما منع الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني استخدام الرموز المسيحية على المصاطب
“ايقونات الكنيسة”
تعتبر الأيقونات الموجودة في كنيسة المهد من افضل الأمثلة التى تمثل الفن الموجود في مملكة القدس منذ حقبة الصليبيين ويشار هنا إلى أن أغلبية الأيقونات الموجودة على الأعمدة تمثل قديسين ذكور مع عدد قليل من القديسات الإناث اللواتي عشن وتوفين في فلسطين. وتشمل هذه الرسومات القديس ساباس، والقديس ثيودوسيوس والقديس يوثم.
وتعود هذه الأيقونات بالتاريخ إلى الفترة الواقعة بين 1165-1169 حيث عمل الصليبيون على إعادة ترميم الكنيسة. ويعود بعضها للعام 1130 وأخرى للقرن الثاني عشر
وقد أحرق عدد من الأيقونات سنة 1896 ولكن عملت كنيسة الروم الأرثوذكس على إعادة ترميمها حيث أعادة تركيب و ترميم الأيقونات المثبتة باللوحة
واهم الأيقونات الموجودة في الكنيسة أيقونة العذراء مريم حيث أنها أيقونة ملكية تعود للقرن السابع عشر وتنسب لفنان كاثوليكي عربي غير معروف. ربما يكون فنان محلي تدرب في حلب أو أنه حلبي سوري. وهذه الأيقونة هي من أقدم الأيقونات المعروضة في الكنيسة غطيت في القرن التاسع عشر بقماش فضي ونقش قليل البروز.
أرضية الكنيسة الأصلية مبلطة برسوم فسيفسائية جميلة من عهد الإمبراطور جستينيان ، وربما من عهد الملكة هيلانة ، ولكن الجزء الأعظم من هذه الأرضية مغطي اليوم . الجزء الوحيد المكشوف من هذه الأرضية الفسيفسائية مغطى بحماية خشبية لمنع الزوار من السير عليه وتدميره واكتشف هذا الجزء مصادفة عام 1934 م اثناء تنفيذ عمليات ترميم وصيانة في الكنيسة .
وقد أدت الخلافات حول إدارة أمور الكنيسة وملكيتها إلى حروب عدة بين القوى الدولية المختلفة ، ومن هذه الحروب ، حرب القرم بين روسيا القيصرية وفرنسا عام 1852 م ، عندما أعلن نابليون الثالث ، الذى اعتبر نفسه وريثاً للملك لويس التاسع ، أن الكنيسة وما حولها ملك لفرنسا . وتنازع في ذلك مع روسيا القيصرية التى كانت أيدت حقوق الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في المهد . واليوم يسيطر الروم الأرثوذكس على الجزء الأكبر من المهد ، في حين يسيطر الأرمن على الحنية الشمالية ، التى لهم فيها هيكلين ، والكاثوليك ( اللاتين ) لهم السيطرة على كنيسة القديسة كاترين ومغارة جيروم . أما مغارة
الميلاد فهي مشتركة للجميع
نموذج من الرسومات على الاعمدة وهى للقديس جورجيوس
“ترميم الكنيسة”
وفى الاعوام الاخيرة عانت الكنيسة من تدفق المياة الجوفية والتى اصبحتتهدد بقاءها بتسربها إلى الداخل والتي تسببت بالكثير من الخراب وبشكل ملحوظ في أجزاء كبيرة من الكنيسة من هنا و”بعد دراسة مطولة في عام 2010 لعناصر الكنيسة وأجزائها تقرر أن يتم ترميم السقف والنوافذ كأولوية ملحة وإصلاح نظام تصريف مياه الأمطار. مستعنين بخمسة عشر خبيراً إيطاليا إلى جانب فنيين وعمال مهرة فلسطينيون وهذا الترميم لكنيسة المهد، في مدينة بيت لحم، هو الاول منذ قرون.وكانت الحكومة الفلسطينية قد قررت، وبتوافق مع الكنائس الثلاث المسؤولة عن الكنيسة: بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن الأرثوذكس، وبتمويل من عدة دول أجنبية، من بينه الفاتيكان واليونان وروسيا، إجراء عملية ترميم شاملة للكنيسة بدء من عام 2011 بتكلف اجمالية عند انتهائة تقترب من عشرون مليون يورو
وتم ترميم السقف والنوافذ وجارى ترميم كافة أجزاء وعناصر الكنيسة كالجدران والموزاييك حتى تصبح كنيسة المهد وكعادتها متألقة دوماً في استقبال زوارها من كافة بقاع الأرض
ترميم الكنيسة
ترميم الاعمدة
كنيسة القديسة كاترينا
كما تقول سلفانا جورج يمكن الوصول إليها من البازيليك عبر بابين ، أحدهما إلى اليسار فور الدخول إلى البازيليك والآخر من المدخل الجانبي لهيكل الأرمن أو مباشرة من دير الفرنسيسكا .
يؤدي إليها رواق من العصور الوسطى غاية في الجمال . تمّ ترميمه عام 1984 . تقوم الكنيسة على بقايا دير القديس هيرونيموس القديم . على الجانب الجنوبي للرواق تمّ اكتشاف كنيسة اخرى مع رسومات للعذراء .
وعلى الجانب الأيمن ( للداخل إلى الكنيسة ) تحت الهيكل الجانبي يُحتفظ بتمثال الطفل يسوع والذي يعرض ليلة عيد الميلاد في المغارة . قبل بلوغ هذا الهيكل نجد درجا يهبط بنا إلى مغارات تحت الأرض .
“المغارات تحت الأرض”
تشير الحفريات التي قام بها الأب باجاتي الفرنسيسكاني إلى أن هذه المغارات كانت مستخدمة منذ القرن السادس ق . م . وتحولت في القرن الأول إلى قبور للمسيحيين الذين كانوا يرغبون بأن تدفن أجسادهم قرب الأماكن المقدسة
المغارة تحت الارض والدرج المؤدى اليها
“مغارة القديس يوسف”
ننزل الدرجات من كنيسة القديسة كاترينا فنبلغ غرفة المدخل وهي جزء من مغارة القديس يوسف الذي تم تكريس الجزء العلوي له منذ عام 1621 . يمكن بلوغ هيكل القديس يوسف بواسطة 5 درجات من كلا الجانبيين . نجد إلي اليمين ممرا محفورا في الصخر يؤدي إلى مغارة الميلاد . يفتح كل يوم الساعة الثانية عشرة ظهراً خلال الدورة اليومية للآباء الفرنسيسكان
“مغارة أطفال بيت لحم”
عندما نقف في الجزء السفلي من مغارة القديس يوسف نجد إلى اليسار مغارة أخرى فيها هيكل مكرس للقديسين الأبرياء أطفال بيت لحم الذين ذبحهم هيرودس ، في جوانب المغارة نجد بضعة قبور هي قبور الاتقياء الذين رغبوا بأن تدفن أجسادهم في هذا المكان المقدس منذ القرون الأولي للمسيحية . إذا تابعنا السّير إِلى اليسار نجد بعد مغارة الأطفال هوة مغلقة بقضبان يبلغ عمقها خمسة أمتار وهي قبر الأطفال الأبرياء بحسب التقليد .
علي يمين الناظر إلى هيكل القديس يوسف هناك ممر يؤدي إلى عدة كهوف أخرى محفورة في الصخر .
في الممر الضيق المؤدي إلى المغارة الثالثة نجد قبر أوسبيوس الكرموني ، خليفة القديس هيرونيموس . ومنة إلى قبر محفور في الصخر ، وهو قبر باولا وابنتها أوستيكيو . وفي الواجهة قبر القديس هيرونيموس . ويشهد القديس هيرونيموس ذاته لهذا الواقع ففي حياته حفر لنفسه قبرا قرب تلميذتيه . وقد تم نقل رفاتهم ولم يتبق سوى المزار. ومنذ القرن الثالث باتت رفات القديس تكرم في كنيسة القديسة مريم العظمى في روما .
مغارة شهدء اطفال بيت لحم
“مغارة القديس جيروم”
يضم الدور السفلي للكنيسة بخلاف مغارة الميلاد، مغارة القديس جيروم وهي كناية عن عدة مغر متداخلة شبيهة بأقبية، وارتبطت بالقديس الذي يحمل اسمها ويعرف أيضا باسم هيرونيموس، ويعود اصل جيروم إلى بلاد دلماسيا في القسم المتاخم للبحر الأدرياتيكي التي تعرف الان باسم يوغسلافيا،وترسم بعض المصادر صورة نمطية لجيروم، مثل كثير من قديسي القرن الرابع الميلادي، كشخص لابن عائلة ثرية، ويعيش حياة خارجة عن كل إيمان ثم هداه الله بعد اختبار روحي
وعندما كان جيروم وثنيا برز كمثقف مشتغل في العلوم والآداب، وأراد أن يسخر ذلك لإيمانه الجديد، فاتجه إلى بيت لحم بتكلف من البابا بإنجاز ترجمة للأناجيل من العبرية والآرامية إلى اللاتينية، فذهب إلى فلسطين وعاش ما بين عامي (340-420م)، ومكث فى بيت لحم عام 386 وكان عمره 46 عاما . وامضى جيروم سنوات طويلة من عمره في هذا المكان تحت كنيسة المهد، معتكفا منكبا على كتبه، ليقدم للعالم أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس، ولم يكن الغرب يعرف الكتاب المقدس حتى ذلك الحين إلا من خلال الترجمة السبعينية .
وعندما كان جيروم وثنيا برز كمثقف مشتغل في العلوم والآداب، وأراد أن يسخر ذلك لإيمانه الجديد، فاتجه إلى بيت لحم بتكلف من البابا بإنجاز ترجمة للأناجيل من العبرية والآرامية إلى اللاتينية، فذهب إلى فلسطين وعاش ما بين عامي (340-420م)، ومكث فى بيت لحم عام 386 وكان عمره 46 عاما . وامضى جيروم سنوات طويلة من عمره في هذا المكان تحت كنيسة المهد، معتكفا منكبا على كتبه، ليقدم للعالم أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس، ولم يكن الغرب يعرف الكتاب المقدس حتى ذلك الحين إلا من خلال الترجمة السبعينية .
لم يكن الحصول على نسخة أصلية من الكتاب المقدس في ذلك الوقت أمرا سهلا ولكنّ هيرونيموس اتفق مع احد الربانيين(الكامل فى العلم ومعرفة بالله) أن يعيره درج الكتاب في الليل ليعمل على ترجمته ويعيده في الصباح الباكر قبل أن يشعر اليهود باختفائه وقد سميت ترجمته بالترجمة الشعبية وقد اعتمدت الكنيسة على تلك الترجمة كنص رسمي طيلة قرون طويلة
والمغر التي عمل فيها جيروم تضم رفاته، ويوجد نحت لوجهه في إحدى المغر، التي تستخدم حالياً، لإقامة الصلوات،
وخارج كنيسة القديسة كاترينا المقامة على مغارة جيروم، يوجد تمثال كبير له، وهو يحمل كتابا وريشة وتحت قدمه جمجمة يعتقد أنها جمجمته، لكن من الصعب التأكد من ذلك، أما المؤكد فان العالم تقديرا لجهوده، يحتفل بيوم الترجمة العالمي في ذكراه
والمغر التي عمل فيها جيروم تضم رفاته، ويوجد نحت لوجهه في إحدى المغر، التي تستخدم حالياً، لإقامة الصلوات،
وخارج كنيسة القديسة كاترينا المقامة على مغارة جيروم، يوجد تمثال كبير له، وهو يحمل كتابا وريشة وتحت قدمه جمجمة يعتقد أنها جمجمته، لكن من الصعب التأكد من ذلك، أما المؤكد فان العالم تقديرا لجهوده، يحتفل بيوم الترجمة العالمي في ذكراه
تمثال للقديس جيروم.
مغارة القديس جيروم