تعتبر وسائل الاعلام أكثر تاثيرا على المتلقى في تشيكل سلوكياته وقيمه داخل المجتمع , فلا يمكن إنكارأهمية وخطورة وسائل الإعلام وعظم تأثيرها ، في حياة الأفراد والشعوب وتوجهاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم يأتى ذلك في ظل التنوع الكبير في الوسائل كمرئية والمسموعة والإلكترونية والتقليدية ,فضلا عن مواقع التوصل الاجتماعى , كما لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه الإعلام حاليا في تغذية العنف والإرهاب والتطرف من خلال استغلال الإرهابيين لتسويق أهدافهم وتوظيفها وذلك للسيطرة على الرأي العام ، وتأتي الخطورة من استغلال الإرهاب للإعلام لترويج فكره الإرهابي ودعمه, ومن هذا المنطلق نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة المؤتمر العلمى الدولى الثانى والعشرين، تحت عنوان “الإعلام وثقافة العنف” والذي أستمرت فاعلياته لمدة يومين , بمشاركة الدكتورة جيهان يسرى عميدة كلية الإعلام، والدكتور شريف درويش اللبان وكيل كلية الإعلام، والدكتور بركات عبدالعزيز وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث والأمين العام للمؤتمر، والدكتورمحمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، والدكتور رأفت محمود، الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية.
الإعلام يروج للعنف
قال الدكتور بركات عبد العزيز وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، إن الإعلام يعتمد أحيانا على ترويج العنف والمخاطر ونشر الجريمة من أجل أهداف وأرباح شخصية ومآرب أخرى.
وأضاف: أن جامعة القاهرة تعتمد في سياستها على نشر السماحة والثقافة الحميمة، موضحا أن الجامعة تبتعد تماما عن ثقافة العنف.
وقال: على الرغم من أن العنف ملازم للحياة البشرية، إلا أنه يتصاعد ويتسع نطاقه في معينة تكون مفصلية في عمر الشعوب لا تمحوها الأزمنة وتَعاقب السنين بحيث يصبح من مكونات الثقافة فلا يكون مؤقتاًأو عابراً حيث شهدت الدول العربية أحداثاً عنيفة وتناقضات شتى اقترنت بالعنف الذي انعكس على كافة جوانب الحياة، وتفاوتت موجاته بين الصعود تارة والهبوط تارة أخرى، واتخذ أشكالاً متعددة وصلت إلى حد الصراع المسلح مروراً بالعنف الاجتماعي والسياسي والفكري التي طالت بعض الأمم والشعوب.
واستعرض المؤتمر عدد من الدراسات التى تدور حول قضايا العنف
العنف الأسرى
منها ورقة تحاول الإجابة عن سؤال مركزى يدور حول رصد وتحليل اتجاهات الخطاب الإعلامى إزاء قضايا العنف الأسرى , بهدف الكشف عن الدور الذى تقوم به وسائل الإعلام. وتطرقت الدراسة إلى رصد وتحليل اتجاهات الإعلام إزاء قضايا العنف الأسرى , وأشارت الدراسة إلى أن أبرز القضايا والمشكلات الأسرية التى طرحها الخطاب الصحفى تتمثل فى العنف الأسرى وحدوث فجوة عاطفية بين أطراف الأسرة الطلاق – عقوق وجحود الأبناء لآباءهم والانشغال بمتطلبات الحياة المادية وإهمال العلاقات الأسرية وجاءت المنفعة فى مقدمة العلاقات بين الزوجين وبين الآباء والأبناء يليها الاحترام ثم الفتور والجحود. وتتمثل أهم القيم الإيجابية التى عكسها الخطاب الصحفى فى إطار تناوله للعلاقات الأسرية فى التعاون والاحترام أما أهم القيم السلبية فهى تتمثل فى الانتقام – البخل – الخيانة – الغدر – جحود وعقوق الأبناء. كما أشارت الدراسة إلى أن أكثر مجلات الأطفال نشراً لصور العنف ورموزه على التوالى سوبر ميكى – ميكى – باسم – كابتن سمير – ماجد بينما كانت أقل المجلات نشراً للعنف علاء الدين والعربى الصغير وقطر الندى.
ولوحظ أن أغلب هذه المجلات سواء الأكثر تقديماً للعنف أو الأقل تعرضاً له تتبنى اتجاه الترغيب فى العنف من منطلق أن له مبرراته التى تدعو لقبوله. وقد تبين أن أبرز المجلات التى تضمنت قصصها أعلى تكرارات العنف الواقعى تتمثل تنازلياً فى باسم – سوبر ميكى – كابتن سمير – ماجد – علاء الدين. وبدت أعلى تكرارات العنف القائم على المزج بين الواقع والخيال داخل مجلتى (ميكى) و(سوبر ميكى) تحديداً.
ونوهت الدراسة الى تنوع قضايا العنف الأسرى التى قدمتها برامج التليفزيون المصرى وتراوحت ما بين تعدد الزوجات التعنت فى استخدام الرجل لحقه فى الطلاق خلافاً لموقف الشرع والفكر الدينى المستنير ومنظومة حقوق الإنسان, وظاهرة ختان الإناث التى أدانتها جميع البرامج التليفزيونية واعتبرتها أحد مظاهر العنف ضد الفتاة المصرية.
وانتقدت الدراسة أشكال العنف المختلفة التى تمارسها الأسر ضد الفتيات خاصة فى المناطق الريفية وتتمثل فى إجبارهن على الزواج المبكر والحرمان من التعليم , ولوحظ أن العنف الأسرى المادى المتمثل فى مشكلات النفقة وحضانة الأطفال وحق المرأة فى إثبات نسب أطفالها بطرق التحليل العلمية الحديثة والمساواة الحقوقية أمام القانون وحق المرأة القبطية فى الطلاق المدنى قد نالت اهتماماً متفاوتاً فى البرامج التليفزيونية ,مشيرة الى أن الجمهور العام كان هو المستهدف الأساسى لكافة الكتابات الصحفية والبرامج التليفزيونية والإذاعية التى تناولت قضايا العنف ويلى ذلك المرأة كجمهور مستهدف وتأتى الأسرة في المرتبة الثانية.
وأكدت الدراسة على أنه من الضرورى تصميم رؤية مستقبلية تستهدف تغيير الوضع الراهن للأسس المعرفية للمفهوم السائد عن العنف وتصحيح مسار الاتجاهات الإعلامية إزاء قضايا العنف الأسرى وذلك فى إطار المستجدات المتوقعة بالنسبة للسياسات الرسمية ومدى فاعلية منظمات المجتمع المدنى والتغيرات المحتملة بالنسبة للمنظومة الإعلامية.
العنف الإجتماعى
دارسة حول التصورات الاجتماعية للعنف الزواجي على عينة من أسر المجتمع الجزائري، تهدف هذه الدراسة الى رصد مدركات العنف الزواجي وذلك بالتطبيق على عينة من الأسر في المجتمع الجزائري حول التصور عن العنف، وما إذا كان العنف يمثل ظاهرة في المجتمع الجزائري أم أنه مازال محدودا ولا يمثل ظاهرة؟ وما هي العوامل التي تؤدي إلى العنف؟.
وترى الدراسة أن العنف هو استخدام القوة ضد المرأة ويرى 70% من العينة أن العنف الزواجي أصبح ظاهرة في المجتمع الجزائري ، وقد تبين أن العامل الاقتصادي هو المفسر الأول لهذه الظاهرة.
عنف الآطفال
دراسة حول التعاطي الإعلامي مع العنف المرتكب بحق الأطفال “بين المهنية والمحظورات”، تهدف هذه الدراسة إلى رصد أثر التدابير المتخذة من قِبل الإعلام بكل أجهزته للترويج لقيم خالية من العنف والإيذاء والاستغلال الموجه نحو الطفل من خلال الكشف عن إدركات وتوجهات الوالدين نحو ممارسات الإهمال والإساءة للأطفال كما يُرَوَّج لها إعلامياً، ونوعية الأثار المترتبة على هذه الممارسات، إضافة إلى معرفة موقف الوالدين حول الجدوى الفعلية لوسائل الإعلام في التصدي لممارسات العنف ضد الأطفال ولتقوية عوامل الحماية عند الأطفال داخل الأسر التي يمكن أن تعمل على التخفيف من آثار هذه الممارسات، توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أبرزها: الموافقة المتوسطة من قبل أفراد العينة على أن الإعلام سواء بصورته السلبية أو الإيجابية فإنه يسهم بشكل أو بآخر في تعزيز المعرفة العامة بحقوق الطفل وتحديداً في مجال الحماية من العنف، كما كشفت النتائج أيضا عن وعي نسبة كبيرة من أفراد عينة الدراسة بمخاطر التناول الإعلامي المغلوط الذي يجسد أشكال العنف الممارس على الأطفال وإساءة معاملتهم بأسلوب سلبي؛ وانعكاساته الجانبية على الأطفال، وأظهرت النتائج أن أعلى نسبة مئوية لأشكال العنف ضد الأطفال أو الإساءة إليهم، التي يُشجعها وربما يروج لها الإعلام السائد في ما يُقدَّم إعلامياً عبر القنوات المختلفة (المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية)؛ بلغت (71,2%) كانت للعنف المجتمعي ضد الأطفال في المناطق والمجتمعات المحلية والأحياء والشوارع ذات الخطر المرتفع وذات المعدلات العالية في جرائم العنف، تليها النسبة المئوية (69,2%) للعنف الأسري/ الوالدي ضد الأطفال، ثم العنف حسب الفئة المستهدفة بنسبة مئوية (68,8%)، كما أشارت النتائج إلى أنه على الرغم من الدور الفاعل الذي تقوم به وسائل الإعلام العربية في مجال حقوق الطفل العربي والذي لا يمكن إنكاره؛ إلا أن هناك كثير من السلبيات التي تعتري الاداء الإعلامي في مجال حقوق الطفل العربي، وقد انتهت الدراسة بوضع تصور مقترح لتفعيل دور الإعلام المؤثر والفعال كشريك أساسي في الترويج لمناهضة العنف ضد الأطفال، ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال المعنفين.
توم وجيرى سبب انتشار العنف
قال السفير صلاح عبد الصادق، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات: أن مصر بها 98 مقدم برنامج بالقنوات الفضائية بما فيهم مقدمى برامج الطبخ والمرح والأخبار والسياسة، ومعظمهم لم يتوجه بحديثه للخارج , مشيرا إلى أن الإذاعة المصرية كونت 50 مليون مستمع خلال 30 عاما، وهو ما حققته وسائل الملتيميديا فى 4 سنوات فقط ، مشيرا إلى أن الأعمال التليفزيونية بعد ثورة 25 يناير، أظهرت ضابط الشرطة “بالفاسد والحرامى بالعبيط , وأضاف: ن أفلام “توم وجيرى” وألعاب الفيديو، من أهم أسباب انتشار العنف والتطرف فى العالم العربى.
العنف لدى الشباب الجامعى
دراسة عن شبكات التواصل الاجتماعي وثقافة العنف لدى الشباب الجامعي على عينة من طلاب جامعة الاسكندرية، أكدت الدراسة أن جيل الشباب الجامعي يمثل شريحة مهمة في المجتمع المصري من حيث العدد والقدرة على الانتاج فهو يحتل موقعاً متميزاً نظراً لتنوع خصائصه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتنموية, حيث صاحب التحول السياسى انتشار العنف على تعدد أشكاله ومظاهره فى الشرق الأوسط والتى أثرت بقوة على عنف الشباب بصورة أساسية، بشكل أصبح يمثل ظاهرة اجتماعية واضحة تتزايد بشكل مستمر وكونها فى حاجة لعمل جاد حتى يمكن وضع قوة الشباب في مكانها الطبيعى لخدمة المجتمع , وتسعى الدراسة الى التعرف على مدلول العنف من وجهة نظر الشباب الجامعى، ومتى تستخدمه عينة الدراسة، ودور شبكات التواصل الاجتماعى فيه، وتحديد اهم الفئات التى يمارس معها العنف، وقد توصلت الدراسة للعديد من النتائج الهامة منها الكشف عن اتجاه عينة الدراسة السلبى نحو العنف واعتقاد غالبية مفردات العينة في كون العنف ليس وسيلة مفيدة لتحقيق اى اهداف علاوة على تأكيدهم على خطورة العنف اللفظى عبر وسائل التواصل الاجتماعى وكون اختلاف الرأى سبب مباشر للمشادات او اللجوء للعنف.
تخريب عقول الشباب
وقالت الدكتور جيهان يسري عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة: إن الأداء الإعلامي يعاني التخبط والفوضى، موضحةً أن ظهور العنف بالإعلام أثر سلبًا على أنماط الجماعات والأفراد بالمجتمع مشيرة إلى أن وسائل الإعلام المختلفة أحد التهديدات الواقعية، حيث تؤثر فى السلوك الأخلاقى، وتعمل على تعميق العنف ونشر ثقافة تخريب عقول الشباب، ومن ذلك استخدام أسلوب اختلاف الرأى.
وأضافت: أن هناك مسببات اجتماعية وبيئية، تسببت في العنف، ومنها: “الفقر، والحرمان، والبطالة، ووجود فائض من الوقت للشباب، وتباين المستوى الاجتماعي والاقتصادي، من ثراء فاحش، وفقر شديد , وأكدت أن واقع العنف تزايد بشكل ملحوظ في حياتنا اليومية، قائلة: “بدأ العنف يأخذ طابعا سياسيا وأصبح الإرهاب عنفا منظما تلجأ إليه الجماعات لتحقيق أهدافا سياسية, وأشارت إلى أن وسائل الإعلام المختلفة أحد التهديدات الواقعية حيث تؤثر في السلوك الأخلاقي، وتعمل على تعميق العنف ونشر ثقافة تخريب عقول الشباب، ومن ذلك استخدام أسلوب اختلاف الرأي.
العنف السياسى
دراسة حول إدراك محرري الشؤون الخارجية لقيمة “الصراع” ودوره في اتخاذ قرار النشر الإخباري, دراسة ميدانية على القائم بالاتصال في الصحف اليومية المصرية , تهدف الدراسة لرصد وتحليل قيمة “الصراع” في وعي المحرر الخارجي وارتباطاته المهنية والمجتمعية في الصحافة ,طرحت الدراسة ستة تساؤلات علمية وثلاثة فروض رئيسية (ثمانية فروض فرعية) للكشف عن علاقات “الصراع” مع العناصر المهنية والذاتية للمحرر ودرجة نشاطه مع سياسة التحرير والمصادر والنظام الاجتماعي وكذا طبيعة موضوعات الصراع ومجالاتها الجغرافية والحضارية وتأثير سنوات الخبرة والانتماء السياسي على وظيفة “الصراع” ووعي الصحفي عند اتخاذ قرار النشر الإخباري.
وجاءت نتائج الدراسة: “الصراع” ثاني أهم قيمة في بناءات المادة الخارجية ويدرك المحرر الوظيفة السلبية (58%) أكثر من الإيجابية (42) في ضوء تباين دوافع الاهتمام ذات الطابع المهني أو المجتمعي العام , وأنه أكثر المصادر التي تنمي الصراع هي: رجال السياسة والقادة العسكريين والنخب المثقفة ثم الإعلام ورجال الدين بالترتيب وأكثر الموضوعات هي الحروب والسياسة والصراع الديني.
وكشفت أن التأثير الواضح لسياسة التحرير والتدفق الإخباري من خلال الوكالات على سلبية المحرر ودرجة الريبة في المضمون حيث يدرك المحرر أنه يغير في النص الخبري الوارد من الوكالات بشكل جزئي (74 %) أو شامل 24% , درجة نشاط المحررضعيفة عندما يتعارض قرار النشر مع مصالح المصادر أو سياسة الجريدة أو قناعات المحرر أو النظام العام. استراتجية إعلامية لمستقبل مشرق
أكد الدكتور رأفت محمودالأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية،على ضرورة التحرك العربى لتجديد الخطاب الإعلامى، لتجاوز الشائعات المنتشرة بكثرة فى العالم العربى.
ودعا الى ، تدشين استراتجية إعلامية لمستقبل إعلامى مشرق، قوامه الشباب وثقافته الحرية والعدل والاتزان، مضيفا “ما من حرية بدون مسئولية”.
وطالب بتأسيس رابطة للأكاديميين العرب، بهدف زيادة التواصل والتعاون والتنسيق، لرفع مستوى البحث الأكاديمى، وبالتالى الوصول لجيل مسلح بالعلم والتدريب،مشيرا إلى أهمية تنظيم التشريعات المنظمة للعمل الإعلامى بالعالم العربى.
العنف الفكري للتنظيمات الإرهابية
دراسة حول أساليب العنف الفكري للتنظيمات الإرهابية في مواقع التواصل الاجتماعى لإقناع الشباب المصري بأفكارها.
يولي هذا البحث مزيد من الأهتمام لواحد من الموضوعات المهمة (العنف الفكري للتنظيمات الإرهابية)، وتحديدا على مستوى الدراسات الاعلامية المصرية ,فالدور المحورى الذى أصبحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعى فى كافة أنحاء العالم، لاسيما أنها وسيلة اعلامية جديدة للتعبير عن الرأى بحرية ودون رقابة , بالأضافة الى تزايد استخدام التنظيمات الارهابية لمواقع التواصل الاجتماعى ضمن أساسيات خطابهم فى اقناع الأفراد بأفكار التنظيم أو ما يسمى (الاقناع الاليكترونى) , وركزت الدراسة على أساليب اقناع التنظيمات الارهابية للأفراد – خاصة في ظل اختلاط الرؤية بين الجمهور عن تلك التنظيمات, وتتمثل مشكلة البحث فى الإجابة على التساؤل التالى : كيف يتم استخدام التنظيمات الارهابية لمواقع التواصل الاجتماعى فى إقناع الشباب بأفكارها ؟ وما دور هذه المواقع فى التجنيد الفكرى الالكترونى للجمهور؟ وتسعى الدراسة الى الكشف عن الدور الذي يمكن أن تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي فى غرس مفاهيم وقيم التنظيمات الارهابية لدى الشباب ومن ثم اقتناعهم بأفكار التنظيم، وذلك من خلال: التعرف على واقع ما تعكسه مواقع التواصل الاجتماعي من مضامين اعلامية تمثل معالجة تلك المواقع للأبعاد المتعددة لأفكار التنظيم، والواقع كما يدركه المبحوثون لمعالجة تلك الأبعاد , وجاءت نتائج الدراسة , مدى اقتناع المبحوثين بأفكار التنظيمات الارهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أن النسبة الأكبر من المبحوثين متوسطي الاقتناع بأفكار التنظيمات الارهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يليهم قليلي الاقتناع بنسبة (26,5%)، وانخفضت نسبة المبحوثين كثيفي الاقتناع بأفكار التنظيمات الارهابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. حيث بلغت (16%) , ودوافع تعرض المبحوثين لمواقع التواصل الاجتماعى للتنظيمات الارهابية أن متابعة المبحوثين للأحداث والقضايا المعاصرة، والحصول على المعلومات، واستفادتهم من المواقع الالكترونية فى تكوين رأى حول مشكلات المجتمع.
جاءت في مقدمة دوافع تعرضهم لمواقع التواصل الاجتماعى للتنظيمات الإرهابية، يليها تعبير تلك المواقع عن اهتماماتهم، وأنها متاحة فى كل الأوقات المناسبة لهم، ثم استخدام تلك المواقع للتسلية وقضاء وقت الفراغ، وفى الترتيب الأخير جاء دافع تعود المبحوثين على استخدام تلك المواقع ومتابعتها، وبالتالى فقد غلبت الدوافع النفعية لدى المبحوثين دوافعهم الطقوسية في تعرضهم وإستخدامهم للمواقع الإلكترونية للتنظيمات الإرهابية.
كما جاءت مناقشة مشكلات التنظيم مع الحكومات، وعرض حقوق أعضاء التنظيم، وتناول ماهية وشرف الانتماء للتنظيم وعرض لخصائص واحتياجات التنظيم، فى مقدمة مظاهر اهتمام التنظيمات الارهابية بمناقشة الموضوعات التى تتعلق بأفكار التنظيم فى مواقع التواصل الاجتماعي وفقا لآراء المبحوثين، يليها من حيث الاهتمام توضيح أهمية التنظيم ودوره، فتقديم بعض النماذج من التنظيم كقدوة للأفراد، ثم تناول رؤية التنظيم للمجتمع واضطهاده، وفى الترتيب الأخير جاء عرض طرق المشاركة فى عمل التنظيم .
وأن التجنيد الفكرى كما يتعرض لها المبحوثون طبقا لأساليب الجماعات الارهابية المستخدمة فى مواقع التواصل الاجتماعى جاء التجنيد الفكرى الالكترونى متمثلا فى الأبعاد العقلية والأبعاد النفسية التى تستخدمها التنظيمات الارهابية فى اقناع الأفراد بأفكار التنظيم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التى تشير إلى أن الانضمام إلى الشبكات الإرهابية، يتأثر بالظروف وأن تجنيد الشباب تحت مسميات الصحوة الإسلامية والعودة إلى الدين الحنيف، وضرورة تقديم الدم أو التضحية بالحياة لتحقيق اهداف التنظيم، وإتباع أعمى لمنظر التنظيم والفكر المتطرف، واعتناق الفكر المعروض ورفض الآخر.
العنف الإعلامى … الداعم للتعصب الطائفي
دراسة المسؤولية الجنائية والمدنية عن الخطاب الإعلامي الداعم للتعصب الطائفي والمذهبي دراسة فقهية وقانونية , تتمثل طبيعة الدراسة في أن فئة غير قليلة من الإعلاميين لا يدركون جسامة جرمهم الناتج عن الخطاب الإعلامي الداعم للتعصب الطائفي والمذهبي، كما لا يعلمون مدى المسؤولية الجنائية والمدنية التي قد تقع على عاتقهم جراء هذا المسلك ، ومن هنا برزت الحاجة إلى ضرورة معرفة مدى هذه المسؤولية، ثم الجواب على سؤال رئيس يمثل مشكلة البحث، وهو : ما هي المسؤولية الجنائية والمدنية الناجمة عن الخطاب الإعلامي الداعم للتعصب الطائفي والمذهبي في الفقه الإسلامي والقانون؟
وتهدف الدراسة الى بيان حقيقة التعصب الطائفي والمذهبي، كما يبتغي توضيح الركن الشرعي والمادي والمعنوي لبعض الجرائم الناتجة عن هذا الخطاب الإعلامي في الفقه الإسلامي والقانون، وأيضا بيان متى يعد الشخص واقعا تحت المسؤولية الجنائية والمدنية بسبب هذا الخطاب .
وجاءت نتائج الدراسة الى أن القانون قد كفلا بقدر كبير الأحكام التي تجرم وتحظر كل خطاب من شأنه إثارة التعصب والطائفية والفرقة المذهبية، كما أن من أهم النتائج أن الشخص يعد مسئولا مسؤولية جنائية عن كل خطاب أو اتفاق أو تحرض يؤدي لما سبق، متى أخل بما خوطب به من تكليف شرعي وقانوني يلزمه بعدم ارتكاب هذه الجرائم، وتوافر في حقه عنصري المسؤولية الجنائية، وهما التمييز، والقدرة على الاختيار.
وأوصت الدراسة بضرورة أن يتخذ القانون إجراءات أشد صرامة لمنع الخطاب الإعلامي الداعم للتعصب الطائفي والمذهبي، بجانب الحاجة إلى وجود رقابة خاصة على المؤسسات الإعلامية التي تقوم بدعم هذا التعصب، وأخيرا ضرورة إصدار نظام خاص مقنن بغية بيان مدى المسؤولية الناجمة عن الخطاب الإعلامي الداعم للتعصب الطائفي والمذهبي، مع ضرورة وجود عقوبات محددة عملا بقاعدة “لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص”، مع بيان الجهات المختصة.
ممارسات الاعلام تعمق التعصب
دراسة حول عنف الخطاب الإعلامي في ممارسات الإعلام العراقي لتعميق ثقافة التعصب تهدف الدراسة لتحليل وتفكيك المشهد الإعلامي العراقي برؤية موضوعية، الهدف منها هو تقديم حلول تطبيقية لتأسيس نسق اعلامي عراقي قادر على حماية الشباب العربي من التطرف والعنف , ولأن المشهد العراقي مشهدا مركبا ومعقدا،فأن الحديث عن الإعلام العراقي لا يمكن فهمه بطريقة أحادية الجانب، فهو نسق مرتبط بالأنساق الأخرى السياسية والاجتماعية والثقافية، مثلما هو مرآة لكل الأنساق، بل هو الأخطر في بنائها، وهو الأداة في بناء العقول وتغيير الاتجاهات والسلوك كما هو معروف.
وتعد مشكلة العنف والتطرف من المشكلات الأساسية التي تبحث فيها المؤسسات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والتعليمية من اجل معالجة الجمهور من الحساسية الناتجة من ردود الفعل المتولدة لديهم لعدم تفهم المحيط الاجتماعي لحاجاتهم.
وتهدف الدراسة إلى التّعرف على: اتجاهات الجمهور العراقي نحو ظاهرة العنف والتطرف وأهم العوامل المؤثرة في اتجاهات الجمهور نحو ظاهرة العنف او التطرف , وأن الخطاب الإعلامي الموجه للشباب وأساليب المعالجات ألإعلامية لقضيتي العنف والتطرف
رسالة الإعلام تصحيح الفكر وتنوير العقول
قال السفير محمد فايق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان: إنه لا يخفى علينا اتساع التأثير على المواطنين وهى دائرة الإعلام ، موضحا أنه في الوقت الحالى انتشر العنف، واستقطاب الإعلام المصرى أدى لحالة احتقان في مصر.
وأضاف: أنه لا يمكن للقوة العسكرية وحدها أن تقضى على العنف، ومواجهة الفكر المريض وتصحيح الفكر المريض بالفكر السليم، ومساعدة أبنائنا الشباب في نشر الفكر السليم.
وأكد رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان أن الإعلام لا يجب أن يتحمل خلق صورة مختلفة لما يحدث في المجتمع، على الرغم من التأثير الكبير، والمسئولية تقع على الجميع بما فيهم الهيئات التنفيذية والتشريعية التي يجب أن توازن بين الأمن وحقوق الإنسان، فلا أمن بدون احترام لحقوق الإنسان.
وناشد فايق مجلس النواب، الاسراع فى إصدار القوانين المنشئة للمجالس والهيئات الإعلامية التى نص عليها الدستور حتى ننتهى من هذا الاحتقان والاستقطاب الحاد الذى نشهده.
وأكد فايق أن العلاقة بين الإعلام وحقوق الإنسان هى علاقة مهمة لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والارتقاء بالمشاعر الإنسانية والوطنية من خلال الحوارات السليمة بين فئات الشعب والأراء المختلفة وإطلاع الجماهير على الحقيقة.
وأضاف: أن العنف والإرهاب انتشر بشكل مخيف فى ليبيا وسوريا واليمن ولم يسلم الوطن من العنف والإرهاب الذى يضرب سيناء، العنف الممنهج الذى تقوم التيارات والتنظيمات الدينية المتطرفة ،وما ترتب على ذلك من إحتقان وإستقطاب شديدين أصابا المجتمع وعكسته بشدة بعض أجهزة الإعلام .
وقال :إن استمرار هذه الحالة فيه تعزيز لثقافة العنف ويخلق بيئة مناسبة لتفاقم هذه الظاهرة.
وشدد فايق على أهمية الإعلام ومسئوليته ورسالته فى تصحيح الفكر وتنوير العقول، وأهمية طرح ثقافة حقوق الإنسان التى تناهض سياسة التكفير والتخوين، والتمييز بجميع أنواعه وصوره وتواجه التعصب الدينى المتطرف.
وأكد على أننا مع حرية الرأى والتعبير إلى أبعد مدى، ولكننا ضد التحريض، والحض على الكراهية بما فى ذلك الازدراء، ولكن لابد من وجود التوازن السليم والدقيق بين الاثنين. وطالب فايق بتعديل التشريعات القائمة حتى تتطابق مع الدستور والأهداف التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير وحتى تستطيع جدياً إصلاح الخطاب الدينى.
كما طالب بالتوازن فى العلاقة بين الدولة والمجتمع التى تقوم على قيمتين أساسيتين هما قيمة الحرية بمعنى أن يكون الرضا وليس القهر والقمع أساس للحكم، والثانية قيمة العدل وليس القوة أيضاً أساس الحكم.
كما طالب الإعلام أن يتفهم جيداً أهمية هذه التوازنات وألا يستخدم بأى شكل من الأشكال للإخلال بها حتى يمكن القضاء على ثقافة العنف وأسبابها، وضرورة صدور ميثاق شرف إعلامى يضعه الإعلاميون أنفسهم بعيداً عن أجهزة الدولة وتلتزم به جميع أجهزة الإعلام وتخضع للمساءلة من خلال النقابات الإعلامية بعيداً عن الدولة وأجهزتها لضمان حرية الصحافة والإعلام.
تلكؤ الاعلام في أداء وظائف الاتصال الجماهيرى
دراسة حول الإعلام في البيئات المتأزمة دراسة وصفية للحالة العراقية وتهدف هذه الدراسة للتعرف إلى مظاهر الخلل التي شابت الحركة الإعلامية بعد الاحتلال الأميركي للعراق ، تبين الانعكاسات السلبية للحركة الإعلامية في البيئات المتأزمة على حرية الاعلام , تحديد الاسباب التي تقف وراء تلكؤ الحركة الاعلامية في أداء الوظائف الجوهرية للاتصال الجماهيري , الكشف عن ابرز التوظيفات السياسية للإعلام في البيئات المتأزمة.
وجاءت نتائج الدراسة , منها انطوت التعددية الاعلامية في جوهرها على روح دكتاتورية ، ذلك ان النمو المتسارع في وسائل الاعلام المرئية او المسموعة او المقروءة لايعكس فضاء ديمقراطيا حقيقيا يعبرعن ثوابت وطنية ومشاغل جماهيرية ، بل كان بمجمله لا يعدو ان يكون سوى أدوات لادارة الأزمات بين قوى متصارعة أتاح لها الاحتلال ان تكون متكافئة القوة , بدا الاعلام المقروء في البيئات التأزمة باهتا بشكل كبير ,بسبب عدم تمكنه من الوصول الى الجمهور , وبالتالي تلاشي احتمال تحقيق أهدافه الرئيسة , وبخاصة المتعلقة منها بملاحقة الاجراءات السياسية التي يقوم بها الفاعل السياسي أثناء ادارته للأزمات القائمة , فلم تكن غالبية الجهات والقوى السياسية تهدف من وراء اطلاق وسائلها الاعلامية اشاعة ثقافة وطنية مستنيرة قادرة على تمثل القيم والمفاهيم الحضارية بل عملت بقصد وبدونه على تخريب قيم نبيلة كانت سائدة واحياء اخرى ميتة من مكونات الثقافة المتخلفة .
إعلام العنف و السلام
المسئولية الاجتماعية للإعلام وإشكالية إعلام العنف وإعلام السلام – دراسة تحليلية مقارنة لنماذج من التشريعات ومواثيق الأخلاقيات الإعلامية في مصر وتونس والولايات المتحدة والمملكة المتحدة , يظل الجدل حول حرية التعبير في مقابل أخلاقيات النشر حاضرا بوضوح فى التراث العلمى لأخلاقيات الاعلام .وتشير نتائج العديد من الدراسات العربية والأجنبية الى أن العديد من المواثيق الأخلاقية والهيئات المنظمة للإعلام فى نظم اعلامية مختلفة غير كافية لتحقيق المسئولية الاجتماعية للإعلام , وتسعى الدراسة لاختبار مفهوم اعلام السلام فى مقابل اعلام الحرب / الارهاب / العنف وتستند الدراسة الى فرضية اساسية وهى أن اعلام السلام هو الاعلام المسئول أخلاقيا .
كما تسعى الدراسة لتوصيف تنظيم الاعلام في الدول محل الدراسة من خلال رصد وتوصيف دور الهيئات المنظمة للإعلام ومواثيق الأخلاقيات ومد ى تفعيلها لضبط الممارسات الاعلامية , وتهدف الدراسة معرفة مفهوم “ميديا السلام “و”ميديا الحرب ” ورصد محاولات قيا سهما فى التراث العلمى لأخلاقيات الاعلام, توصيف مواثيق أخلاقيات العمل الاعلامى والتعرف على مدى وجود اليات لتفعيلها, تحديد مد وجود هيئات مستقلة لتنظيم الاعلام ومدى تفعيل دورها فى تنظيم الذاتى الإعلام ورصد نقاط التشابه والاختلاف فى قانون وتنظيم النظاميين الإعلاميين فى مصر وتونس كنموذج للديمقراطيات الجديدة, رصد نقاط التشابه والاختلاف فى قانون وتنظيم النظاميين الاعلاميين فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كنموذج للديمقراطيات الرأسمالية الليبرالية.